القاهرة ـ أحمد هريدي
عاد الى ارض الوطن اول من امس المنتخب الوطني الأول لكرة القدم قادما من القاهرة بعد أن أنهى معسكره التدريبي، الذي استمر لمدة أسبوعين كاملين نفذ خلالهما الجهاز الفني بقيادة محمد إبراهيم المدير الفني العديد من التدريبات الشاقة سواء على المستوى البدني أو المهاري والفني، فضلا عن خوض الأزرق مباراتين وديتين أمام طلائع الجيش وبتروجيت خسر في الأولى 0ـ1، وفاز في الثانية 2ـ1.
وخاض الازرق تدريباته امس في الرابعة عصرا استعدادا لمواجهته الودية المهمة أمام رديف إيران اليوم في نفس موعد مران اليوم وعلى نفس الملعب.
وقبل أن يبدأ الأزرق في مرحلة إعداده الجديدة، كان من الضروري أن نلتقي محمد إبراهيم لنتعرف على أهم الملاحظات التي دونها في أجندته الفنية، ومدى الاستفادة التي عادت على الفريق من معسكر القاهرة فنيا وبدنيا، وما ملامح رؤيته الفنية المستقبلية التي سيجريها مع الأزرق من أجل إعداده جيدا قبل المشاركة في بطولة كأس الخليج الـ 19 بعمان؟ وسألناه:
بعد أن انتهت فترة الإعداد الخاصة بمعسكر القاهرة.. كيف ترى مستوى لاعبي الأزرق؟
حقيقة كان المعسكر أكثر من رائع، واستطاع الجهاز الفني من خلاله أن يضع يده على نقاط القوة والضعف بالفريق، والوقوف على المستوى الحقيقي لكل لاعب، والأزرق بوجه عام يضم حاليا مجموعة متميزة من اللاعبين يملكون المهارة والقوة البدنية ومستواهم بشكل عام يسير من الأفضل إلى ما هو أفضل منه.
إيجابيات وسلبيات
إذن وضح لنا الإيجابيات والسلبيات التي تخللها معسكر القاهرة؟
دعنا من السلبيات لأنها ناتجة عن الفترة الطويلة التي لم يتجمع خلالها الأزرق بسبب قرار تجميد النشاط الذي أصدره الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والذي تم إلغاؤه منذ أيام قليلة بفضل اهتمام صاحب السمو الأمير وتحركات الشيخ أحمد الفهد رئيس اللجنة الأولمبية، وهذه السلبيات ستزول مع مرور الوقت وكثرة الاحتكاكات واكتساب اللاعبين عنصر الخبرة لاسيما أن معظم قوام الفريق من صغار السن.
أما الإيجابيات فهي كثيرة حيث نجح الجهاز الفني في إكساب اللاعبين بعض المهارات الفنية الخاصة، والوصول باللياقة البدنية لديهم إلى مستوى طيب وأصبحوا الآن أكثر انسجاما وتفاهما داخل الملعب، كما وفرت الاحتكاكات التي خاضها الأزرق أثناء معسكر القاهرة أمام فريقين كبيرين بحجم طلائع الجيش وبتروجيت المتربع على عرش قمة الدوري المصري فرصا عديدة للوقوف على المستوى الحقيقي للاعبين وتحديد نقاط القوة والضعف بالفريق، وسوف نسعى خلال التدريبات التي سيجريها الأزرق في مرحلة إعداده الجديدة لإزالة أوجه القصور التي ظهرت خلال التدريبات والمباريات التي خاضها الفريق بمعسكر القاهرة، والعمل على زيادة نقاط القوة.
وما زاد من نجاح هذا المعسكر هو زيارة بعض الشخصيات الرياضية المهمة للأزرق أثناء تدريباته وفي مقدمتهم الشيخ أحمد الفهد الذي أشعلت زيارته الحماس في نفوس اللاعبين بعد أن أبلغهم تحيات صاحب السمو الأمير ومساندته القوية للمنتخب من أجل العودة إلى التألق في المحافل الدولية وإسعاد الكويت بأكملها حكومة وشعبا، وكذلك زيارة الشيخ طلال الفهد رئيس نادي القادسية مع بداية المعسكر، وياسر أبل عضو مجلس إدارة نادي العربي، فضلا عن الاتصالات العديدة التي لم تنقطع من جميع المسؤولين عن الرياضية بالكويت منذ وصول البعثة للقاهرة، وفي مقدمتهم اللواء متقاعد فيصل الجزاف رئيس الهيئة العامة للشباب والرياضة.
ملامحك تؤكد رضاك التام عن معسكر القاهرة؟
هذا صحيح، فأنا أعتبر هذا المعسكر «النواة» الحقيقية في عملية تشييد وبناء الأزرق، والمرحلة الأهم في برنامج إعداده بشكل عام.
