فهد الدوسري
تعتبر النتيجة الحتمية لأي عمل كان اما النجاح او الفشل، ولا يوجد احد على سطح الارض يبحث عن الفشل بل الجميع يعمل للوصول لدرجة عالية من النجاح باختلاف الاجواء الملازمة للعمل بصورة متكاملة، وفي رياضتنا المحلية هناك رجال يواصلون الليل بالنهار للقيام بمهامهم على الوجه الأكمل دون نقصان ويعتبرون الجانب المشرق في رياضتنا التي تعيش حالة من التوهان، ولعل مدير الكرة بنادي السالمية سابقا الشيخ تركي اليوسف احدهم والذي استطاع خلال سنوات قليلة النهوض بفريق الكرة بنادي السالمية وعودته بقوة لمنصات التتويج، كما تمكن «المدير المثالي» من كسب احتــرام الجميع سواء كانوا لاعبـــين او اداريين او نقاد او اعلاميين بتعامله الراقي او بفكره الكروي الناجح والذي لا يعكس خبرته القليلة بالملاعب وصغر سنه فاليوسف تمكن من اعادة شتات الفريق وتدعــيم صفوفه بأكثر من لاعب وفي معظم مراكز الفريق من حراسة المرمى حتى الهـــجوم ولم يبخل بوقته ومتابعته الحثــيثة لكل صغيرة وكبيرة بالفريق ولا ماله لدعم مسيرته الناجحة بل كان رهن اشارة الجهاز الفني لتوفير سبل الراحة للفريق.
ومثل ما يقول المثل المصري الشهير «الحلو ما يكملش» لم يوفق «تركي» في تحقيق بطولة للسماوي في عهده وفترة توليه لفريقه ولكن هذا لا يعيبه لكون دوره ينتهي عند دخول اللاعبين المستطيل الاخضر وكان احدهم قد وصفه بـ «عين السيح» وهي عين مياه تقع في المنطقة الشرقية جنوب مدينة الظهران بعشرة كيلومترات وشمال غرب العزيزية بأربعة كيلومترات وعرفت بهذا الاسم لكونها دائما تفيض بالماء وتسقي الأرض والاشجار والوديان و«الشعيَّب» المجاورة، ولا غرابة ان يشبه عطاء «بوأحمد» بالعين التي تفيض بالمياه لكل من يجاوره فخلال فترة وجوده كمدير لم يتفوه بكلمة واحدة تصيب الاذن بالصم او غيرها من الافعال التي عادة ما تستفز الجماهير والرياضيين على حد سواء بل على العكس كان محل تقدير واحترام الجميع بلا استثناء وهذا ما يدل على العقلية الادارية الفذة لهذا الرجل والتي نحن في اشد الحاجة لها لانقاذ رياضتنا من الانحدار المخيف الذي نعيشه هذه الايام.
وبعد خسارة السالمية الاخيرة امام كاظمة في الدوري الممتاز بهدف دون رد، كثر الحديث عن رحيل مدربه الروماني ميهاي وعدم استمراره مع الفريق وجاء تصريح احد اللاعبين بعصبية بضرورة تحمل اصحاب المسؤولية خسارة الفريق، ليؤكد وجود خلل معين بالفريق لم نشهده ابان تولي اليوسف ادارته، ولا نرمي بالمسؤولية كاملة على مدير الفريق او مجلس الادارة الجديد بل نشير الى ان السرعة في اكتشاف مواطن الخلل والبدء في علاجه سيساهمان في استقرار الفريق قبل تدهوره.
وقديما كان اهل البادية يبحثون عن «عين الماء» ويقيمون بجوارها لفترة زمنية نظرا لحاجتــهم لها ولتأميــن عيشهم اليومي ولسقاية «حلالهم» ولمواجهة ظروف الصحراء المتقلبة وحروبها الدامية واليوم يتفق معظم السلماوية انهم بحاجة ماسة لـ «عين السيح»، ليرووا ظمأهم بالفوز بالبطولات.