كفيتوا ووفيتوا يا رجال الأزرق وما قصرتوا وارفعوا رؤوسكم فأنتم من تغلّب على كل الصعاب وأنتم من قهر الظروف وأنتم من أفرحتم الجماهير الغفيرة سواء التي تحملّت عناء ومشقة السفر الى مسقط أو التي تابعت اللقاء أمام الشاشات. نعم بلغة الأرقام خسر الأزرق أمام نظيره السعودي بهدف نظيف سجله أحمد الفريدي، ولكننا ربحنا فريقا قويا قادرا على مقارعة الكبار في أحلك الظروف، فأشد المتفائلين لم يكن يتوقع أن يتأهل الأزرق عن مجموعته التي ضمت العراق بطل آسيا والبحرين أحد أبرز المنتخبات التي كانت مرشحة لإحراز اللقب، بالإضافة الى منتخب عمان صاحب الأرض والجمهور وذلك بالنظر للظروف الصعبة التي عاشها الأزرق قبل البطولة، سواء بالإيقاف من قبل «فيفا» أو الاستعدادات الضعيفة. وبهذه النتيجة يكون الأخضر قد ضرب موعدا مع عمان في النهائي مساء السبت المقبل.
بدأ مدربنا الوطني محمد إبراهيم اللقاء بنفس التشكيلة التي خاض بها المباراة الماضية امام العراق باستثناء مشاركة علي مقصيد بدلا من خالد خلف وعلى هذا التبديل تغيرت طريقة اللعب التي كان يعتمد عليها ابراهيم في المباريات الثلاث التي خاضها في الدور الأول لتتحول من 4-4-1-1 الى 4-4-2 بإعادة المطوع لخط الهجوم بصورة صريحة الى جانب أحمد عجب.
وشهدت الدقائق العشر الأولى تحفظا ملحوظا بين الفريقين واعترى الأداء الارتباك من الطرفين وان كان في منتخبنا بصورة اكبر، وكانت المنطقة اليسرى لمنتخبنا التي يوجد بها مساعد ندا هي منطقة العمليات بالنسبة للمنتخب السعودي من خلال تقدم تيسير الجاسم وعبدالله الشهيل وشكل هذا الثنائي خطورة في اكثر من مناسبة، ووقفت العارضة الى جانب نواف الخالدي عند تصديها لتسديدة احمد عطيف القوية من خارج منطقة الجزاء (18). ومن العيوب الاساسية التي ظهرت في اداء الازرق مع خوضه المباراة الرابعة ان لاعبيه يفقدون الكرة بسهولة وبصورة تثير الدهشة دون استغلال لكون اغلبها يمكن ان تكون مشروعا ناجحا لهجمة مرتدة سريعة، إلى جانب ان معظم التمريرات بين اللاعبين كانت خاطئة ومع زوال الرهبة والارتباك تحسن اداء نجوم الازرق نسبيا، حيث بدأت الهجمات تأخذ شكلا منظما من خلال الاعتماد على الجانب الايسر بتقديم علي مقصيد والذي منحه المدرب حرية اكبر لتعويض غياب خلف وللقيام ببعض المهام الدفاعية وعلت رأسية لحسين فاضل العارضة بقليل بعد تحويله لعرضية الشيخ (21)، في المقابل اعتمد مدرب السعودية ناصر الجوهر على الكرات الطويلة لنجمي خط الهجوم مالك معاذ وياسر القحطاني لاستغلال الكرات الساقطة على منطقة الجزاء من خلال تقدم الجاسم والفريدي وعطيف مع تنويع في الهجمات من اليمين الى اليسار بالاضافة للكرات البينية التي تسببت في إحداث ربكة في صفوف لاعبي الازرق.
ولم يتغير الحال كثيرا مع الربع ساعة الأول من الشوط الثاني، حيث ظهر الأزرق كأنه يلعب ناقصا بسبب غياب عجب عن أجواء المباراة، وكاد مساعد ندا ان يسجل هدف السبق بعد العرضية الجميلة التي هيأها له بدر المطوع، إلا ان مساعد سددها قوية علت العارضة (62)، وجاء الرد السعودي سريعا وقاسيا حيث أحسن الفريدي التعامل مع عرضية تيسير الجاسم ليحولها داخل المرمى معلنا الهدف السعودي الأول (64) وبعد الهدف أجرى ابراهيم تبديلين حيث اشرك وليد علي وخالد خلف بدلا من صالح الشيخ وعلي مقصيد واندفع لاعبونا لإدراك التعادل وانفتح اللعب بشكل كبير وأصبح اختراق دفاعنا من قبل مهاجمي الأخضر سهلا، وفي المقابل أشرك مدرب السعودية ناصر الجوهر اللاعب أحمد الموسى بدلا من الفريدي لاستغلال المساحات الخلفية التي تهيأت للاعبي السعودية اثر تقدم ندا والعتيقي.
وعند الدقيقة (80) رمى ابراهيم بآخر أوراقه حيث اشرك المهاجم فهد الرشيدي بدلا من قلب الدفاع نهير الشمري في خطوة اعتبرها الكثيرون مغامرة، حيث جاء تدعيم الشق الهجومي على حساب الدفاع وعوّض ابراهيم غياب نهير بإعادة العتيقي للعب مدافعا أيسر وتمكن لاعبو السعودية بفضل خبرتهم من نقل الكرة في المساحات الخالية.
ورغم الخسارة اجتهد نجوم الأزرق فيما بقي من الوقت، ولكن كما يقال «ليس كل ما يتمناه المرء يدركه»، حيث توقف الحلم عند نصف النهائي بعد أداء بطولي ورجولي وقد توافقنا الأغلبية ان الأزرق قدّم ما عليه وتخطى الدور الأول بعد ان كان خارج المنافسة ونقول «ما قصرتوا».