مبارك الخالدي
قامت «الأنباء» بزيارة الى مركز الطب الرياضي والتوعية الصحية التابع للهيئة العامة للشباب والرياضة والتقت خلالها مدير المركز د.فيصل الحسن، وتجولت «الأنباء» داخل أقسام المركز الرئيسية: العلاج الطبيعي والاختبارات الرياضية، والعيادات الطبية، والتوعية الصحية.
كما التقت بعض اللاعبين الذين يتلقون العلاج داخل المركز.
وقد بدأ العمل في المركز منذ عام 1981 ابان تبعية المركز لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل كإدارة برئاسة ناصر الزنكوي ثم بعد انشاء الهيئة العامة للشباب والرياضة انتقلت تبعية المركز اعتبارا من 1996 الى الهيئة.
واستعرض الحسن تاريخ تطوير المركز والعمل فيه قائلا: كنت أعمل في المركز فترة بعد الظهر تحت بند المكافآت، حيث انني طبيب عامل لدى وزارة الصحة وكان المركز في موقعه الحالي نفسه بمنطقة الخالدية، وعبارة عن شاليهات ولكن بتوجيهات من مسؤولي الهيئة وبالتخطيط الهادف لتطوير العمل بالمركز تم انشاء هذا الصرح القائم حاليا ليخدم جميع اللاعبين في الاندية والاتحادات ومراكز الشباب والهيئات الحكومية التي لها اهتمام رياضي مثل دوري الوزارات وغيرها بعد ان وفرنا الكوادر اللازمة لتشغيله وهو لا شك مركز يليق بمكانة الهيئة والقائمين عليها.
3 أقسام رئيسية
وبين د.الحسن ان المبنى مكون من دورين ويشمل عدة اقسام ويقدم خدمات طبية علاجية ويساهم في نشر الوعي الصحي الرياضي ويحتوي المركز على 3 اقسام رئيسية هي قسم العلاج الطبيعي والاختبارات الرياضية وقسم العيادات الطبية وقسم التوعية الصحية.
واضاف ان دور العلاج الطبيعي هو الاهم ويقدم خدمات علاجية للاعبين ويضم 3 شعب هي العلاج المائي والعلاج الكهربائي والعلاج بالتمرينات الطبية بالاضافة الى قسم الفحوصات الذي يختص بفحص الحالات.
اما قسم العيادات الطبية فهو قسم كبير جدا تندرج تحته عيادة جراحة العظام وهي مفعلة حاليا وتمارس عملها، كما تم تجهيز عيادات اخرى ستفتح قريبا وهي عيادة الاسنان وعيادة الباطنية وعيادة الأنف والأذن والحنجرة وعيادة العيون وهي كلها خدمات يفترض ان تقدم للرياضي في الكويت.
قسم الاختبارات قفزة نوعية
واعتبر د.الحسن ان من أهم الاقسام قسم الاختبارات، حيث لدينا خطة في نهاية العام الحالي لافتتاحه وقد أنشئ بدعم كبير من مدير عام الهيئة العامة للشباب والرياضة فيصل الجزاف وهو شخصيا حريص على القسم ويوليه جل اهتمامه لأنه يقدم خدمة علاجية وكذلك فحوصات رياضية شاملة للمرة الاولى تطبق في الكويت، والمشروع في حد ذاته مهم جدا لأننا نعتقد بأهمية الوقاية والفحوصات الوقائية خير من العلاج لأن دورنا الحالي هو تقديم خدمات علاجية ولم نفعل بعد قسم الفحوصات الطبية الذي من ضمن اهدافه استحداث البطاقة الصحية للاعبين وإلزام الأندية والاتحادات الراغبة في تسجيل الاشبال باجراء الفحص الطبي عليهم من خلال المركز ومن ثم تزويدهم بشهادات اللياقة الطبية لأن المعمول به حاليا هو فحص سطحي وبسيط من خلال المستوصفات وذلك ان يقوم الطبيب بفحص الصدر من خلال سماعة الأذن وفحص ظاهر الجسد للبحث عن أمراض تنقل العدوى وهذا لا يكفي لفحص اللاعبين فهناك نوعية من الامراض لا تكتشف الا بعد عمل فحوصات طبية دقيقة.
