القاهرة ـ سامي عبد الفتاح
قطع الأهلي نصف الطريق نحو منصة التتويج باللقب الأفريقي السادس له بعدما تغلب على ضيفه القطن الكاميروني 2-0 في مباراة ذهاب نهائي دوري أبطال أفريقيا لكرة القدم في القاهرة.
ويلتقي الفريقان إيابا في الكاميرون في 16 الجاري على أن يتوج باللقب الفريق الفائز بمجموع اللقاءين، ويبدو الأهلي المرشح الأوفر حظا للفوز ليصبح أول فريق يحرز لقب البطولة الأفريقية ست مرات.
وجاء هدفا الأهلي في أول ربع ساعة من المباراة سجلهما وائل جمعة والأنغولي أمادو فلاڤيو.
بدأت المباراة حماسية من جانب الفريقين منذ الدقيقة الأولى وتفوق الأهلي خصوصا من الناحية الهجومية وبدأ محاولاته التهديفية فور بدء المباراة ليطمئن جماهيره.
ووجه أوممليار المدير الفني لفريق القطن الكاميروني التهنئة للأهلي مشيرا إلى أن الأهلي قدم مباراة جيدة وهو فريق كبير، مشيرا إلي أنه حذر لاعبيه من خطورة الضربات الثابتة التي يعتمد عليها الأهلي وأحرز منها هدفين.
وأوضح المدير الفني للقطن أن نتيجة المباراة ليست جيدة وسيكون لنا شأن آخر في مباراة العودة التي ستقام في الكاميرون بعد أسبوعين مشيرا إلى أنه سيستعد للمباراة جيدا.. وسيعد استقبالا جيدا للأهلي مثلما حدث من جانب الأهلي في القاهرة.
مباراة كبيرة
وقال مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي إن الفريق قدم مباراة كبيرة أمام القطن الكاميروني وكان يستطيع الفوز بأكثر من هدفين لو تمكن اللاعبون من استغلال الفرص التي أتيحت لهم خلال المباراة معربا عن سعادته بالأداء الجيد من جانب اللاعبين الذين التزموا بالتعليمات التي طلبها منهم الجهاز الفني.
ووجه جوزيه تحية خاصة للجماهير مشيرا إلى أنها اللاعب رقم 12 في الفريق ونبذل أقصى جهدنا من أجل إسعادهم، وأوضح جوزيه أن اللاعبين أدوا ما عليهم خلال الشوط الأول، ولكن حدث تراجع في نهاية هذا الشوط نتيجة لعادة اللاعب المصري الذي يتراجع أداؤه عندما يشعر بالاطمئنان وقد نبهنا اللاعبين إلى ذلك خلال فترة ما بين الشوطين إلى أن هاجموا في الشوط الثاني وأضاعوا أكثر من فرصة حقيقية.
وأكد جوزيه أن الفوز بهدفين نتيجة جيدة في حد ذاتها وكان شغلنا الشاغل عدم دخول أهداف في مرمانا وهو ما تحقق بالفعل.. وأشار جوزيه إلى أنه سيلعب في الكاميرون من أجل الفوز ولن يلعب على التعادل لأنه قد يؤدي إلى الخسارة وسيلعب بتنظيم دفاعي وهجوم لتحقيق الفوز في مباراة العودة.. رغم أنه كان من الممكن أن نكسب البطولة من هنا لو تم استغلال الفرص التي أتيحت لنا على مدار شوطي المباراة.
من ناحية أخرى غادر القاهرة أمس الكابتن حسام البدري المدرب العام والقائم بأعمال مدير الكرة متوجها إلى الكاميرون وبالتحديد إلى مدينة جاروا الكاميرونية التي سيشهد ملعبها الرئيسي مباراة العودة بين الأهلي والقطن في الدور النهائي للبطولة.
ويسعى البدري إلى الاطمئنان على جميع الأمور المتعلقة بالإقامة ووسائل الانتقال وحجز ملاعب التدريب قبل سفر بعثة الأهلي إلى الكاميرون لعدم ترك شيء للظروف وتجنبا لظهور أي عقبات تخرج اللاعبين عن حالة التركيز المطلوبة في مثل هذه المباريات.
ويستأنف الفريق تدريباته اليوم بعد أن حصل على راحة أمس في إطار الاستعداد لمباراة الاتصالات المقرر لها يوم السبت المقبل في إطار مباريات الدوري.
وأبدى شادي محمد قائد الأهلي حزنه لضياع فوز كبير لفريقه على القطن الكاميروني في ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا أمس الأول..وقال شادي عقب المباراة «كان من الممكن حسم المباراة بنتيجة كبيرة».
