عاد تشلسي الانجليزي وصيف بطل العام الماضي بتعادل ثمين مع مضيفه برشلونة الاسباني 0 ـ 0 على ستاد «نوكامب» في برشلونة وامام 95231 متفرجا في ذهاب الدور نصف النهائي لمسابقة دوري ابطال اوروبا لكرة القدم، في مباراة تعلطت فيها لغة الابداع وغلب عليها العقم والملل في معظم فتراتها.
ولعب الأداء الخططي لتشلسي بقيادة المدير الفني الهولندي غوس هيدينك دورا كبيرا في انتهاء المباراة مع برشلونة بالتعادل السلبي حيث قضى الأسلوب الدفاعي المنظم للفريق الإنجليزي على الخطورة الكبيرة للهجوم الكاسح الذي يشتهر به برشلونة هذا الموسم.
وانضم تشلسي بذلك إلى عدد قليل للغاية من الفرق التي نجحت في إيقاف الهجوم الكاسح لبرشلونة في الموسم الحالي. وساعده على ذلك عدم توفيق نجوم برشلونة في العديد من الفرص التي سنحت لهم أمام مرمى تشلسي وحارسه العملاق التشيكي بيتر تشيك الذي ذاد عن مرماه ببسالة أمام هجوم برشلونة بقيادة الأرجنتيني ليونيل ميسي والكاميروني صامويل إيتو والفرنسي تييري هنري.
وفشل ليونيل ميسي في الهروب من الرقابة اللصيقة التي فرضها عليه البرتغالي خوسيه بوسينغوا ظهير أيسر تشلسي، كما وقع إيتو تحت رقابة لصيقة من جون تيري والبرازيلي أليكس نجمي دفاع تشلسي، بينما تكفل الصربي برانيسلاف إيفانوف برقابة هنري، وتصدى النيجيري جون اوبي ميكيل نجم خط وسط تشلسي لانطلاقات شافي هرنانديز.
وكما كان متوقعا فرض برشلونة سيطرته تماما على المباراة فيما يتعلق بالاستحواذ على الكرة منذ بداية اللقاء حتى نهايته. ورغم ذلك افتقد لدقة اللمسة الأخيرة، في ظل عدم ظهور ميسي وشافي وإنييستا بمستواهم المعهود حيث فشل لاعبو برشلونة في اختراق دفاع تشلسي المنظم. وحاول برشلونة تجربة حظه من خلال التسديدات القوية من خارج منطقة الجزاء ولكنها لم تشكل أي خطورة على الحارس المتألق تشيك.
ونجح الفريق اللندني في الصمود امام المد الهجومي للفريق الكاتالوني بطل عامي 1992 و2006 طيلة المباراة، وحافظ على نظافة شباكه منتزعا تعادلا ثمينا سيحاول استغلاله في مباراة الاياب على ملعب «ستامفورد بريدج» في لندن الاربعاء المقبل حيث يكفيه الفوز بهدف وحيد لبلوغ المباراة النهائية للعام الثاني على التوالي.
في المقابل، بات برشلونة مطالبا بالفوز في لندن او التعادل الايجابي، بعد ان أهدر عدة فرص خصوصا في الشوط الثاني قد يندم عليها في مباراة الاياب.
وأعادت المباراة الى الاذهان مواجهاتهما السابقة بقيادة مدربيهما السابقين البرتغالي جوزيه مورينيو (تشلسي) والهولندي فرانك رايكارد (برشلونة).
وكان تشلسي قد ازاح برشلونة من الدور ثمن النهائي موسم 2004 ـ 2005، وثأر الفريق الكاتالوني في الموسم التالي 2005 ـ 2006 في الدور ذاته.
والتقى الفريقان في موسم 2006 ـ 2007 في دور المجموعات وتأهلا معا الى ثمن النهائي بعدما فاز تشلسي 1 ـ 0 في لندن وتعادلا 2 ـ 2 في برشلونة.
