فهد الدوسري
بعد أن وضعت حرب الجولة الـ 17 من الدوري الممتاز اوزارها لم يتغير الحال بالنسبة لفرق الصدارة، فالكويت والقادسية حافظا على صدارتهما بفارق الأهداف للأول، فيما ابتعد كاظمة قليلا بعد خسارته، وانتفض السماوي بفوزه على العربي، وتقدم خطوة الى الأمام وابتعد النصر عن شبح الهبوط بفوزه على الشباب الذي يقبع في القاع، وتجمد رصيد التضامن بعد خسارته أمام الأبيض ليبقى ضمن دائرة الخطر.
خبرة الأبيض
حافظ الكويت على الصدارة بفوزه الصعب على التضامن بهدف يتيم، كفل للفريق التربع على الصدارة بفارق الأهداف عن منافسه التقليدي القادسية، ويبدو ان الضغط النفسي على لاعبي الأبيض لعب دورا مؤثرا في تقديم مستوى متوسط قد يعود السبب في ذلك الى تفكير اللاعبين الكبير والمكثف في كيفية الحفاظ على الصدارة وتحقيق الفوز بأقل جهد ممكن، وهو ما تحقق بالفعل بعد ان اطمأن الجهاز الفني بقيادة الفرنسي لوران بانيد الى النتيجة في الشوط الثاني.
وكاد يكلف تراجع الأبيض للمحافظة على الفوز كثيرا بعد ان شن «أبناء الفروانية» عددا من الهجمات المتتالية بغية التعديل لكن خبرة الأبيض رجحت كفته في الوقت المناسب.
سحابة الأصفر أمطرت
ولعل القادسية من اكثر الفرق استفادة من الجولة الـ 17 لكونه تمكن من ضرب 3 عصافير بحجر واحد، الأول استعادة ثقة لاعبيه بأنفسهم، والثاني البقاء ضمن دائرة المنافسة، والثالث تحقيق فوز مهم على منافس وابعاده عن مزاحمته، فبعد ان كان متأخرا بهدف قلب الأصفر الطاولة على كاظمة وأمطر مرماه بثلاثية أعادت للفريق بريقه المفقود منذ فترة مما تسبب في فقدان الصدارة لمصلحة الكويت، وتميز الأصفر بتماسك لاعبيه وقربهم من بعض ورغبتهم الجامحة لتحقيق الفوز على منافس قوي وعنيد ويحسب للفريق عدم اليأس أو فقدان الأمل بعد تلقي مرماهم هدفا في وقت مبكر من اللقاء، إلا ان القيادة السليمة للمدرب محمد ابراهيم وتكثيف الهجوم في الشوط الثاني قلب النتيجة وحافظ على الصدارة بفارق الأهداف لصالح الكويت.
الخاسر الأكبر
ويعتبر كاظمة أكثر الفرق تضررا من نتائج الجولة بعد ان تلقى خسارة موجعة على يد الأصفر 1-3 فاتسع الفارق الى 4 نقاط بينه وبين فريقي الصدارة الكويت والقادسية بعد ان تجمد رصيده عند 29 نقطة، ويؤخذ على البرتقالي عدم محافظته على تقدمه في الشوط الأول بينما قدم شوطا ثانيا مغايرا، حيث لم يرتق لمستوى طموح جماهيره، وكان بعيدا عن أجواء المنافسة.
وزاد من سوء أحوال الفريق طرد المهاجم فهد الفهد وايقاف المباراة لمدة 10 دقائق احتجاجا على قرار الحكم، ويمكن للبرتقالي العودة لأجواء المنافسة على درع الدوري اذا ما حافظ على الـ 12 نقطة المتبقية له على اعتبار ان الفارق ليس كبيرا الى حد اليأس، ولأن فريقي الصدارة تنتظرهما مباريات قوية في الفترة المتبقية.
تقدم خطوة
وبفوزه على العربي بهدف يتيم تقدم السالمية خطوة الى الأمام رافعا رصيده الى 27 نقطة في المركز الرابع ويحسب للجهاز الفني للسماوي بقيادة صالح زكريا زجه بعدد من اللاعبين الشباب مثل سعد سرور وبدر السماك وسلمان رضا ونايف زوير، فضلا عن قراءته المميزة لأحداث المباراة واشراك ناصر العثمان لاستغلال الثغرات والمساحات الكبيرة في دفاع العربي المندفع واحتسب الحكم عطاالله جطيلي من احدى الانطلاقات ركلة الجزاء جاء منها هدف الفوز الوحيد.
