اخترق الازرق قائمة الترشيحات التي ابعدته عن المنافسة بالتأهل الى الدور نصف النهائي وفرض اسمه بقوة في المنافسات الشديدة وجاء ثانيا (5 نقاط) خلف عمان المستضيف (7 نقاط)، فيما خرج البحرين (3 نقاط) والعراق (نقطة واحدة) من البطولة، ومن المتوقع ايضا ان يلتقي الكويت وعمان في النهائي بعد ان تعادلا سلبا في الافتتاح.
وفي قراءة فنية في مباريات المجموعة الاولى، فإن «الاحمر» العماني و«الازرق» كانا الافضل بعدما احسنا في ادائهما وحققا النقاط المطلوبة للتأهل، وكان الصراع شديدا بين المدربين الفرنسي كلود لوروا والوطني محمد ابراهيم اللذين واجها صعوبات في تخطي فرق مجموعتهما لبلوغ نصف النهائي.
ولعب المنتخب العماني بلاعب اساسي كان بمنزلة اللاعب رقم 12 وهو الجمهور الذي سانده بكل قوة وملأ ارجاء مجمع السلطان قابوس في بوشر، واحاط بمنتخبه احاطة السوار بالمعصم، ولم يكتف بمؤازرته في الملعب وذهب يحتفل بعد كل مباراة في شوارع مسقط وعلى شاطئ البحر في رسالة للمنتخب «الاحمر» انهم لا يقبلون بغير الكأس، بعد ان ضاع منهم في البطولتين الاخيرتين لعلمهم ان ضياع الكأس للمرة الثالثة سيكون قاتلا.
الخنجر عماني
يشبه المنتخب العماني المنزل الجديد المنظم بدقة وتقوده ربة بيت صاحبة ذوق عال في اختيار الاثاث وتوزيع الاكسسوارات في جنباته، وهذا ما كان عليه «الاحمر» في مبارياته باشراف مدربه لوروا، وظهر منظما في خطوطه ومتنوعا في هجماته ودفاعه عن مرماه، ساعده على ذلك عناصر الخبرة التي تقوده بكل اتقان، فالحارس علي الحبسي يلعب في بولتون الانجليزي، ولن يجد صعوبة في التعامل مع لاعبي الخليج، ولم يدخل مرماه اي هدف حتى الآن، وفي الدفاع فإن الرباعي محمد الشيبة وخليفة عايل ومحمد ربيع وحسن مظفر ساهموا بلا شك في الحفاظ على مرماهم نظيفا، لكنهم يشكرون الحظ الذي منع احمد عجب من تسجيل 4 اهداف الى جانب حارسهم المتألق الحبسي، وفي الوسط كان فوزي بشير واحمد كانو واسماعيل العجمي وبدر الميمني يملكون قدرات هجومية كبيرة وباستطاعتهم التسجيل، وتمكن بشير والميمني من تسجيل هدفي الفوز في البحرين واعلنا تأهل عمان رسميا.
وزج لوروا بالمهاجم الشاب حسن ربيع صاحب اول «هاتريك» في البطولة في مباراة العراق، ونجح في الاختبار الى جانب زميله عماد الحوسني، ويحسن الاثنان اقتناص الفرص الى جانب مزاحمتهما المدافعين في الكرات العالية، ويملك المدرب ايضا عناصر بديلة باستطاعتها ان تحل بدلا من الاساسيين عند الحاجة.
والمنتخب العماني صاحب اعلى نسبة تسجيل في المجموعة الاولى، حيث سجل 6 اهداف، كما انه الاقوى في الدفاع، حيث لم يدخل مرماه اي هدف، ويلعب في نصف النهائي مع المنتخب القطري والمؤشرات تشير الى انه سيجتاز المهمة الى النهائي، فالخصم تأهل بشق الانفس، وليس افضل حالا من منتخبات المجموعة الاولى، لكنها الكرة لا امان لها اطلاقا، وتمني الجماهير العمانية النفس في الفوز بالكأس كي تردد «وشعاره سيفين والخنجر عماني».
