ناصر العنزي
أطرف تعليق تابعته الجماهير من خلف الشاشة في لقاء السحاب بين الهلال والنصر مكتوبا على لافتة كبيرة رفعها مشجع سعودي نصراوي في ملعب الملك فهد بخط عريض «جيتك من عرعر ساري» ويقول المرحوم بإذن الله رئيس نادي النصر الأمير عبدالرحمن بن سعود «النصر بمن حضر» ويصف النصراويون فريقهم بأنه فارس نجد وأصفرهم البرّاق وسطروا قصائد رائعة بحق نجومهم وفي مقدمتهم السهم الملتهب النجم الكبير ماجد عبدالله ويقول بعضهم بتطرف شديد ان الأبيات المشهورة ومنها:
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
وأسمعت كلماتي من به صمم
لم تكن للشاعر أبوالطيب المتنبي بل قالها ماجد عبدالله قبله وصحتها انا الذي نظر الأعمى إلى كرتي وأسمعت أهدافي من به صمم، وللنصر وقع جميل على الأذن واتخذها الكثيرون اسما لناديهم تحفيزا للفرق لتحقيق الفوز.
ففي السعودية مشجعوه بالملايين وشعـــاره اللون الأصفر وفي الإمارات شعاره الأزرق وأنصاره من الأثـــرياء وفي الكويت شعاره «العنابي» ويحلو لمنتسبيه مناداته بهذا اللقب لارتباطه بثمرة العنب اللذيذة ولونه المميز الذي يبعث على الارتياح.
ويفخر النصراويون بفريقهم العنابي بعدما أطاح بحامل اللقب الكويت مرتين في مسابقة الدوري الممتاز لأن من يهزم البطل فهو بطل، ويثنون على دخوله المربع الذهبي حتى الآن ومزاحمته فرق الصدارة ويؤكد لاعبوه انهم لن يقبلوا هذا الموسم سوى مراكز الكبار.
والمتابع لمسيرة الفريق الكروي في النصر يلاحظ انه لا يقبل الانكسار فإن تعثر ينهض بسرعة وان خسر مرة يفوز مرتين، ويتبع «حمية» مناسبة تبقيه على وزن مثالي فلا سمنة مفرطة ولا هزال كريها فتجد «العنابي» في دائرة الأحداث يعكر صفو المتصدر، ويزعج منام الوصيف، ثم يغزو «عرب» آخرين ويعود منهم بصيد ثمين، واستحق حتى الآن نجومية الروح القتالية والبسالة في مواجهة المواقف الصعبة نظرا لطبيعة لاعبيه الفطرية الذين اعتادوا منذ الصغر على «شبة» النار وسماع قصائد الفخر والحماسة والشجاعة اضافة الى جغرافية المنطقة التي اوجدت في داخلهم روح التحدي والمغامرة فإن لم تكن ذئبا في الجليب أكلتك الذئاب!
وإذا ذكرنا العنابي فلابد ان نذكر مدربه علي الشمري «عافاه الله» بعدما أخذه بيده الى هذا المستوى المميز فهد ابن النادي ومثله لاعبا موهوبا في المراوغة وكأن الكرة مربوطة بخيط حذائه، ويقوده مجلس إدارة منسجم ومتعاون نجح في التعاقد مع لاعبين اجانب أفادوا الفريق كثيرا واطلقت الجماهير على لاعب الوسط البرازيلي اسم جيري المطيري وكاريكا العدواني على المهاجم الهداف.
النصر بمن حضر، قالها عبدالرحمن بن سعود ومات، يرحمه الله، وراحت شعارا لكل نصراوي.