طوكيو ـ سامي عبد الفتاح
غادرت أمس بعثة الأهلي المصري إلى مدينة يوكوهاما القريبة من العاصمة اليابانية طوكيو استعدادا لخوض مباراة تحديد المركزين الخامس والسادس مع أديلايد الاسترالي الخميس المقبل على ستاد يوكوهاما ضمن بطولة العالم للاندية.
ويؤدي لاعبو الأهلي التدريب الأول اليوم في مقرهم الجديد، الذي لا يبعد أكثر من 40كم عن طوكيو.
وحرص المدير الفني البرتغالي مانويل جوزيه على منح اللاعبين جولة حرة صباح أمس في أسواق طوكيو قبل التوجه إلى الفندق في يوكوهاما.
وتأتي هذه الجولة الحرة في إطار محاولة الجهاز الفني للتغلب على حالة الحزن التي سيطرت على اللاعبين عقب خسارة الأهلي أمام باتشوكا المكسيكي 2-4، والإحساس بقسوة الهزيمة الثقيلة، وضياع الامل الذي كان يجول في صدور وعقول جميع اللاعبين نحو تقديم أنفسهم والتألق لأبعد مدى في البطولة العالمية.
وكان جوزيه قد عقد اجتماعا مع اللاعبين عقب هذه الخسارة في الفندق بمدينة طوكيو حضره رئيس البعثة محمود الخطيب، واكد أنه لا يوجه اللوم للاعب بالذات، لأن الفريق كله كان دون مستواه في هذه المباراة، وأن الأهلي لم يقدم مستواه المعروف، ولم يتعامل مع المباراة بشكل جيد، مشيرا إلى أن الحارس أمير عبدالحميد لا يتحمل مسؤولية الأهداف التي سكنت مرماه.
وطالب جميع اللاعبين بالتماسك واستعادة الروح استعدادا لتقديم صورة أفضل للفريق في المباراة المقبلة قبل مغادرة اليابان.
وقال «ان الكرة فيها الكثير من هذه المواقف الحرجة والانقلابية».
ولكن كلمات جوزيه لم تكن ودية وحنونه فقط، بل اشتملت على بعض الطلقات العنيفة للوم اللاعبين ككل، مؤكدا أنها المرة الأولى منذ أن تولى تدريب الاهلي التي تهتز بها شباك الفريق بأربعة أهداف، كما أنها المرة الأولى التي يخسر الاهلي مباراة يكون فيها الأهلي متقدما بهدفين.
الاعتراف بالخطأ
من جانبهم اللاعبون اعترفوا بأنهم يتحملون مسؤولية الخسارة وأسبابها، وأنهم يقدمون اعتذارهم لجماهير الأهلي، لأنهم كانوا في أسوأ حالاتهم، وأن المباراة ضاعت منهم بعد أن كانت بين أيديهم، وهم وحدهم المسؤولون عن الخسارة، لانهم أعطوا الفرصة لباتشوكا للتفوق عليهم معظم اوقات المباراة.
ويبدو أن هذه الكلمات مع السماح للاعبين بالجولة الحرة قد خففت عنهم كثيرا، ولكن الغضب استمر مكتوما لدى إدارة بعثة الأهلي فالذهول هو سيد الموقف، حيث رفض الخطيب التعليق على المباراة، فيما اكتفى طارق سليم بجملة واحدة «مفيش حاجة أقولها».. وقال خالد مرتجي ان «المباراة ضاعت من أيدينا نتيجة الاطمئنان الزائد بعد الهدفين»، أما عدلي القيعي فقال: «أستغرب النقد العنيف للفريق بعد الخسارة، لقد كان فائزا وأحرز هدفا ثالثا صحيحا، ولكن كل الظروف تحالفت ضد الأهلي في هذه المباراة بداية من الضغط النفسي الرهيب على اللاعبين وتفوق باتشوكا والحالة السيئة التي كان عليها أغلب اللاعبين في هذا اليوم الصعب».
هجرة الجماهير
جماهير الأهلي التي حرصت على السفر إلى اليابان لتشجيع الفريق قاطعته يوم أمس، ورفض أغلبها الانتقال معه إلى يوكوهاما، أما الذين يقيمون في اليابان من المصريين في المدن الأخرى والذين غادروا مدنهم لمساندة الفريق في مباراة باتشوكا وشاهدوا خسارة الأهلي، فقد قرروا جميعا العودة إلى مدنهم وأعمالهم مرة أخرى وعدم انتظار مباراة الخميس.