لدغة الأزرق
وجاء الازرق ثانيا في المجموعة، وجمع نقاطه الخمس على شكل «لدغات» سريعة، لم تمهل خصمه من تجنبها، وبدأ بنقطة من عمان امام جماهيره في الافتتاح بعدما اظهر قوة «عجيبة» في مواجهته، حيث توقع الحضور ان يرتد الازرق للدفاع لكنه بدأ مهاجما، واول فرص المباراة كانت لعجب بعدما انفرد بالحبسي تماما، ثم توالت الفرص الكويتية، ولم يكن ذاك اليوم يوم الازرق، خصوصا عجب، وتألق بشكل لافت بدر المطوع، وقام بأدوار 10 لاعبين في لاعب واحد، كما اجاد الحارس نواف الخالدي ومنع اهدافا محققة، وبعد اجتياز عقبة الافتتاح النفسية دخل الازرق المباراة الثانية امام البحرين منتشيا وهزمه بهدف مساعد ندا الرائع، ثم تعادل مع العراق 1 - 1، واكد تأهله الى نصف النهائي.
ويعود الفضل في التأهل الى المدرب الوطني محمد ابراهيم، كما اجمعت وسائل الاعلام هنا، بعد ان احسن في تنظيم خطوطه واستطاع ان يأخذ بالازرق الى الادوار المتقدمة، خصوصا ان الاستعداد كان لفترة قصيرة، ولا شك ان لكل منتخب اخطاء ولا يوجد فريق في العالم لا يتعرض للتهديد من الخصم، وعلى المدرب ان ينبه لاعبيه الى عدم ترك مساحات فارغة في خط الوسط كي يستغلها الخصم في شن الهجمات.
وستكون مواجهة الازرق في نصف النهائي امام «السعودية» المنتشي بالصدارة، وما يميز «الاخضر» السعودي ان خطورته الهجومية تبدأ من الدفاع وتحديدا الظهيرين عبدالله الزوري وعبدالله الشهيل مرورا بالوسط الذي يشغله هجوميا عبده عطيف واحمد الموسى، وفي الهجوم ياسر القحطاني ومالك معاذ.
وبذلك، فإن على ابراهيم ان يسد المنافذ امامهم وتحديدا في الاطراف، واشغال الظهير الايسر الزوري بانطلاقات خالد خلف التي من شأنها ان تقلل من تقدمه حرصا على مكانه.
ويملك الازرق روح الشباب وقتاليته داخل الملعب، ومن شأنهما ان يعوضا نقص الخبرة، لاسيما في كأس الخليج، المتمثلة في حسين فاضل وطلال نايف واحمد عجب وصالح الشيخ وخالد خلف، ونكرر خبرة بطولة كأس الخليج لأن لها اعتبارات واحتياجات خاصة.
البحرين في «الرجلين»
راح منتخب البحرين في «الرجلين»، وخرج من البطولة وهو الذي جاء متسلحا بالخبرة والمهارة ومدرب خبير بدورات الخليج هو التشيكي ميلان ماتشالا، ووجه انذارا اولا وهزم العراق 3 - 1 ثم سقط امام الازرق فجن جنونه، ودخل مباراة عمان الاخيرة مشدود الاعصاب وخسر بهدفين نظيفين، وللانصاف فإن الهدف العماني الثاني كان من تسلل واضح ثم انفرط العقد البحريني، وبكى لاعبوه الخروج المر، طلال يوسف وسلمان عيسى وعلاء حبيل ومحمود جلال ومحمد حسين ومحمد سالمين، ولسان حالهم يقول «اذا ما فزنا في هذه البطولة، متى راح نفوز؟ لما نوصل الاربعين؟».
فوق ضيم الدنيا هم أنت عليّ؟
وسقط المنتخب العراقي شر سقطة، وهو الذي جاء الى البطولة كبطل آسيا وتجمع لاعبوه من كل انحاء العالم بقيادة مدربه البرازيلي جورفان ڤييرا، وكان واضحا للعلن الخلافات الشديدة بين المدرب والجهاز الاداري، لأن الاول مرتبط بعقد مع الحكومة وليس مع الاتحاد العراقي لكرة القدم، فأصبح يتصرف كيفما يشاء، وأصر على إشراك لاعبي كأس آسيا رغم وجود عناصر شابة تنتظر الفرصة، وخسر العراق بثلاثية من البحرين، ثم برباعية من عمان، فخرج من البطولة، وفي المباراة الاخيرة زج المدرب بعناصر اخرى وخرج متعادلا مع الازرق 1 - 1، وخرجت الجماهير العراقية غاضبة بعد خروج اكثر من لاعب مطرودا في المباريات الثلاث راحت تردد للمنتخبات الاخرى ومنتخبها ايضا «فوق ضيم الدنيا هم انت علي؟».