«لا غرابة.. لا غرابة هذا الأزرق منو ما يهابه»، أثبت رجال الأزرق انهم على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم واثبتوا ان «الأزرق» قد يبهت لونه قليلا ولكنه لا يمكن ان يمحى من ذاكرة بطولات الخليج مادام هناك ابطال يحملون الفانيلة الزرقاء.
فقد طبق نجوم الأزرق مقولة «بيدي لا بيد عمرو» وتمكنوا بعد تعادلهم مع العراق امس 1-1 ان يتأهلوا الى الدور نصف النهائي ثانيا عن المجموعة الأولى برصيد 5 نقاط خلف عمان التي حصدت 7 نقاط، ليقابل الأزرق متصدر المجموعة الثانية مساء الأربعاء المقبل.
وبهذا التأهل تمكن مدرب الأزرق الوطني محمد ابراهيم ورجاله من إعادة البسمة الى وجوه جماهير الأزرق المتعطشة للفوز واستطاع المطوع ورفاقه خلخلة دفاع العراق وكانوا قاب قوسين او ادنى من تحقيق الفوز، ولكن يمكن القول ان حلم مداعبة الكأس في طريقه للتحقيق بإذن الله.
اظهر لاعبونا هدوءا واضحا في بداية المباراة وتعاملوا بحرفية تامة من خلال تناقل الكرة المرتدة السريعة مع الارتداد الاسرع للحفاظ على نظافة شباك زميلهم نواف الخالدي، ولم تتغير تشكيلة الازرق عن مباراة البحرين باستثناء اشراك محمد راشد بدلا من حسين فاضل لعدم جهوزية الاخير، وظهر راشد بصورة رائعة من خلال انقضاضه السريع على الكرات الساقطة خلف الظهيرين مساعد ندا ويعقوب الطاهر، فضلا عن تعامله المميز مع الكرات المشتركة مع المهاجمين العراقيين.
واظهر الخصم بعض الخطورة في ملعبنا بفضل تحركات هوار محمد وعمار محمد في المقدمة، وفي فرصة سنحت كاد مهاجمنا احمد عجب أن يفك النحس الذي لازمه في البطولة الا ان الحارس العراقي محمد قاصد انقذ مرماه من رأسية عجب (7)، وواصل النجم نواف الخالدي تألقه من مباراة لاخرى ووقف بوجه عماد محمد المنفرد تماما بالمرمى، وانقذ مرماه من الكرة التي لعبها عماد «لوب» على دفعتين.
وعاب اداء لاعبينا فقدان الكرة بسرعة ومحاولة الاسراع في الهجمات دون النظر في كيفية بناء هجمة منظمة تكفل ازعاج دفاع الخصم، وهو ما ساعد كثيرا دفاع الخصم في الاندفاع للامام في اكثر من مناسبة وتشكيل خطورة.
وفي كرة ثنائية بين المطوع وعجب عاد الحارس قاصد لينقذ مرماه من رأسية ثانية لعجب بعد مجهود طيب من الاول، وتمكن رجال الازرق من تفادي فترة الارتباك التي ظهروا عليها في بداية اللقاء، وتمكن النجم خالد خلف من تسجيل اسمه بأحرف من نور في سجلات كأس الخليج بعد ان سجل الهدف الاول برأسه عندما تلقى عرضية زميله طلال نايف ليضعها على يمين الحارس قاصد (37)، ولم يكن غريبا على ابطال الازرق ان يواصلوا العزف الجميل، حيث جاء الاداء بصورة مميزة، خاصة في الدقائق الاخيرة من هذا الشوط، حيث اتسم بالقوة والرجولة والروح المعنوية العالية التي عادة ما يتسلح بها كل من يرتدي الفانيلة الزرقاء.
وفي الحصة الثانية من اللقاء بدأ الأزرق من حيث أنهى به الشوط الأول من عرض مميز وهجومي بعد ان حاصر العراقيين في منطقتهم وسط انتشار مميز لرجال الأزرق في الملعب، وبدت الثقة في تناقلهم للكرة.
وعاد عجب لاضاعة الفرص بعد ان راوغ المدافع العراقي وانطلق كالسهم في انفراد بالحارس العراقي وسددها لتمر بجوار القائم (59).
وتغيّرت أحوال الأزرق وعاد للوراء وسط دهشة معظم المتابعين وسيطر العراقيون على وسط الملعب ومن خطأ غير مقصود للحارس نواف الخالدي سجل علاء عبد الزهرة هدف التعادل للعراق بعد ان سقطت الكرة من يديه لترتد للمهاجم الذي سددها بالمرمى (66)، والغريب تصرف كابتن الأزرق نهير الشمري في اللقطة ذاتها حيث أدار ظهره لتسديدة عبد الزهرة، ولعبت اللياقة دورا في اعادة أجواء المباراة للهدوء فضلا عن الأخبار التي جاءت من ملعب السلطان قابوس في بوشر والتي زفت أخبارا سارة بتقدم عمان على البحرين بهدفين نظيفين.
وزّج ابراهيم بالمهاجم فهد الرشيدي وعلي مقصيد بدلا من خالد خلف واحمد عجب وكأنه يجهزهما للدور قبل النهائي بعد الاطمئنان على النتيجة، ويعاب عليه عدم استغلال الربع ساعة الأول من الشوط الثاني حيث كان الأزرق في تألقه وكان بحاجة الى مهاجم ثان بجانب عجب للوصول للمرمى العراقي بسهولة.