بلال غملوش
يحتار المرء من أين يبدأ الحديث عن المواجهة الدراماتيكية بين تشلسي الانجليزي وبرشلونة الاسباني؟ هل يبدا من هدف لاعب وسط «البارسا» اندريس انييستا الغالي الذي قتل احلام وامال تشلسي في السفر الى روما، حيث الموقعة الكبرى على لقب الكأس الام.
ام يبدا من هدف لاعب تشلسي الغاني مايكل ايسيان الصاروخي العجيب، الذي حسبناه انه بمنزلة الانذار المبكر من كتيبة المدرب المخضرم الهولندي غوس هيدينك الى سحرة المدرب الشاب جوسيب غوارديولا، ام يبدأ من الفرحة الهستيرية التي اجتاحت الفريق الاسباني من جهاز فني ولاعبين وجماهير وكأن اقليم كاتالونيا انفصل عن اسبانيا، وفي المقابل لف الذهول جنبات ستاد «ستامفورد بريدج».
من الافضل ان نبدأ من المشهد الاخير الذي عبر عنه مهاجم تشلسي العاجي ديدييه دروغبا بعد ان خرج عن طوره، فاقدا السيطرة على اعصابه، ومحاولا التهجم على الحكم النرويجي توم هينينغ اوفريبو، بعد اطلاق الاخير صافرة نهاية طموحات الفريق اللندني الذي ظن نفسه انه بات على حدود العاصمة الايطالية، الى ما قبل ان يطلق انييستا التسديدة الوحيدة للفريق «الكاتالوني» على مرمى الحارس التشيكي بيتر تشيك في المباراة.
اراد دروغبا ان يعبر عن امتعاضه من قرارات الحكم اوفريبو الظالمة بحق تشلسي، واعتبره سببا رئيسيا في قطع الطريق امام فريقه الى روما، عندما حرم «البلوز» من 3 ركلات جزاء، الاولى اثر عرقلة البرازيلي دانيال الفيس الفرنسي فلوران مالودا داخل منطقة الجزاء احستبها خارجها، والثانية عندما لمس جيرار بيكيه الكرة بيده داخل المنطقة المحظورة، والثالثة تسديدة الالماني ميكايل بالاك اصطدمت بيد العاجي يايا توريه والمباراة تلفظ انفاسها الاخيرة.
ولم يظلم الحكم اوفريبو تشلسي وحده فحسب، بل طال بقرارته الخاطئة برشلونة ايضا، وطرد الظهير الايسر الفرنسي اريك ابيدال من دون وجه حق، بعد عرقلة «وهمية» على مواطنه نيكولا انيلكا. هذه الهفوات القاتلة في مباراة من هذا الوزن يكون ثمنها مكلفا على الفريق المظلوم، وقد دفع تشلسي الثمن باهظا، ولكن هذا لايعني ان برشلونة لا يستحق التواجد في النهائي او انتقاصا من قدراته بل على العكس تماما، فسحرة رجال غوارديولا تغلبوا على اوجاعهم وظروفهم الصعبة وعبروا النفق المظلم. لاغبار على ان اخطاء الحكام هي جزء من اللعبة، ولكن الواضح ان اوفريبو ـ الذي يشبه المصارعين- لم يكن بمستوى المواجهة على الاطلاق، بل كانت اعلى كعبا منه، وقد اخطات لجنة الحكام في الاتحاد الاوروبي في تعيين حكم من النرويج لا يشارك ممثلا عنها في دوري ابطال اوروبا، وكان الاجدى بها اختيار حكم من النخبة في اوروبا، لا ان تختار حكما شطب من قانونه بندا ينص على احتساب ركلة جزاء، وما حدث بالامس يثبت مرة اخرى ضرورة ادخال التكنولوجيا الى كرة القدم رغم اعتراض الاتحاد الدولي «فيفا» على ذلك حتى لاتفقد اللعبة اثارتها.
وعلق قائد تشلسي جون تيري على ذلك بقوله: «لا أرغب في استخدام عبارات مثل مؤامرة أو غش، ولكن الأمر كان مروعا، وأقدر انفعالات زملائي، فمجهود موسم كامل يضيع أمام أعيننا وبأخطاء شخص واحد».وألقى باللوم على الاتحاد الأوروبي الذي عين أفريبو لإدارة المبارة، قائلا «ان نصف نهائي دوري الأبطال يجب أن يقوده أفضل أربعة حكام في القارة العجوز». بعد المباراة توصلت جماهير «البلوز» الى قناعة، بان هناك قرارا مسبقا بـ «الحكم» على تشلسي بالاعدام.