عبدالله العنزي
ينتهي غدا الصراع على عضوية المكتب التنفيذي للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) عن غرب آسيا بين المرشحين رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام ورئيس الاتحاد البحريني الشيخ سلمان بن ابراهيم على هامش الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي التي تُفتتح اليوم في العاصمة الماليزية كوالالمبور في انتخابات هي الاشرس على مستوى اللعبة في القارة منذ مدة طويلة، دخلت فيها كل انواع الصراع القانوني وغير القانوني، ولم يصل الامر عند هذا الحد بل وصل مداه الى دخول عناصر خارج اللعبة من سياسة واقتصاد واتهام بالرشاوى كان بن همام قد وزعها يمينا ويسارا على من وقفوا ضده، خصوصا رئيس اللجنة الانتقالية الشيخ احمد الفهد الذي كان اللاعب الاكبر في هذه الانتخابات من غير المرشحين، مما حدا ببن همام الى اتهام نائب رئيس الاتحاد الدولي (فيفا) ورئيس الاتحاد الكوري الجنوبي تشونغ مونغ جون المجلس الاولمبي الآسيوي ـ الذي يترأسه الفهد ـ بتقديم الرشاوى الى بعض الدول الآسيوية للتصويت لمصلحة بن ابراهيم في الانتخابات، الامر الذي دفع الفهد الى التشكيك في الذمم المالية للاتحاد الآسيوي وعلاقة بن همام بتقديم رشاوي ايضا عبر شيكات وضمانات مالية الى دول للتصويت له، وهو مما دفع 21 دولة آسيوية «مؤيدة بشكل علني لبن ابراهيم» لمطالبة «فيفا» بعدم ادخال الكاميرات او الهواتف النقالة ذات الكاميرا في عملية التصويت.
ولم ينته الصراع ايضا عند هذا الحد بين بن همام والفهد، بل وصل الى رفض اللجنة القانونية للاتحاد الآسيوي التي شكلها بن همام مشاركة اللجنة الانتقالية برئاسة الفهد التي تمثل الكويت، في الانتخابات مما ادى الى استعانة الانتقالية بـ «فيفا» للتأكد من مدى قانونية مشاركتها، وستقوم الجمعية العمومية بالتصويت على مشاركة الكويت في الانتخابات عقب ختام جدول اعمال اليوم.
كانت ابرز المحطات السياسية التي شهدتها الانتخابات تراجع الاتحاد السوري عن دعم بن ابراهيم في الانتخابات على الرغم من مشاركتها في الاجتماع الذي عقد في الكويت على هامش افتتاح مبنى المجلس الاولمبي الآسيوي (اولمبيا) الذي شهد دعم 21 اتحادا آسيويا لبن ابراهيم من ضمنها سورية وذلك في اقل من 72 ساعة بعد زيارة بن همام لحلب في موقف وصف بالرضوخ الى العلاقات السياسية الجيدة بين الدوحة ودمشق.
وشهدت العلاقات الرياضية بين دول الخليج للمرة الاولى انقساما واضحا في ظل دعم البحرين والكويت والسعودية لبن ابراهيم، فيما اعلنت قطر والامارات وعمان دعمها لبن همام، وهو الامر الذي دفع المراقبين الى التساؤل عن استمرار العلاقات الرياضية بين دول الخليج في الفترة المقبلة، خصوصا ان اغلبية الدول الخليجية البحرين والكويت وعمان وقطر قد وقعت على اتفاقيات تعتبر من يلعب في هذه الدوريات لاعبا محليا، هذا بالاضافة الى برتوكولات التعاون بينها في شتى المجلات الرياضية وليس كرة القدم فقط.
