ناصر العنزي
المحامي: لسان وحنجرة وروب، وزاد عليه حميد عرب الحكم: صافرة وقرار وهروب، والأخيرة كما جاء في الأمثال «ثلثين» الشجاعة! وما حصل في مواجهة القادسية والكويت اقرب الى برامج الكاميرا الخفية، وتوقع الحضور ان يخرج الحكم من غرفته ويعتذر للجمهور من هذا المقلب ويكمل المباراة حتى نهايتها، فليس من حقه ان يعاقب الفريقين وجماهيرهما والمتابعين من خلف الشاشة بإلغائه المباراة لأنه تعرض الى دفع قوي من احد اللاعبين ولو ان كل حكم اقدم على ما فعله عرب اول من امس لاستحدث الاتحاد الدولي لكرة القدم حكاما «آليين» يدارون بالريموت كونترول من خارج الملعب.
«كلما استنبط قانون جديد استنبطت طريقة للتخلص منه»، هكذا يقول «الطليان» في امثالهم، ويبدو ان عرب من محبي اليوڤي والانتر وروما، واجاد في تطبيق ذلك بعد ان استنبط طريقة جديدة للخلاص من المباراة التي وجدها كحبل غليظ حول رقبته، فتخلص منها في الدقائق الخمس الأخيرة خشية تعرضه الى اعتداء آخر رغم وجود العشرات من رجال الشرطة المسلحين بالهراوات ليحدث ما يحدث بعدها عملا بالقول «قطها براس عالم واطلع سالم»، ويا حبذا لو سلكت لجنة الحكام في اللجنة الانتقالية مسلكا آخر يضمن لها استمرارية المباريات فيما لو انسحب الحكم من ادارتها بتعيين حكمي ساحة دفعة واحدة.
وانقسمت الجماهير الى نصفين في حادثة حميد عرب الغريبة على ملاعبنا، فالمؤيدون يرون ان من حقه الدفاع عن نفسه، فهل يضمن احد سلامته من تصرف طائش من احد اللاعبين او من الجماهير والتي اقدمت على قذفه بكل ما صغر حجمه وثقل وزنه، الى جانب ان الحكم «بشر» ولا يمكنه ان يكمل المباراة وهو في هذه الحالة النفسية السيئة في حين يرى المعارضون ان قرار عرب بإلغاء المباراة كارثة تحكيمية توجب عليه الصعود الى منصة الاستجواب وتفنيد ثلاثة محاور رئيسية وهي: تراجعه عن احتساب ضربة جزاء صحيحة لبدر المطوع في الشوط الأول ومبالغته في احتساب ضربة جزاء على الكويت في الشوط الثاني وتهوره في اتخاذ قرار إنهاء المباراة قبل خمس دقائق من ختامها وحرمان القادسية من تثبيت حقه في الفوز، وعلى لجنة الحكام ان تدرج هذا الاستجواب في جدول أعمالها في جلسة طارئة جدا.
وتطالب جماهير الكويت المشرف العام على كرة القدم النائب مرزوق الغانم بتبني هذا الاستجواب لإعادة المباراة كاملة وكأنها لم تكن، فيما تطالب جماهير القادسية رئيس النادي الشيخ طلال الفهد بتأييد هذا الاستجواب، خصوصا في محوريه الأول والثالث، لكنه يخشى ان يقال ان شقيقه رئيس اللجنة الاولمبية الشيخ احمد الفهد هو من وراء الاستجواب!