ورغم غياب اللمحات الفنية عن السالمية، الا ان رغبة الجهاز الفني في ايجاد صف ثان قادر على المشاركة في مباراة مهما تكن حساسيتها وصعوبتها علاوة على ان المباراة لا تعني الكثير للفريقين كونهما ارتضيا الى حد كبير بمركزيهما الرابع والخامس على التوالي مما حال دون تقديم مستوى فني يليق بسمعة الفريق.
بلا ملامح
وظهر العربي امام السالمية بصورة مغايرة وكأنه فقد ملامحه الأساسية ما عدا الحضور الجماهيري الذي يتميز به، وزج المدرب احمد خلف بعدد من اللاعبين الغائبين عن التشكيلة الأساسية منذ فترة مثل حسين الموسوي وجراح زهير، وغاب عن الفريق ما اشتهر به من روح عالية داخل الملعب وكان «للبرك المائية» دورا مؤثر في انعدام التكتيكات واللمحات الفنية، ولكن غياب الروح اثار علامات الاستفهام حول الاداء العام الذي لا يرضي طموح القائمين على الاخضر.
ويؤخذ على الجهاز الفني عدم التنبيه على المدافعين بعدم الاندفاع للأمام في الشوط الثاني بعد محاصرة السالمية في ملعبه مما أتاح الفرصة للخصم لاستغلالها وتسجيل هدف الفوز الذي كلف الأخضر كثيرا وتراجع الى المركز الخامس وهو بلاشك مركز لا يرضي جماهير الأخضر الغفيرة.
وحقق النصر فوزا مهما على الشباب 3-2 ليقترب اكثر من منطقة الدفء برصيد 23 نقطة، ويحسب للجهاز الفني للعنابي بقيادة علي الشمري حرصه على الاستحواذ على الكرة وسط الملعب وفي هذا الموسم تحديدا قدم الفريق مستويات جيدة حيث سبق له الفوز على فريقي الصدارة الكويت والسالمية ولكن قد يجد صعوبة بالغة في تخطي فريق مثل الشباب متذيل القاع او التضامن، ومما يزيد من حيرة المتابعين له هو تقديم عروضه المميزة أمام الفرق الكبيرة حتى في حالة الخسارة فانها تكون صعبة على المنافس، يعوّل الفريق كثيرا على صانع اللعب البرازيلي جيري ومواطنه المهاجم كاريكا، مع وجود عدد من اللاعبين المجتهدين مثل بندر العجمي ونجم القادسية السابق عبدالرحمن الموسى.
التضامن محلك راوح
ورغم الامكانات الكبيرة التي يمتلكها التضامن الا ان نتائجه لا تعكس تلك الامكانات بل ان الفريق بخسارته امام الكويت يكون قد تلقى الخسارة العاشرة في الدوري وهو رقم كبير لفريق عرف عنه «قاهر الكبار».
ويسعى أبناء الفروانية جاهدين للهروب من شبح الهبوط لأنه على بعد نقطتين من متذيل القاع الشباب، واذا ما استمر الفريق في ادائه المتواضع فإن الجولات الأربع المتبقية، ستكون حامية الوطيس بينه وبين الشباب بعد ان انحصرت المنافسة على الهبوط بينهما، وكاد التضامن ان يعدل النتيجة امام الكويت في الشوط الثاني، واضاع عددا من الفرص السهلة، ولكن استمرار مسلسل نزيف النقاط لا يخدم الفريق وقد يهدد بقاءه في دوري الأضواء.
شبح الهبوط
وخسر الشباب أمام النصر 2-3 في مباراة شهدت حصيلة جيدة من الأهداف (5 أهداف)، وواصل الشباب تقديم عروضه الجيدة التي بدأها بالفوز على العربي 4-1 وخسر أمام القادسية بشق الأنفس بهدف نظيف، وكانت بصمة المدرب الوطني خالد الزنكي واضحة في رفع مستوى اللياقة البدنية، وقراءة المباريات حسب ظروفها فضلا عن تقديم مستويات رائعة واحرج معظم الفرق الكبيرة ومنها القادسية والعربي، كما ستظل المباراة أمام الكويت خالدة في الذاكرة بعد ان قدّم الفريق مستوى جيدا وأحرج متصدر الدوري كثيرا، وكان قاب قوسين او أدنى من تفجير مفاجأة من العيار الثقيل، ولكن الشباب لايزال يعاني اللعب تحت ضغط شبح الهبوط لدوري الدرجة الأولى وستكون الجولات المتبقية حاسمة في توضيح الصورة أمام جميع الفرق لاسيما الشباب الذي يسعى لتحسين صورته والتقدم خطوة الى الأمام.