حظوظ الطرفين في الفوز
وتختلف عناصر القوة لدى بن همام وبن ابراهيم من حيث النوعية كثيرا، فلدى بن ابراهيم دعم مطلق من مراكز القوى في القارة المتمثلة في الكويت والسعودية وايران «لم تعلن رسميا دعمها لبن ابراهيم» في الغرب، وكوريا الجنوبية واليابان والصين في الشرق، وهذا الامر يؤثر جدا في استمرارية العلاقة بين قوى اللعبة في القارة والاتحاد الآسيوي، الا ان بن همام يتمتع بدعم استراليا التي انضمت الى الاتحاد الآسيوي في مارس 2005 بدعم منه شخصيا، وكذلك دعم رئيس «فيفا» السويسري جوزيف بلاتر له، هذا بالاضافة الى اتحادات مختلفة من التوزيعة الجغرافية للقارة الصفراء. وتبدو حظوظ الطرفين في الفوز بالانتخابات غامضة بعد ان اعلن كلا المتنافسين دعم غالبية الدول الاعضاء له، فابن ابراهيم وحسب تكتيكات اللحظات الاخيرة للانتخابات أكد حصوله على 27 صوتا من الدول الاعضاء الـ 46 بما فيها الدول الـ 6 التي سبق ان اعلن المكتب القانوني المؤقت للاتحاد الآسيوي منعها من التصويت وهي: لاوس وبروناي وتيمور الشرقية ومنغوليا وأفغانستان اضافة الى الكويت، اي انه حتى في حال عدم تصويت الدول الممنوعة من المشاركة فإنه سيحظى بـ 21 صوتا من اصل 40، وهذا الرقم يؤهله للفوز بعضوية المكتب التنفيذي، اما بن همام فقد اكد في اكثر من تصريح له انه يسعى للحصول على اكثر من 30 صوتا في الانتخابات. اما عن جدول اعمال عمومية الآسيوي فهو مزدحم الى حد كبير وبه بنود صدامية قد لا تقل اهمية عن الانتخابات، خصوصا فيما يتعلق بنقل مقر الاتحاد الآسيوي من كوالالمبور، وتبدأ العمومية بحفل الافتتاح ثم الافتتاح الرسمي من رئيس الاتحاد ثم كلمة جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) وعرض حول الاستعدادات لكأس العالم 2010 بجنوب افريقيا، ثم تقديم جوائز الخدمة الآسيوية.
يقين بالفوز
من جانبه، أكد رئيس الاتحاد الآسيوي القطري محمد بن همام ـ في تصريح لـ «الأنباء» ـ ان لديه يقينا بالفوز في انتخابات الغد وبأفضلية مريحة عن منافسه الشيخ سلمان بن ابراهيم، مضيفا ان اغلبية الدول الآسيوية لديها قناعة كاملة بضرورة استمرار التقدم في اللعبة بالقارة واكمال المشاريع التنموية للعبة بالقارة عبر مشروع الرؤية الآسيوية للوصول الى مستوى الاحتراف في جميع انحاء القارة، وهذا الامر يتطلب وقوفهم مع ازدهار اللعبة عند عملية الاقتراع.
وقال بن همام انه قبل 24 ساعة فقط من الانتخابات علينا ان نؤمن بالعملية الديموقراطية سواء كانت لصالحنا او ضدنا، ومن المهم جدا ان نبارك للفائز في النهاية والحياة لا تتوقف عندها بأي شكل من الاشكال، مضيفا ان من حق بن ابراهيم وغيره الترشح لأي منصب اذا ما رأى نفسه مفيدا للعبة وهذا الامر لا يتوقف عند الاتحاد الآسيوي للكرة انما في جميع الالعاب. وعن مشاركة الكويت في الانتخابات بعد ان اعطى «فيفا» شرعية للجنة الانتقالية بالمشاركة قال بن همام «لكل حادث حديث في العمومية، ونحن لم نختلق اي شيء بل نفذنا ما نصت عليه القوانين واللوائح في الاتحاد الآسيوي التي تطبق على الكويت وغيرها من الدول».
بن إبراهيم: أمتلك 27 صوتاً
وبدوره أكد الشيخ سلمان بن ابراهيم لـ «الأنباء» انه يمتلك 27 صوتا في الانتخابات بمن فيها الدول الـ 5 التي حرمتها اللجنة القانونية المؤقتة بالاتحاد الآسيوي من التصويت، مضيفا ان الشكوك لا تحوم حول هذه الدول انما تحوم حول هذه اللجنة التي شكلها البعض بضرب من خيالهم لمصالح انتخابية ونحن نرفض الطرق غير القانونية في الحصول على المناصب من حرمان الدول حقها الاصيل في التصويت او تقديم الرشاوى او وضع كاميرات المراقبة داخل مكان عملية الاقتراع.
وجدد بن ابراهيم قوله انه غير طامع في منصب رئيس الاتحاد الآسيوي بعد ان اعلن بن همام اكثر من مرة انه سيستقيل منه اذا ما خسر الانتخابات، موضحا ان استمرار بن همام في منصبه او استقالته هو راجع له وحده وانا غير ملزم بكل ما يمليه هو على نفسه.
وبين انه لم يترشح ضد بن همام ولا غيره بل جاء لخدمة الكرة الآسيوية بعد ان عاشت فترة مأساوية غيرت بها الكثير من الامور ونحن سنحاول العمل مرة اخرى من اجل اعادة الحق الى اصحابه في اللعبة، ولكي نؤكد للجميع في العالم أن آسيا تملك القدرة على التغيير واختيار الافضل.