وأضاف قائد أصحاب الأرض «كان بإمكاننا حسم المباراة برصيد أكبر من الأهداف والاطمئنان لمباراة الإياب بشكل أفضل من الآن».
ويحتاج الأهلي في مباراة الإياب للتعادل أو الهزيمة بهدف لحسم اللقب السادس له في التاريخ.
وأشار شادي إلى أن الأهلي قدم مباراة جماعية جيدة «وأضعنا أكثر من فرصة كانت كفيلة بزيادة الأهداف.
بداية قوية
كاد أبوتريكة يفتتح التسجيل إثر هجمة مرتدة سريعة عندما تقدم نحو مرمى القطن وسدد الكرة لكن دون تركيز ليتصدى لها الحارس وترتد إلى محمد بركات الذي تابعها بتسديدة أخرى ولكن دفاع القطن شتت الكرة حتى انتهت الهجمة بضربة حرة لصالح الأهلي.
وتقدم أبوتريكة وسدد الضربة الحرة ببراعة لتصل الكرة إلى جمعة الذي سددها برأسه في الشباك لتعلو هتافات جماهير الأهلي الذين حضروا لمؤازرة فريقهم في ستاد القاهرة الدولي.
وواصل الأهلي تألقه في الهجوم حتى عزز تقدمه بالهدف الثاني في الدقيقة 15 حينما سدد أبوتريكة ضربة حرة رائعة لتصل الكرة إلى فلاڤيو الذي هيأها برأسه بمهارة شديدة لتسكن الشباك معلنا عن تقدم الأهلي 2-0 بعد ربع ساعة فقط من زمن المباراة.
أما القطن فلم يتمكن من تشكيل أي خطورة حقيقية على شباك أمير عبدالحميد حارس مرمى الأهلي بفضل تألق شادي محمد ووائل جمعة في الهجوم.
وحاصر الأهلي منافسه الكاميروني في وسط ملعبه ولكن بمرور الوقت بدأ القطن محاولات جادة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه في الشوط الأول، بينما حافظ الأهلي على هدوئه مع الحذر الدفاعي الشديد.
ومع استمرار الأهلي في السيطرة على مجريات اللعب وتوالي هجماته على مرمى منافسه لجأ القطن إلى الحذر الدفاعي كي لا تتلقى شباكه أهدافا أخرى تصعب الأمور عليه بشكل أكبر في لقاء الإياب.
وتألق أحمد صديق وكاد يسهم في هدف رائع في الدقيقة 39 عندما مرر كرة عرضية رائعة من الناحية اليمنى وتلقاها فلاڤيو بتسديدة برأسه ولكنها مرت بجوار القائم.
وكاد القطن يفاجئ الأهلي بهدف في الدقيقة 45 وسط ارتباك داخل منطقة الجزاء ولكن أحمد السيد أنقذ الأهلي وأطاح بالكرة في الوقت المناسب لينتهي الشوط الأول بتقدم الأهلي 2-0.
وفي الشوط الثاني بدأ الأهلي هجماته منذ الدقيقة الأولى ولكن القطن فرض رقابة لصيقة كي لا تتلقى شباكه المزيد من الأهداف.
ومع ذلك تألق أبوتريكة وفلاڤيو وكادا يدعمان تقدم الأهلي بهدف ثالث في الدقائق الأولى من الشوط الثاني.
وأعاد القطن تنظيم صفوفه وشن أكثر من هجمة منظمة لكنه لم يشكل خطورة حقيقية على مرمى الأهلي.
هجمات متبادلة
وظلت الهجمات سجالا بين الفريقين وكاد الأهلي يضيف الهدف الثالث في الدقيقة 64 عندما هيأ أبوتريكة الكرة لفلاڤيو داخل منطقة الجزاء ولكن حارس مرمى الفريق الكاميروني كاسالي داوودا لحق بها وأمسكها من أمام قدم اللاعب الأنغولي.
وأنقذ أمير عبدالحميد فريق الأهلي من هدف محقق في الدقيقة 70 حيث سدد أحمدو نجومنا كرة زاحفة خطيرة لكن الحارس ارتمى عليها وأمسك بها.
وكانت تلك التسديدة بمنزلة ناقوس الخطر للاعبي الأهلي الذين عادوا لنشاطهم وانطلق أحمد حسن من الناحية اليسرى ومرر كرة عرضية خطيرة لكن داوودا أمسك بها.
وبعدها توالت هجمات الفريقين وعانى الحارسان من خطورة دائمة، وأجرى البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي أول تبديل له في الدقيقة 74 حيث دفع بأنيس بوجلبان بدلا من أحمد صديق.
