نعم فزنا على البحرين، نعم تألقنا في البطولة حتى الآن وتخلصنا من عمان بنقطة ومن البحرين بثلاث، واصبحنا على بعد خطوة من التأهل الى الدور نصف النهائي، نعم ابدع نجوم الازرق اول من امس وسجل مساعد ندا هدفا ولا اروع لا يسجله الا لاعب فنان، نعم للحارس البطل نواف الخالدي الذي دافع عن مرماه كالاسد، وكان نجم المباراة الاول، نعم لبدر المطوع المهاجم الكبير الذي لا ترهبه صفوف الخصم حتى لو كانوا 20 لاعبا، نعم وألف نعم للطاهر ونهير وفاضل وجراح وطلال والشيخ وخلف وعجب، الذين قدموا مباراة انضباطية متقنة في الدفاع وديناميكية في الوسط ومفتوحة على الآخر في الهجوم، سجلوا هدفا واضاعوا اكثر منه، نعم للمدرب العقلاني والواقعي محمد ابراهيم الذي يلعب وفق نظرية «اللي يدوس لي على طرف ادوسله على طرفين» واستطاع ان يتفوق على العجوز التشيكي ميلان ماتشالا مدرب البحرين بعدما اراد خداعه في الشوط الاول فأجبره ابراهيم على ان يغير في طريقته ويخسر تبديلا مبكرا.
نعم فزنا ولكن لا نبالغ في الفرحة فمازالت حظوظ المنتخبات في المجموعة قائمة ما عدا العراق ومباراتنا معه ستحدد طريقنا نحو نصف النهائي، ونحتاج منها الى نقطة لاعلان التأهل رسميا، كما ان فوز عمان على البحرين غدا يحسم النزاع دون الحاجة الى الفوز او التعادل مع العراق، وهنا يأتي دور الجهاز الاداري في اخراج اللاعبين من حالة الزهو والنشوة بالفوز الى حالة الفريق الطبيعية واشعارهم بأهمية المرحلة المقبلة ويجب ان يكون التأهل الى نصف النهائي بأيدينا دون الحاجة الى نتائج الآخرين.
تفوق إبراهيم
وفي مباراة البحرين استطاع ابراهيم ان يمسك ماتشالا من «ايده اللي تعوره» ولم تنطل عليه حيلة ماتشالا بعدما عدل من طريقته في المباراة الاولى ولعب بطريقة 3/4/3 واشرك 3 مهاجمين وهم جيسي جون وعبدالله فتاي وعبدالله عمر، فرد عليه ابراهيم واشرك خالد خلف منذ البداية حتى يشغل الجهة اليسرى التي ينطلق منها البحريني سلمان عيسى مصدر الخطورة في الكرات العرضية، ومثلما تهاجمني اهاجمك، واجبر ابراهيم ماتشالا على اجراء تبديل فني مبكر باشراكه فوزي عايش في الجهة اليسرى لايقاف انطلاقات خلف الجانبية، ونرى ان خلف قدم مباراة جيدة وقام بأدوار ثمينة وعليه ان يمرر الكرة وقت التمرير ويراوغ وقت المراوغة، وقدم منتخبنا في الشوط الاول مستوى ممتازا للغاية، وجاء هدف مساعد ندا في وقته ولخبط حسابات ماتشالا تماما، كما انه رفع الروح المعنوية للاعبين وقاتل خط الوسط والدفاع بشراسة، ومنعوا المنتخب البحريني من التنقل بحرية.
وفي الشوط الثاني اجرى مدربنا تبديلين باشراكه وليد علي ومحمد جراغ وتعرض منتخبنا الى ضغط هجومي من الخصم وذاد الخالدي عن مرماه ببسالة ومعه خط الدفاع ولم يحتسب الحكم الهولندي اريك براهام ضربة جزاء للمطوع بعد عرقلته من محمد سالمين بداية الشوط الثاني.
وعندما يخرج الأزرق من مباراتين امام عمان والبحرين دون ان يدخل مرماه هدف فإن معنى ذلك انه في حالة تنظيمية دفاعية جيدة وحارس يقظ، صحيح ان فرصا ضاعت من البحرين ولكن هذه حال الكرة فليس من المعقول ان تفوز دون ان يتعرض مرماك للتهديد، فكما تريد ان تسجل ايضا الخصم لن يقف يتفرج عليك، واعتمد ازرقنا على الكرات المرتدة كثيرا، وكاد النجم المطوع ان يسجل هدفا ثانيا لولا اجادة الحارس سيد جعفر.
في المقابل، فقد ماتشالا التركيز وقام بإجراء تبديلات خبط لزق وطلب من لاعبيه الهجوم من كل الاطراف لكنه فوجئ بردة الفعل العنيفة من لاعبينا في الدفاع عن مرماهم.
ولم يخف ابراهيم استياءه من جراغ وعلي اللذين اشركهما في الشوط الثاني حيث لم يبذلا جهدا كبيرا مما ازعج الحضور قبل المدرب، خصوصا انهما يشاهدان زملاءهما يحرثون الأرض حرثا، وكان الأفضل ان يشرك علي مقصيد بدل احدهما وعلى جراغ ان يكون عونا لزملائه وهو لاعب الخبرة، ويجب ان يبذل جهدا دفاعيا كما يريد ان يبذل جهدا هجوميا، ونحن معه في أنه يفضل ان يكون لاعبا حرا في الوسط نظرا لنزعته الهجومية وقدرته على تسجيل الاهداف، الا ان افضل مدرب في العالم لا يجرؤ على اشراك لاعب وسط لا يبدي رغبة في اداء المهام الدفاعية فحتى الارجنتيني ليونيل ميسي في برشلونة الاسباني يقاتل من اجل قطع الكرة.
إجادة الشيخ.. وطلال مكسب
من جانب آخر، فإن صالح الشيخ يقوم بأدوار عدة لا يلاحظها المشاهد العادي فهو يبذل جهدا كبيرا ويهاجم ويدافع ويغطي ويسدد ويسجل في بعض الاحيان ويمكن ان يطلق عليه صاحب الأدوار المتعددة ويستحق الاشادة على ما قدم في المباراتين السابقتين، والمكسب الآخر للمنتخب هو طلال نايف العنزي 24 عاما بعدما منحه ابراهيم فرصة اساسية ونجح بها وظهر في مركز الوسط المتأخر بأفضل حالة وكان وراء افساد الكرات العمانية والبحرينية ويتميز بالفدائية لاستخلاص الكرة من الخصم، ونصيحتنا له ان يتأنى قليلا في التمرير حتى لا تخرج خاطئة والفرصة امامه لمزيد من التألق.