القاهرة ـ سامي عبدالفتاح
اليوم يسدل الستار على أعنف صراع انتخابي عرفه نادي الزمالك طوال تاريخه، والمنافسة الحقيقية في المعركة الانتخابية التي سيشهدها البيت الأبيض تكمن بين 3 مرشحين، والطريف ان هذا الثلاثي سبق له ان تولى رئاسة النادي سواء بالانتخاب (كمال درويش ومرتضى منصور) أو بالتعيين (ممدوح عباس)، والطريف ايضا ان العملية الانتخابية هذه المرة كل الحسابات واردة فيها، خاصة في اللحظات الأخيرة، وقد تسفر عملية التصويت عن مفاجآت عدة ومدوية لم تكن في الحسبان.
من جانبها، أعدت اللجنة المشرفة على الانتخابات العدة لاستقبال هذا الحدث الحاسم في تاريخ القلعة البيضاء، حيث انه سيضع حدا لسلسلة المجالس المعينة التي تولت مقاليد الأمور بداخلها على مدار الاعوام الماضية وسيتحدد على ضوء نتيجته هاوية مجلس الادارة الجديد الذي سيقود البيت الابيض في الأعوام الـ 4 المقبلة.
وكانت إدارة نادي الزمالك برئاسة د.محمد عامر، قد أعلنت اخيرا عن الإجراءات التي سيتم اتباعها يوم الاقتراع بالانتخابات الجديدة، حيث أشار مسؤولو النادي إلى أن الجمعية العمومية ستكتمل بحضور 20% من عدد الأعضاء أو 1500 عضو ممن لهم حق التصويت، على أن يكون الموعد الأقصى للوصول لهذا الرقم في الثانية ظهرا، مقابل أن يستكمل التصويت في اللحظة التي سيتم فيها الوصول لهذا الرقم سواء بعد ساعة أو ساعتين من موعد بدء التصويت الذي سيبدأ في الـ 9 صباحا، وتستمر حتى الـ 8 مساء، وقد تم تخصيص 100 لجنة للتصويت موزعة على أرقام العضويات العاملة في النادي، على أن يشرف على العملية الانتخابية 105 قضاة و100 قاض مشرفين على صناديق الانتخاب، و5 قضاة بمنزلة اللجنة العليا لإدارة الانتخابات بالإضافة إلى 450 موظفا من مديرية الشباب والرياضة في الجيزة.وستبدأ عملية الانتخابات بمرور الأعضاء على لجان التسجيل، والموجودة أمام حمام السباحة الصغير في النادي، ثم التوجه بعدها للإدلاء بالصوت خلف ستاد «حلمي زامورا» في المكان الذي يطلق عليه داخل النادي «مهبط الطائرات»، ولن يسمح لأي عضو بالإدلاء بصوته إلا إذا كان حاملا عضوية النادي وبطاقته الشخصية أو الرقم القومي أو جواز السفر.وقد اعترض د.كمال درويش على الموقع شكلا ومضمونا نظرا لضيق مساحته، خاصة ان عدد الاعضاء المتوقع حضورهم سيكون كبيرا، ولم تشهده الانتخابات السابقة للنادي، موضحا ان المكان المخصص للعملية الانتخابية ينذر بكارثة حقيقية في حالة نشوب اي خلافات او صدام بين مؤيدي الجبهات المرشحة بالانتخابات.
وبعيدا عن استعدادات ادارة الزمالك للمعركة الانتخابية فإن الثلاثي المرشح احدهم للفوز بكرسي رئاسة القلعة البيضاء لم يعد أمامهم سوى هدف واحد وهو كيفية تأمين أصواتهم لضمان الوصول بها إلى صناديق الاقتراع والحصول على أصواتها بأمان. وحتى يحدث ذلك بدأ الثلاثي يرسم خططا وتكتيكات مختلفة للخروج بهذه الاصوات الى بر الامان. فهناك من اهتم بتأمين تكتلاته الانتخابية بعيدا حتى عن رجال قائمته لضمان حصوله على أصواتهم في الانتخابات وعدم وصول منافسيه الى هذه الاصوات.
فعباس رسم خطة محكمة للساعات الاخيرة قبل عملية التصويت ليبقى خلالها على أصواته معه حتى موعد الانتخابات خشية من حدوث مفاجآت غير متوقعة يرغب في تجنبها خلال الساعات القليلة المقبلة. وتتمثل هذه الطريقة في توفير مقار تجمع سرية من أجل الحفاظ على الاصوات التي ستمنح له وقائمته، كما وضع عباس خطة لاستقبال أعضاء النادي العاملين المنتمين لقطاع البترول بحيث يتم اصطحاب هؤلاء الأعضاء من خلال عدد من موظفي شركاته بأتوبيسات سياحية فاخرة إلى مقر النادي ظهر اليوم للإدلاء باصواتهم.
السلاح الأخير لمنصور
بينما قرر مرتضى منصور المرشح أيضا الاعتماد على تعاطف الاعضاء معه بعد المعارك القضائية العديدة التي دخل فيها امام المجلس القومي للرياضة برئاسة حسن صقر ومجلس عباس لإعادة حقوقه سواء في أحقيته باستعادة عضويته العاملة بالنادي او العودة من جديد للانتخابات الحالية بعد ان قررت الجهة الادارية استبعاده منها. ووزع مرتضى كتابه الشهير «حضرات السادة الطغاة» الذي يهاجم فيه وبشدة ممدوح عباس وكمال درويش وحسن صقر، واتهمهم بالتآمر عليه والسعي وراء إهانة الجمعية العمومية للزمالك متمثلا في صورة آخر رئيس شرعي لناديهم.
ولهذا قرر منصور تأجيل توزيع الكتاب لما قبل الانتخابات بساعات معدودة بهدف وصول مضمونه إلى مشاعر أعضاء النادي بسرعة وتحفيزهم على الانقلاب على درويش ومعه عباس دون منح الثنائي توقيتا مناسبا للرد أو تبرئة أنفسهما وهي ورقة يعتبرها منصور ذات شأن كبير في حسم الصراع. في حين يلعب د.درويش على وتر حرصه على مصلحة الزمالك أولا وقبل كل شيء وانه يفضل مصلحة النادي وأعضائه على مصلحته الشخصية، حيث أكد أكثر من مرة انه يتمنى ان تختار الجمعية العمومية الأصلح والأفضل للزمالك وإعادته الى مكانته الطبيعية حتى تشهد الفترة القادمة ازدهارا للنادي في جميع المنشآت والألعاب الرياضية. مؤكدا أن الجمعية العمومية هي ستتحمل نتيجة اختيارها اذا لم يكن المجلس الجديد على أعلى مستوى وأن الأعضاء والنادي سيخسرون الكثير. وطالب درويش من الأعضاء ان يتعلموا من كل ما حدث في الفترة الماضية وبالتحديد خلال السنوات الـ 4 السابقة وما حدث في هذه الفترة من مشاكل كثيرة وتعاقب مجالس إدارات معينة لم تخدم ولم تفد الفريق.