ناصر العنزي
يقول مدرب منتخب مصر حسن شحاته: عندما جئت للكويت في السبعينيات للعب مع فريق كاظمة كنت أذهب الى السوق القريب من بيتي في حولي واشتري حاجياتي وأعود سيرا على الأقدام فقد كانت الحياة بسيطة والناس متعاونون في كل شيء.
وتتذكر الجماهير الكويتية ابداعات شحاته مع فريقه وصعوبة مراقبته من الخصم قبل ان يعود الى ناديه الزمالك لتستقبله الجماهير الحاشدة بالهتاف «حسن شحاته يا حبيبنا، وحياة كريم ما تسبنا».
فمن السهل ان تكون لاعبا ترتدي قميصك وتربط حذاءك وتدخل الملعب وتؤدي مهمتك، ولكن من الصعب ان تكون محترفا تنجز مهمتك ومهمة غيرك باتقان، تسجل هدفا وتصنع اثنين، تمتع نفسك اولا وتمتع الآخرين، فهذه الكرة المصنوعة من الجلد والمنفوخة بالهواء «تشعر وتحس وتتنفس» وتبحث عمن يدللها ويخطب ودها ويمنحها حقوق الابداع كاملة، فعندما يرفعها زيندين زيدان بمشط قدمه الى الأعلى تتمنى ألا تسقط على الأرض مرة أخرى، وعندما يوقفها رونالدو تحت قدمه اليمنى تنظر الى الخصوم ضاحكة مستهزئة «اللي فيه خير يقرّب»، أما حكايتها مع الفتى الأرجنتيني ليونيل ميسي فيلخصها بيت الشعر هذا «وفيك أحسن ما تسمو النفوس له.. فأين يرغب عنك السمع والبصر».
من اشترى ما لا يحتاج اليه، باع ما يحتاج اليه، وملاعبنا اشبه بالسوق التي تعلن عن بضاعتها الجيدة والرديئة، والغالي ثمنه فيه، اما صاحب الرخيص فسيردد طوال الليل «يا من شراله من حلاله علّة» واللاعبون الأجانب صنفان أصلي وتايواني فمنهم من تكرمه وتضيفه ومنهم من «تعقبه» الفنجان، فليس كل افريقي ديديه دروغبا ولا كل برازيلي كاكا، فأحد أندية الدرجة الممتازة وقع في مقلب كبير قبل سنوات عندما تعاقد مع لاعب برازيلي عن طريق متعهد فتبين انه «أعرج»، وتتذكر الجماهير المحترف المالي درامان الذي قضى ستة مواسم مع الفحيحيل قبل ان ينتقل الى الجهراء ثم أخذ يعرض نفسه على الأندية براتب قليل، وشارك الغاني أبوزيد مع التضامن طويلا ويشير جواز سفره الى انه مواليد 1976 وقبل رحيله اعترف لزملائه بانه من مواليد 1969، فهذا العالم الكبير من الاحتراف تستوعب ساحته جميع الألوان والأصناف، فذاك من أصحاب الملايين وبجانبه أصحاب الألوف، أما في ملاعبنا فمنهم «ماركات» تستحق الوقوف عندها ومنهم من بضاعة بو «ميّة» ان ما ربحت ما تخسر.