وأضاف د.الحسن: ونحن نطمح الى ان نأخذ هذا الدور بحيث يكون استصدار شهادات اللياقة الطبية عن طريق المركز لأننا نعني ونولي عمليات فحص علم وظائف القلب والتنفس وفحص القوام مع عمل فحوصات مخبرية وأشعة سينية وفحوصات شاملة يتخللها معرفة فصيلة الدم للاعب، كما اننا نبحث عن العيوب الخلقية الموجودة في مفاصل الجسد والتي غالبا ما تؤدي الى عدم اتمام اللاعب حياته الرياضية، وهذا دور كبير جدا ويحتاج الى امكانيات عالية ودقيقة وكوادر مؤهلة، الامر الذي يعني ان اللاعب يصبح لديه ملف صحي متكامل لدى المركز.
فحص المحترفين
كما ان هذا القسم يساهم في عمليات الكشف الطبي على سلامة اللاعبين المحترفين ومن ثم يوفر على الاندية مبالغ كبيرة في حال قامت بالتعاقد مع محترفين آخذة في الاعتبار فقط الشهادات الطبية التي يصطحبها اللاعب المحترف معه وهذا امر خطير، فمن الممكن جدا ان يزور اي لاعب اجنبي شهادة «لائق طبيا» من بلده، في حين قد يكون حاملا لأمراض عديدة تؤدي الى عدم الاستفادة منه وهدر الاموال التي صرفت عليه.
الرباط الصليبي
واعتبر د.الحسن ان من اكثر الاصابات شيوعا هي الرباط الصليبي الامامي للركبة، لافتا الى ان الاصابة تحتاج بحثا ودراسة، ولكن هناك عوامل عديدة مساعدة تؤدي الى تلك الاصابة منها سوء التدريب وسوء الملاعب وسوء التغذية وقلة الراحة بصورة عامة، حيث ان رياضيينا للاسف لا يمتلكون ثقافة صحية، فالسهر والتدخين من العادات السيئة التي تؤدي الى الارق ومن ثم الى الضعف الى جانب بعض العوامل الوراثية الجينية الموجودة في مكونات الركبة مثل الضعف في الهرمونات المغذية للاربطة في الركبة، وكذلك سوء التدريب الذي يغفل تقوية العضلات وعدم وضع برامج للتقوية وعدم الاخذ بآراء الجهاز الطبي المصاحب للفريق في التدريب أو المباريات، وهي مشكلة كبيرة في حد ذاتها فعلى الاقل لابد من الاستشارة.
مختبر متكامل
وأعرب د.الحسن عن امله في ايجاد مختبر متكامل للرياضيين كما في الدول المتقدمة مثل انجلترا واستراليا والصين، فعلى سبيل المثال اذا كان هناك لاعب في لعبة ألعاب القوى سليم، لكنه لم يتمكن من كسر رقمه، فهناك في هذه البلاد يتم عرضه على المختبر بحيث يتم تركيب الاجهزة عليه وهو في المضمار ثم تربط هذه الاجهزة بواسطة الكمبيوتر وتظهر النتائج المرجوة مع التشخيص والعلاج المطلوب لتفادي اي مشكلة، مع تزويده بالنصائح والارشادات لدرجة انها توضح الضعف ودرجات التحمل وفعالية جهاز التنفس والنتائج هي التي تحدد موقفه من المشاركات في البطولات من عدمها.
اخصائي العلاج الطبيعي
وقال: ان ما يؤسف له ان الاندية الرياضية والاتحادات لا تتخذ الخط الصحيح بالتعاقد مع كوادرها الطبية ومنها اخصائي العلاج الطبيعي، فتتجه للعمالة الرخيصة، خصوصا اننا نملك حق الرقابة على هؤلاء، ولدينا الصلاحيات بتفقد العيادات الطبية الملحقة بالاندية والكشف عليها ونحن على استعداد لمد يد العون للاندية وان يتم التعاقد مع الكوادر الطبية عن طريقنا، لكنهم يعلمون ان هذا الامر مكلف بالنسبة لهم، لأن العبرة بالكادر المتمكن علميا ويملك الخبرة وليس بالاجهزة التي يعمل عليها.
اسباير شركة خاصة
واكد د.الحسن ان نجاح عيادة اسباير التابعة لأكاديمية اسباير يرجع للكوادر العاملة فيها فهم كفاءات علمية باهرة ومكلفة، علاوة على الاجهزة الدقيقة عالية الجودة، ونحن نطمح الى ان يأتي اليوم الذي نمتلك فيه مثل هذه الكوادر، مع ترحيبنا الكامل بالكوادر الوطنية وإفساح المجال امامها لكسب الخبرة والتعلم، ولكن التطوير في هذا المجال يحتاج، لا شك الى المشاركة في الندوات والمؤتمرات العلمية.