ومن المنتظر أن تعود بعثة الأهلي مجددا إلى طوكيو مساء اليوم لحضور حفل الجمعية اليابانية المصرية للصداقة والذي ينظمه السفير د.وليد عبد الناصر بمقر السفارة في طوكيو.
ومن المحتمل أن يكتفي رئيس البعثة محمود الخطيب بحضور إدارة البعثة والمرافقين لها على أن يبقى اللاعبون في يوكوهاما تفاديا للإجهاد، خصوصا أن الشوارع مزدحمة جدا وحركة المرور بطيئة للغاية خصوصا في المحاور الرئيسية ومنها طريق طوكيو ـ يوكوهاما.
أقوال الصحف
الصحافة اليابانية اهتمت بأحداث مباراة الأهلي وباتشوكا، فقالت صحيفة «اساهي» ان باتشوكا قلب تأخره بهدفين أمام الأهلي إلى فوز 4 - 2 ليواجه ليجادي كيتو بطل الأكوادور في نصف النهائي.
وقالت صحيفة «ماينيتش» أن أبوتريكة خطف هدفا وصنع الآخر، ولكن باتشوكا ثأر في الشوط الثاني وهزم الأهلي 4 - 2 بعد مباراة قوية.
أما صحيفة «سانكيه» فقالت ان الأهلي أضاع فرصة ذهبية بتقدمه بهدفين في الشوط الأول ولكنه بأخطاء لاعبيه أعاد باتشوكا للمباراة في الشوطه الثاني.
أعد هذه الملخصات للصحافة اليابانية المستشار الإعلامي للسفارة المصرية في طوكيو هاني صلاح، والذي يقوم بجهد كبير وبارز في توفير احتياجات البعثة الصحافية والاعلامية المرافقة للأهلي في اليابان، وكذلك الربط مع الصحافة اليابانية والتلفزيون لإجادته اللغة اليابانية بطلاقة.
البدري يحلل
وفي لقاء مع حسام البدري المدرب العام والقائم بأعمال مدير الكرة قال البدري: «أريد أولا أن أتحدث عن الشعور العام في مصر بعد المباراة، فقد تابعنا كل المشاعر والتعليقات، وكان بعضها قاسيا، ويولد لدى الجمهور والرأي العام أن الأهلي لابد أن يفوز ببطولة العالم، وأنها مسألة سهلة، ومثل هذا التوجه خطر على الفريق وعلى الكرة المصرية كلها لأن منتخب مصر سيلعب قريبا في بطولة العالم للقارات، وسيخوض منافسات قوية في تصفيات أفريقيا المؤهلة كأس العالم، ومن الخطر أن نعرض فرقنا لضغط نفسي يفوق طاقتها وإمكانياتها وثقافتها».
واضاف: «قد قدمنا أداء جيدا في الشوط الأول ووفق الخطة الموضوعة بالتكتل أمام تحركات باتشوكا والانطلاق في هجمات مرتدة سريعة، وحققنا هدفين في شوط واحد برغم السيطرة الميدانية، ثم حصل التراجع الخطير في الشوط الثاني، واللاعبون اعترفوا بتقصيرهم وأنهم ارتكبوا أخطاء ما كان يجب أن يقعوا فيها، وكنت والبرتغالي مانويل جوزيه نحاول معهم حتى ينقلوا اللعب لنصف ملعب باتشوكا، ولكنهم لم يتمكنوا من ذلك لأن وسط الأهلي تراجع بعد إصابة أحمد فتحي بالعضلة الضامة، لقد وقعت الخسارة، ولا يجب أن نقف ونتشاءم لأن هذه بطولة عالم، وكل المشاركين فيها من أبطال القارات، وخسارة الأهلي واردة كما أن فوزه بأحسن المراكز وارد أيضا، والكرة العالمية فيها الكثير من هذه المواقف، ولابد أن يكون لدينا وعي أكبر للتعامل مع مثل هذه المواقف الصعبة التي لا ترضي اللاعبين قبل الجمهور والإعلام».
وتابع البدري: «ان هناك احتمالات بعدة تغييرات في صفوف الفريق للمباراة المقبلة يوم الخميس، ومنها استبعاد أحمد فتحي لإصابته بالعضلة الضامة بعد أن بذل جهدا كبيرا في المباراة وخرج بعد 90 دقيقة.
ومن العجيب أن بعض المحللين انتقدوا الجهاز الفني لأنه استبدل فتحي وكان من أفضل لاعبي الأهلي في الملعب، ولم يكلفوا أنفسهم فهم أسباب التغيير أو السؤال عن السبب».