بيروت ـ ناجي شربل - عبدالله العنزي
خرج الفريق الانتخابي لرئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام، بملاحظة بارزة على انتخابات مقعد غرب آسيا لـ «تنفيذية الفيفا» بعد فوز بن همام على منافسه رئيس الاتحاد البحريني لكرة القدم الشيخ سلمان بن ابراهيم آل خليفة بفارق صوتين 23-21، بملاحظة مفادها ان رئيس اللجنة الانتقالية لاتحاد الكرة الشيخ احمد الفهد، «خصم مزعج وقاس، وخصومته مكلفة للغاية، ومن الصعوبة بمكان التعامل معها».
طبعا لم يخرج هذا الكلام الى العلن انما كان يتداول في قاعة بهو فندق «ماريوت» في كوالالمبور، اثناء التحضير لرحيل الوفود من ماليزيا.
وغادر بن همام الفندق الى الدوحة، الا ان جميع مهنئي رئيس الاتحاد الآسيوي كانوا يتحدثون في أروقة الفندق عن القوة الكويتية التي أخذت المعركة على عاتقاها ميدانيا.
وكثر الكلام عن الانتشار اللوجيستي لفريق الفهد، فضلا عن الاجماع على «الذكاء الحاد وقدرته على تحقيق اهدافه، وحساباته الدقيقة لنتائج المعركة»، ذلك ان الفهد كان قد كشف امام مجموعة من المراقبين صباح يوم الانتخابات بينهم «الانباء»، ان الشيخ سلمان سينال 21 صوتا.
ولعل الرجل الوحيد الذي شاء التصريح علنا، كان المدير العام لوزارة الشباب والرياضة اللبنانية زيد خيامي، الذي قال لـ «الأنباء»: «نجح الفهد في كسب التحديات التي رفعها، وامتاز بأسلوب عنيد ولبق في آن واحد، مستفيدا من خبرة كبيرة جراء توليه الادارة الرياضية في كل المرافق منذ 1990 بعد استشهاد والده. والرجل لبق، صاحب شبكة علاقات جيدة مع الجميع».
وتناول خيامي موضوع الصوت اللبناني في الانتخابات فقال: «ان وقوف لبنان الى جانب بن همام لا يعني انه على عداء مع الاشقاء العرب، وفي طليعتهما السعودية والكويت. وقد أيدنا بن همام انطلاقا من وقوفه الدائم الى جانب لبنان. الا اننا لا ننكر الدور الكبير والاساسي لكل من السعودية والكويت، وخصوصا اسرة الشهيد فهد الاحمد». وهذا الكلام ابلغه خيامي الى رئيس الوفد السعودي بمؤتمر الاتحاد الآسيوي صالح بن ناصر، مؤكدا «ان لبنان لا يمكن ان يعادي السعودية والكويت. وانتم تعرفون ذلك جيدا».
وجاء كلام خيامي ردا على تلميحات تصريح الامين العام للاتحاد رهيف علامة ضد الفهد، الى «الهوشة» في القاعة بين علامة وعدد من فريق العمل الكويتي، وقد حدثت اثناء ادلاء الفهد بتصريحات صحافية مباشرة بعد اعلان النتيجة، ولم يعلم الجانبان اللبناني والكويتي بها، إذ جرت داخل القاعة فيما كان الفهد يتحدث وخيامي يستمع اليه مع الاعلاميين خارجا.
وقال خيامي لـ «الأنباء»: »لا شك في ان نتيجة المعركة تحمل دلالات عدة. ولا يمكن الحديث عن رابح كبير، إذ المطلوب أخذ الامور على طريقة بن همام والفهد، الاول الذي دعا الى احترام الديموقراطية، والثاني الذي تحدث عن وجود رأي آخر، وهذا الرأي الآخر كبير، ولابد من أخذه في الحسبان».
