نام الازرق ليلة امس الاول نوما هادئا عميقا وتخلص من عناء المباراة الافتتاحية امام عمان بعدما كان الطرف الافضل باتفاق اغلب المختصين في البطولة الأمر الذي جعله في دائرة الضوء في مجموعته الأولى وخالف كل التوقعات التي ابعدته عن المنافسة وبات رقما صعبا في البطولة ولكن يجب علينا عدم الافراط في التفاؤل وتعادلنا ليس سوى نقطة بحاجة الى نقاط اخرى كي يتأهل الى الدور نصف النهائي، وما قدمه اللاعبون في مباراة عمان هو مجهود طيب بعد ان تعاونت خطوطه في فرض كلمتها على المنتخب المنافس حيث توقع الأخير ان منتخبنا سيركن للدفاع ويتوسله كي لا يهاجمه خشية الجمهور الغفير في حين ان الأزرق بادر منذ اللحظة الأولى في الهجوم ووصل الى المرمى أكثر من مرة بل انه كان صاحب أول الفرص في المباراة بعد الانفراد العجيب لأحمد عجب ولو سجل منها هدفا لزلزل أركان عمان طوال المباراة.
وتفوق مدرب الأزرق محمد ابراهيم على مدرب عمان الفرنسي كلود لوروا فنيا في هذه المواجهة، اذ انه من المعروف ان صاحب الأرض يملك مقومات أخرى لا يملكها المنافس ومنها ارتفاع الروح المعنوية ولكن الأزرق ظهر في هذه المرة بثوب المقاتل الشرس ولم ترهبه أصوات الجماهير ووقف مدافعا عن مرماه ومهاجما من كل الطرق، ونجح ابراهيم في «تكتيف» الهجوم العماني في فترات طويلة بعد ان عزله عن خط الوسط مما أوقعه في اخطاء كثيرة، ويسجل لابراهيم حرصه على الانضباط الفني بعد ان طلب من لاعبيه تنفيذ مهامهم دون نقصان وخصوصا في الأطراف، ونجح في ذلك حيث التزم يعقوب الطاهر ومساعد ندا موقعيهما وقدما مباراة كبيرة، وأحسنا في شل الحركات العمانية اذ ان ندا يملك نزعة هجومية ومن تلقاء نفسه يتقدم لمساندة الهجمة ومرر كرات عرضية شكلت خطورة متناهية وطالبه ابراهيم بضرورة تغطية مكانه على عجل وقدم مساعد ندا واحدة من أفضل مبارياته تكتيكيا.
ويسجل ايضا للدفاع حسن انتظامه ورجوليته في قطع دابر الكرات العمانية ولم يكن من السهل اختراقه وعزل المهاجمين عماد الحوسني وحسن ربيع بعضهما عن بعض وأحسن نهير في دور القائد.
وكذلك بذل لاعبو خط الوسط جهدا جبارا وكسب اللاعب الشاب طلال نايف بفدائيته وانقضاضه على الكرات، وكان وراء «تخريب» أغلب الكرات العمانية وملاحظتنا عليه انه ينبغي له ان يكون اكثر تركيزا في التمريرات والملاحظة الأخرى على محمد جراغ انه يجب عليه ان يكون أكثر انتاجا فهو لاعب خبرة لا تمر مثل هذه المواجهات وعليه ان يذهب هو للكرة لا ان ينتظرها رغم انه صاحب لمسات جيدة ونجح في تمرير بعض الكرات الخطرة ويسجل للشيخ والعتيقي حرصهما على تنفيذ مهامهما وإجادتهما ايضا في تطبيق النواحي الدفاعية والهجومية.
عجب والمطوع البطل
لو سجل احمد عجب الفرصة الاولى الانفرادية لخرج من المباراة وبـ «هاتريك» من الفرص الحقيقية التي سنحت لهم وعددها 4 لكن اضاعة الكرة الاولى اثرت عليه تماما وجعلته مرتبكا طوال المباراة ثم ضاعت الثانية من انفراد عجيب وتبعتها الثالثة وهو على بعد خطوات من المرمى ثم فرصة رابعة عندما كان في مواجهة المرمى تماما وبالفعل لم يكن هذا اليوم يوم عجب واستنكرنا معا فرص جاسم الهويدي الضائعة في «خليجي 11» عام 1992 وامام قطر التي تعدت الاربعة وصاح يومها خالد الحربان «متى راح تسجل يا الهويدي؟!» والفارق ان الازرق خسر يومها بأربعة ولكن الكرة انصفتنا اول من امس ومثلما ضاعت فرصنا ضاعت فرص عمان ايضا وكأنها تقول «لا احد افضل من الآخر» ويجب على «بوعجب» ان ينسى الفرص هذه فمثلما اضاع سبق له ان سجل اهدافا في الكثير من المباريات.
ويستحق بدر المطوع ان يكون بطل المباراة فقد كان في قمة حضوره وما يميزه عن بقية اللاعبين انه كما نقول في حديثنا الشعبي «ما يرد على لبّاس العمامة» ولا ترهبه الجماهير حتى لو لبس امام مليون متفرج، واحسن في المرور من الدفاع العماني ومرر لزميله عجب اغلب الفرص الضائعة وآثر على نفسه وفضل التسجيل لزملائه وكان بالفعل مصدر خطورة.
فدائية الخالدي
طلبنا كثيرا من الحارس نواف الخالدي ان يتمهل في خروجه للكرات العرضية واحسن في المباراة بذلك والتقط الكرات التي تستحق الخروج فحافظ على نظافة مرماه، وكان احد نجوم المباراة بفدائية، وخصوصا في الانفراد الاخير للعماني حسن ربيع ووضعنا قلوبنا على ايدينا ولكن الخالدي انقض على الكرة في واحدة من اصعب الكرات التي انقذها من مرماه.
في المقابل فإن منتخب عمان حصل على فرص اخرى لكنه لم يسجل ايضا، وبذلك فإن ازرقنا بحاجة الى اعادة تأهيل نفسي وبدني قبل مواجهة البحرين غدا وعلى اللاعبين ان يتخلصوا من آثار المباراة السابقة وينظروا الى المباراة بعين الفوز والبحرين مشابه في ادائه للمنتخب العماني ويمكن التعامل معه بطريقة فنية تكفل لنا الفوز.