وماذا عن ملامح رؤيتك الفنية المستقبلية التي ستطبقها مع المنتخب خلال المرحلة المقبلة؟
سيبدأ الجهاز الفني خلال مرحلة الإعداد المقبلة من حيث انتهت فترة الإعداد التي خاضها الأزرق بالقاهرة، حيث سيخوض الأزرق مباراة ودية مهمة وقوية أمام رديف إيران اليوم في إطار استعداداته لخوض منافسات خليجي 19 بعمان، وفي صباح اليوم التالي لهذه المباراة تطير بعثة الأزرق إلى الإمارات لإقامة معسكر تدريبي قصير مدته ثلاثة أيام فقط يتم خلالها معالجة الأخطاء التي سيقع فيها اللاعبون في مباراة إيران والاستعداد للمواجهة الودية الثانية أمام منتخب الإمارات والمقرر إقامتها يوم 30 ديسمبر الجاري، لتطير البعثة مباشرة إلى عمان للمشاركة في كأس الخليج.
فرص الأزرق
بمناسبة الحديث عن خليجي ،19 ماذا عن فرص الأزرق في هذه البطولة؟
في البداية أريد أن أوضح شيئا مهما وهو أن مشاركتنا في هذه البطولة ستكون من أجل إثبات الذات الكويتية في محافل كرة القدم الدولية، أما مسألة النتائج فهذا في علم الغيب، إلا أن هذا لن يمنعنا من بذل قصارى جهدنا من أجل تحقيق نتائج طيبة ترضي وتسعد جميع الكويتيين، ولكنني أتحدث فقط من منطلق المصارحة مع النفس والآخرين.
تقصد أن الواقع يؤكد عدم قدرة الأزرق على المنافسة على اللقب؟
نعم هذا ما أقصده تماما، وتعالوا نحسبها بالمنطق والعقل، وسنجد أن الأزرق هو الأقل استعدادا لهذه البطولة عن باقي المنتخبات المشاركة في كأس الخليج، وهذا بالطبع ليس بخلا من الحكومة، وإنما كما قلت من قبل فترة الإيقاف الدولي الطويلة التي جعلتنا نفقد الكثير من الوقت الذي كان كفيلا بإعدادنا على أكمل وجه، فضلا عن حداثة تجميع وتكوين قوام المنتخب بداية من الجهاز الفني والإداري والطبي مرورا باللاعبين، حيث تم كل هذا خلال أيام في الوقت الذي تستعد فيه المنتخبات الأخرى للبطولة منذ شهور ولا أبالغ إن قلت منذ سنوات، هكذا يتضح الفارق الكبير بين طريقة وزمن استعدادات الأزرق وباقي المنتخبات الأخرى المشاركة في خليجي 19، ويمكننا أن نضيف إلى هذه الأسباب سببا آخر غاية في الأهمية وهو وقوع الأزرق في المجموعة الأولى التي يطلق عليها «الحديدية» نظرا لأنها تضم بجانب الأزرق منتخبات عمان البلد المضيف للبطولة، والعراق بطل كـأس الأمــم الآسيوية المــاضــيـــــة والبحرين الذي يسعى بمنتهى القوة لإثبات جدارته على ساحة الكرة الآسيوية والخليجية.
وماذا عن الأمل والإصرار؟
بالتأكيد الأمل موجود والإصرار أيضا موجود داخل الجميع وليس معنى كلامي هذا أننا كجهاز فني ولاعبين سنشارك في البطولة ونحن مستسلمون تماما للهزيمة، وإنما سنبذل قصارى جهدنا من أجل تقديم عروض قوية تليق بالكرة الكويتية وتحقيق نتائج مشرفة ومرضية، وهذا ما نبثه داخل نفوس اللاعبين وأطالبهم دائما بضرورة كسر جميع القواعد الثابتة وتفجير المفاجآت الواحدة تلو الأخرى أثناء مشاركتنا المختلفة سواء في بطولة خليجي 19 أو تصفيات كأس آسيا.
القائمة النهائية
ومتى ستقف على القوام الأساسي للأزرق؟
بعد المباراة الودية التي يخوضها اليوم أمام رديف إيران سيتم تصفية اللاعبين لتصبح القائمة 23 لاعبا بدلا من 28، هم قوام الفريق الذي سيسافر مع البعثة إلى الإمارات ومنها إلى عمان، وللعلم الجهاز الفني وضع يده بالفعل على قائمة اللاعبين الخمسة الذين سيتم استبعادهم عقب انتهاء معسكر القاهرة، ولكننا سننتظر إلى نهاية مواجهة إيران لسببين، الأول اعطاء الفرصة كاملة لهم لإثبات وجودهم وأحقيتهم في الوجود مع الفريق خلال هذه الفترة، والثاني يعد سببا فنيا بحتا نظر لتخوف الجهاز الفني من إصابة أي من اللاعبين خلال هذا اللقاء فيكون البديل جاهزا في الحال دون الدخول في حسابات فنية معقدة.
وماذا تقول لجماهير الكرة الكويتية التي تنتظر بشغف عودة تألق الأزرق في المحافل والبطولات الدولية؟
أقول لهم سنبذل أقصى ما بوسعنا من أجل إسعادكم وتشريفكم في كأس الخليج، ولكنني أطالبهم في الوقت نفسه بمؤازرة المنتخب ومساندته بمنتهى القوة والصبر عليه نظرا لكونه الآن يمر بمرحلة النقاهة بعد خروجه من جراح قرار تجميد النشاط.