ناصر العنزي
لم يأت فوز القادسية بدوري الدرجة الممتازة «اعتباطا» أو ضربة حظ، بل كان تتويجا لعطاء شاق منذ انطلاقة المسابقة حتى نهايتها بعدما حافظ على صدارته طوال القسمين الاول والثاني بفارق كبير من النقاط قبل ان يصاب بالارهاق الى جانب الاصابات التي شقت صفوفه مما أفقده صدارته في بعض الجولات قبل ان يستعيدها في الجولتين الماضيتين، فكان له اللقب الكبير عقب فوزه على النصر وخسارة منافسه الاشد الكويت امام السالمية.
وتراهن الجماهير على بطولة الدوري وتصفه بأنه الاختبار الاصعب من بين البطولات والفريق الفائز بلقبه هو الافضل والاقوى، وجماهير القادسية لم تقصر اطلاقا في تشجيع فريقها، لكنها انفجرت غاضبة عقب الخسارة من العربي بثلاثة اهداف ولها الحق في غضبها، ولكن ما كان ينبغي عليها ان تؤجج الموقف قبل ايام من ختام المسابقة حفاظا على نفسيات اللاعبين من التدهور، فكان لهم ما أرادوا عقب فوزين متتاليين على السالمية والنصر، ولولا ان الاصفر يضم قيادة حكيمة ولاعبين اصحاب خبرة لما تجاوز تبعات خسارة العربي بسهولة.
ومثلما للخسارة اسبابها، فإن للفوز اسبابه ايضا، ومثلما نوجه اصابع الاتهام الى المدرب واللاعبين والادارة اذا أخفقوا لزاما علينا ان نشير الى عوامل نجاح الاصفر في بطولة الدوري وهي المثلث المعروف: ادارة ولاعبون ومدرب، وقد نجحت الادارة في تجاوز اهم المراحل صعوبة بعد فقدان الصدارة الى جانب غضب الجماهير وعادت بالفريق سريعا الى حالته الطبيعية.
ويسجل لرئيس نادي القادسية الشيخ طلال الفهد خبرته في معالجة أوجه القصور وشحذ همم اللاعبين عند الخسارة، كما سجل انجازا شخصيا له بعدما حقق القادسية تحت رئاسته 20 بطولة محلية وخارجية، وهو انجاز كبير لم يحققه أي رئيس ناد في الكويت متفوقا على رؤساء القادسية في عصره الذهبي ومنهم والده الشهيد فهد الاحمد وخالد الحمد وعبدالمحسن الفارس وعبدالعزيز المخلد.
تفاني الحساوي
ويسجل لمدير الكرة نائب رئيس نادي القادسية فواز الحساوي تفانيه واخلاصه وحبه لفريقه وتبرعه من جيبه الخاص من اجل دعم صفوف الفريق الى جانب حرصه على مكافأة اللاعبين عن كل فوز، وتابعنا تحركاته وانفعالاته خلال المباريات، مما يؤكد انه جاء من اجل خدمة فريقه، وهو بلا شك يستحق الاشادة والتهنئة، وعليه ان يكون اكثر حرصا وتأنيا في اختيارات اللاعبين الاجانب للموسم المقبل، اذ لا يمكن الاعتماد على نفس العناصر الحالية، وكل فريق بحاجة الى التغيير والتجديد في صفوفه، خصوصا الاجانب، فإلى متى الاعتماد على كيتا وهو لاعب من وجهة نظرنا «فقير» الامكانيات والمهارات، وسليم بن عاشور يلعب بحرص شديد جدا ويخشى ان تصاب ساقاه بالخدوش، فالقادسية من وجهة نظرنا بحاجة الى ثلاثة محترفين أشداء واحد في قلب الدفاع والثاني في الوسط والثالث مهاجم هداف، انظروا الى الاتحاد السعودي كيف حقق لقب الدوري، يرجع الفضل الى اهداف المغربي هشام بوشروان، وانظروا الى الغرافة القطري من الذي قاده الى الفوز بالدوري، انه البرازيلي كليمرسون والمفارقة ان القادسية والاتحاد والغرافة يشتركون معا في القميص الاصفر، وجميعهم حققوا لقب الدوري.
ويجب ألا تخضع اختيارات اللاعبين الاجانب الى القرارات الفردية، ومن الافضل ان يتم تشكيل لجنة فنية تضم الرئيس ومدير الكرة والمدرب ولاعبين قدامى، ومن الواجب ايضا اشراك كابتن الفريق وافضل اللاعبين في هذا الاختيار، والاستماع الى آرائهم للوصول الى افضل الاختيارات.
وللمدرب محمد ابراهيم (17 بطولة مع القادسية) نصيب ايضا من الاشادة، وساعده في هذا النجاح ان العلاقة بينه وبين اللاعبين علاقة اخوية مما يسهل التعامل معهم، ونحن نختلف مع ابراهيم في بعض الامور الفنية، لكن يجب الاشادة به عند الفوز، فليس من العدل والانصاف ان نقول ان المدرب «مو زين» عند الاخفاق وفي حالة الفوز نصمت، وربما يعتبر ابراهيم من اكثر المدربين تعرضا للهجوم، خصوصا من الاعلام والمتابعين، ولسنا هنا في موضوع الدفاع عنه لأننا نتعامل مع ارقام وبطولات، والمدرب الذي يقود فريقه للفوز في بطولة الدوري من 3 اقسام فهو من وجهة نظرنا مدرب ناجح، اما ان يقول البعض ان ابراهيم «ما عنده شي» فأثبت الشيء الذي عندك الآن.
ربما يخسر ابراهيم في بطولات مقبلة، وهذا وارد ومتوقع، لكننا نتعامل مع حدث معين في وقته ولحظته ومكانه.
نجومية متفاوتة
ونأتي الى العامل الاهم في الفوز باللقب الكبير وهو اللاعبون، فبعضهم اجاد وابدع وبعضهم لعب على «قد» حدوده وامكانياته، وبعضهم يظن انه نجم ولا يعلم انه نجم من ورق، وعليهم ان يستثمروا فرصتهم انهم لاعبون في صفوف اكثر الفرق جماهيرية والفرصة التي تأتي اليوم ربما لا تأتي غدا.
ولو اردنا تصنيف مستويات اللاعبين، فإن بدر المطوع وحده يأتي في المقدمة بعدما قدم جهدا خرافيا هذا الموسم ومن بعده نواف الخالدي، وعليه ان يحسن التصدي للكرات من خارج المنطقة، ومساعد ندا وحسين فاضل وصالح الشيخ وطلال العامر، ومن ثم تتفاوت نسب اجادة بقية اللاعبين، لكن تسجل للفريق بشكل عام سرعته في القيام من كبوته وتحقيق اللقب قبل الختام بجولة واحدة.