ناصر العنزي
تعادل الأزرق «التجريبي» دون اهداف مع منتخب الإمارات اول من امس له دلائل عدة أهمها ان منتخبنا قادر على الوقوف على قدميه بعد ان طال قعوده في الفترة الماضية، ويمكنه ان يكون رقما ظاهرا في مجموعته التي تضم عمان والبحرين والعراق لا يمكن تهميشه، وإن استبعدته الترشيحات عن الفوز باللقب فإنه يبقى في دائرة الضوء يمكنه ان يقلب أوراق المجموعة ويحرج الخصم متى ما لعب اللاعبون بروحية وقتالية المواجهة الودية مع الإمارات في دبي امام جماهيره الحاشدة.
وعادة ما يذهب منتخبنا الازرق الى بطولات الخليج وهو مرشح للقب، الامر الذي يضيف عبئا نفسيا على اللاعبين قد يفقدهم التركيز، خصوصا ان الاعلام المنافس كان يلعب دورا كبيرا في «نفخ» اللاعبين وتصويرهم بأنهم البطل الدائم لبطولات الخليج، كما حصل ذلك في «خليجي 11» في الدوحة، مما ساهم في ذهاب اللقب الى المنتخب القطري للمرة الأولى، ولكن في هذه البطولة التي تستضيفها مسقط، فإن الامر مختلف، فالأزرق لم يكن يعلم بمشاركته في البطولة الا في الأسبوع الماضي، مما يخفف العبء على اللاعبين فيطلقون العنان لمخيلتهم لتحقيق الفوز دون ان يطالبهم احد بذلك فإن خسروا كل مبارياتهم فلا عتب عليهم اذ لا يمكن محاسبتهم بعدما تم استدعاؤهم على عجل على طريقة من يرغب في الانضمام للمنتخب فعليه الحضور بسرعة، وفيما لو نجح منتخبنا في التأهل الى نصف النهائي رغم صعوبة المجموعة فإنه يستحق التقدير والاحترام حتى لو خسر بنتيجة كبيرة.
ونرى من وجهة نظر شخصية أن ظروف منتخبنا الحالية تحتم عليه التعامل مع مباراة عمان في الافتتاح بكثير من الحذر والواقعية، اذ ان المنتخب العماني يعيش حالة فنية مزدهرة وأحسن في استعداده للبطولة ويضم عناصر محترفة.
وعلى مدرب منتخبنا محمد ابراهيم ان يلتفت نحو تأمين الخطوط الخلفية بالعدد الكافي من اللاعبين خصوصا في منطقة العمق ويمكنه الاعتماد على احمد عجب كمهاجم رسمي ويدعمه من الخلف بدر المطوع الذي يجيد الانطلاق وفتح الثغرات، وفيما لو خرجت مباراة عمان بنتيجة مرضية فإن الطريق يمكنها ان تكون سالكة في المباراتين المتبقيتين.
وقد يكون خط دفاع منتخبنا الاقل فاعلية لافتقاده الى القيادة في مركز «الليبرو» والواضح ان ابراهيم اعتمد اللاعبين مساعد ندا ويعقوب الطاهر وحسين فاضل ونهير الشمري كلاعبين أساسيين وهم بلا شك يملكون خبرة المواجهات الدولية وعليهم ان يكونوا عونا لفريقهم.
والأخطاء الساذجة التي كان يقع فيها بعضهم، خصوصا في التشتيت والتمرير الخاطئ والتغطية الضعيفة من المفترض انها تلاشت مع زيادة الخبرة ولا يعني ذلك ان المدافع لا يخطئ ولكن خطأ عن خطأ يفرق.
ويمكن القول ان مباراة الإمارات الودية التي انتهت بالتعادل السلبي أول من أمس ادخلت الطمأنينة في نفوس اللاعبين لكنها بالطبع ليست مقياسا لأداء المنتخبين، وعلى مدربنا ان يضعها في حسبانه، فالمنتخبان الإماراتي والعماني في مستوى متقارب وما حدث في المباراة الودية يمكنه ان يكون في مباراة الافتتاح مع عمان مع اضافة بعض التعديلات، وفي النهاية نؤكد ان الاحتمالات مفتوحة في مجموعتنا فقد ننافس على التأهل وقد نخسر المباريات الثلاث.
فالتشكيلة المناسبة تأتي في المقام الأول ثم اداء اللاعبين داخل الملعب وهم الذين يرسمون معالم الفوز والخسارة، ثم يأتي التوفيق والحظ، والأخيرة تلعب دورا كبيرا في النتائج وبيت الشعر الشعبي يقول:
«لا قام حظك باعلك واشترالك ولا مال حظك لا شرالك ولا باع»