كذلك علمت «الأنباء» ان قيادات رياضية في بيروت أبدت حرصها على ضرورة عدم تعكير العلاقات الرياضية بين لبنان والكويت، مجددة التأكيد على الفصل بين تأييد بن همام في هذا الملف، والالتزام بالمعسكر العربي الرياضي بقيادة السعودية والكويت في بقية الملفات، مشددا على التزام لبنان افضل العلاقات مع الجميع. وعقب عودته الى البلاد فجر امس، اكد الفهد ان مشاركته في الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي لم تكن موجهة ضد محمد بن همام بل كانت من اجل استعادة الحق الكويتي في المشاركة بفاعلية في الجمعية العمومية، وعرض مطلبنا بتطوير الكرة الآسيوية، وهذا ما سعينا اليه بدليل اخذ العمومية وبن همام بجميع المطالب الكويتية بعين الاعتبار وتنفيذها في المرحلة المقبلة.
واضاف الفهد في تصريح للصحافيين، ان المشاركة في انتخابات المكتب التنفيذي لـ «فيفا» عن غرب آسيا تحققت نتيجة الاجتهادات التي قمنا بها حتى اللحظات الاخيرة في الدفاع عن حقوق الكويت وعن مكتسباتها. ولا يخفى على احد ان المشاركة في هذه الانتخابات كانت هدفنا الاساسي من اجل الحصول على كامل حقوقنا، مشيرا الى ان التعسف الذي جرى ضد الكويت وحرمانها حتى اللحظات الاخيرة من المشاركة، قد يكون له تفسير قانوني لدى الطرف الاخر.
وبين ان حكم المحكمة الدولية المستعجلة لمصلحة مشاركة الكويت بفاعلية خلال الجمعية العمومية وخصوصا في انتخابات المكتب التنفيذي، يؤكد ان إجراءاتنا كانت مبنية على حقائق ووثائق تخول لنا المشاركة في التصويت، لذلك صدر الحكم الذي فرض تواجد الكويت وكسر الرأي غير القانوني للطرف الآخر الذي لم يكن مدفوعا بدفوعات قانونية، وهذا هو مكسبنا الحقيقي خاصة اننا كنا حريصين على تحقيق ذلك بشهادة الجميع ولو تم عرض الامر على الجمعية العمومية للاتحاد الآسيوي للتصويت عليه كنا سنحصد رأي الاغلبية المطلقة بأكثر من ثلثي الاعضاء الذين سيكونون مع الموقف الكويتي من المشاركة، وهذا دليل على اننا نحظى بدعم وتأييد قاري كبير في الحفاظ على حقوقنا وشرعيتنا.
دعم بن سلمان معنوي
ولفت الفهد الى ان دعمه للشيخ سلمان بن ابراهيم معنوي، ونعتقد انه سيكون ايجابيا في المرحلة المقبلة، لوجود سلبيات لدى الشقيق الاخر القطري محمد بن همام والنتيجة التي حصل عليها كلا المرشحين تدل على ان القارة منقسمة الى رأيين مع بن همام او ضده.ونحن لم نكن وحدنا بهذا الموقف بل كانت معنا 20 دولة اخرى. واشار الى ان بن همام كان ذكيا للغاية في الحفاظ على مقر الاتحاد الآسيوي في ماليزيا بعد ان هدد طوال الفترة السابقة بنقله وفتح الباب امام الدول الراغبة في استضافته، وكان الخيار بين الدوحة وأبوظبي الا انه تراجع في اللحظات الاخيرة لسببين، الاول كان تكتيكا انتخابيا، والثاني كان لقناعته بعدم الحصول على الاغلبية من الاعضاء في نقل المقر، كما ان نقله كان سيزيد من الانقسام الا ان بقاء المقر في العاصمة الماليزية، وهو احد مطالبنا مع احترامنا للدول الاخرى ابعد عنها الانقسام ولله الحمد وقد وجدنا تعاملا جيدا وهو الذي نريده من قبل الاتحاد الآسيوي لكرة القدم.
وهنأ الفهد الفائز وقال انه لا يوجد خاسر فالكرسي بقي خليجيا وتمنى ان يستمر بن همام في تعامله مع اعضاء الجمعية العمومية، لان ذلك لن يجعل هناك انتخابات على هذا المقعد في السنوات المقبلة.
واختتم الفهد تصريحه قائلا «الله يسامح الجميع ويهدي من هاجمني خلال الفترة الماضية فقد اديت واجبي والناس ترى وتسمع وهي التي ستحكم».