وفضل مدرب برشلونة جوزيب غوارديولا اراحة القائد كارليس بويول لكونه مهددا بتلقي انذار يحرمه من خوض مباراة الاياب، بيد ان ما فكر غوارديولا في تفاديه حصل، لأنه اضطر الى إشراك بويول في الشوط الثاني مكان المكسيكي رافائيل ماركيز اثر تعرضه للاصابة، فتلقى الاول إنذارا في الدقيقة 75 وبالتالي لن يكون حاضرا في «ستامفورد بريدج».
في المقابل، غاب عن صفوف تشلسي المدافعان اشلي كول والبرتغالي ريكاردو كارفاليو.
وكان برشلونة صاحب الافضلية منذ البداية وضغط بقوة بحثا عن افتتاح التسجيل مبكرا بيد ان دفاع تشلسي كان يقظا لكل المحاولات الهجومية للفريق الكتالوني.
وأمام استحالة اختراق دفاع تشلسي لجأ برشلونة الى التسديد من خارج المنطقة فمرت تسديدات الكاميروني صامويل ايتو وشافي هرنانديز واندريس انييستا بسنتيمترات قليلة، في حين تدخل الحارس الدولي التشيكي العملاق مرتين للتصدي لتسديدتين قويتين للفرنسي تييري هنري وانييستا.
في المقابل، اكتفى تشلسي بالتكتل في خطي الوسط والدفاع لوقف المد الهجومي لبرشلونة، واعتمد على الهجمات المرتدة دون ان يصل نحو مرمى فيكتور فالديز، بيد انه كاد يفتتح التسجيل في اول هجمة مرتدة خطرة في الدقيقة 38، عندما استغل المهاجم العاجي ديدييه دروغبا خطأ للمدافع ماركيز فسدد الكرة بقوة من حافة المنطقة ارتدت اليه من فالديز داخل المنطقة فحاول رفعها فوقه بيد ان الاخير فطن لمحاولته فابعدها بيديه قبل ان يشتتها جيرار بيكيه خارج الملعب.
وكاد الالماني ميكايل بالاك يهز شباك برشلونة بضربة رأسية اثر ركلة حرة جانبية بيد ان الكرة مرت فوق العارضة (47).
وتابع برشلونة سيطرته على مجريات المباراة وبحث كثيرا عن اختراق دفاع تشلسي عبر انطلاقات ومراوغات ميسي وهنري وانييستا، وسدد الاول كرة قوية فوق المرمى (60)، ثم توغل المدافع البرازيلي دانيال ألفيش داخل المنطقة وسدد كرة قوية بيمناه ابعدها تشيك ببراعة (61)، ثم ركلة حرة مباشرة انبرى لها البرازيلي بنفسه فوق العارضة بسنتيمترات قليلة.
وكانت أخطر فرصة في المباراة عندما تلقى ايتو كرة من شافي هرنانديز في منتصف الملعب فانطلق بسرعة مراوغا جون تيري وتوغل داخل المنطقة وتلاعب بالمدافع البرازيلي اليكس وحاول متابعتها زاحفة على يسار الحارس تشيك بيد ان الاخير أنقذ الموقف ببراعة بابعاده الكرة الى ركنية (70).
واستمر اندفاع برشلونة بحثا عن التسجيل وكاد يفتتح التسجيل اثر لعبة مشتركة رائعة بين ايتو وهنري الذي تعرض للعرقلة داخل المنطقة من المدافع بوسينغوا بيد ان الحكم فولفانغ ستارك لم يحتسب ركلة جزاء (74).
ودفع غوارديولا بالمهاجم بويان كركيتش ولاعب الوسط البيلاروسي الكسندر هليب مكان ايتو وهنري على التوالي لتعزيز القوة الهجومية، وأهدر الاول فرصة ذهبية لافتتاح التسجيل عندما تلقى كرة عرضية من الفيش والمرمى مشرع امامه فتابعها برأسه فوق العارضة (90)، وحذا حذوه الثاني عندما تلقى كرة على طبق من ذهب من اينييستا وتوغل داخل المنطقة لكنه سددها زاحفة فأنقذها تشيك ببراعة فارتدت منه الى هليب لكنه سددها خارج الخشبات الثلاث والمرمى مشرع امامه في الدقيقة الثانية من الوقت بدل الضائع.
وكاد ألفيش يخدع تشيك بتمريرة عرضية مرت بجوار القائم الايسر (93).