وأهدر أبوتريكة فرصة ذهبية في الدقيقة 75 عندما مرر محمد بركات كرة عرضية إلى فلاڤيو ليهيئها بمهارة إلى أبوتريكة الذي سددها بجوار القائم.
وبعد ثوان حصل الأهلي على ضربة حرة أمام منطقة الجزاء سددها أبوتريكة لكن الكرة مرت بجوار القائم في ظل رقابة من حارس مرمى الفريق الكاميروني.
وبعدها دفع جوزيه بسيد معوض بدلا من جيلبرتو الذي قدم عرضا جيدا خلال المباراة.
وفي الدقيقة 80 أشهر الحكم الجنوب أفريقي دامون جيرومي البطاقة الصفراء لحسام عاشور بسبب الخشونة.
وفي الدقيقة 82 قاد أبوتريكة هجمة رائعة وراوغ الدفاع والحارس ببراعة ومرر الكرة إلى فلاڤيو داخل منطقة الجزاء لكن الأخير سددها بطريقة غريبة فوق العارضة لتضيع فرصة ذهبية على الأهلي.
وكاد سيد معوض يضيف الهدف الثالث في الدقيقة 85 عندما سدد كرة قوية من حدود منطقة الجزاء لكن الحارس داوودا تصدى لها بثبات.
وفي الدقائق الأخيرة سيطر التوتر شيئا ما على لاعبي الفريق الكاميروني وحصل أبوتريكة على ضربة حرة على حدود منطقة الجزاء لكنه سدد الكرة فوق العارضة.
ودفع جوزيه بأسامة حسني بدلا من فلاڤيو في الدقيقة 90 ولم تسفر محاولات الفريقين في الثواني الأخيرة عن جديد لتنتهي المباراة بفوز الأهلي 2-0.
متعب يشجع من المدرجات
أكد عماد متعب مهاجم الأهلي السابق واتحاد جدة السعودي حاليا الذي تابع لقاء الأهلي والقطن الكاميروني من مدرجات ستاد القاهرة، وظل يشجع بحماسة شديدة، أن الأهلي قادر على حسم اللقاء لصالحه والفوز على نظيره الكاميروني في عقر داره والحصول على لقب بطولة دوري الأبطال والوصول إلى بطولة كأس العالم للأندية باليابان والمقررة إقامتها في ديسمبر المقبل.
من جانبه، أكد وائل جمعة مدافع الأهلي وصمام أمانه أن مباراة العودة لن تكون سهلة بعد أن كشر الفريق المنافس عن أنيابه الحقيقية وخصوصا أن اللقاء سيكون على ملعبه ووسط الجماهير الكاميرونية العاشقة لكرة القدم، مشيرا إلى أن الجهاز الفني بقيادة مانويل جوزيه سيكون له تكتيك فني جديد لمباراة العودة.
واتفق أحمد السيد مدافع الأهلي مع جمعة قائلا: إن لقاء العودة يحتاج بالفعل إلى خطة محكمة من أجل عبور العقبة الكاميرونية الأخيرة للوصول مباشرة إلى مونديال اليابان للأندية وهو الهدف الأكبر حاليا.
مؤكدا أن جميع اللاعبين داخل الفريق لديهم الإصرار الكامل على تحقيق هذا الهدف الذي يعد شرفا كبيرا لجميع الأندية المشاركة فيه.
في حين أكد أمير عبدالحميد حارس مرمى الأهلي أن الفريق لعب مباراة جيدة وكان الجميع على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم، غير أن سوء التوفيق والتسرع في إنهاء الهجمات لزيادة عدد الأهداف في اللقاء هما ما جعلنا نهدر العديد من الفرص التهديفية السهلة لعل أبرزها الفرصة التي أتيحت أمام محمد أبوتريكة وكذلك تلك الفرصة الثمينة التي أضاعها فلاڤيو.
وأشار أمير إلى أن الأهلي قادر على تخطي عقبة القطن الكاميروني في لقاء العودة على الرغم من أنها ستقام على ملعبه ووسط جماهيره، والفوز باللقب الأفريقي والوصول إلى مونديال اليابان.
أما أحمد حسن لاعب الوسط المهاجم فأكد أن الأهلي كان بإمكانه مضاعفة نتيجة اللقاء لولا التسرع في إنهاء الهجمات بسبب رغبة اللاعبين القوية في تحقيق أكبر نتيجة نستطيع من خلالها حسم اللقاء بالقاهرة، مشيرا إلى أن الفريق سيكون أهدأ في لقاء العودة وأن خبرة لاعبي الأهلي ستكون العامل الرئيسي وكلمة السر في حسم اللقب الأفريقي لمصلحة القلعة الحمراء.
تغطية خاصة في ملف ( pdf )