مبارك الخالدي
مؤشرات اقتراب «عقد القران» بين نادي الكويت والمدرب السابق للازرق ومنتخب البحرين حاليا التشيكي ميلان ماتشالا عديدة وكثيرة، تدل على قرب اعلان خبر التعاقد رسميا ليقوم الاخير بالاشراف على قيادة الابيض في منافسات الدور ربع النهائي من بطولة كأس الاتحاد الآسيوي والتي ستجري قرعتها في 29 الجاري في كوالالمبور اضافة الى الاستحقاقات في الموسم المقبل. الانباء المتضاربة بين ما اعلنته ادارة الفريق عن التجديد مع مدرب الابيض الفرنسي لوران بانيد او التريث في ذلك لما بعد المباراة النهائية لكأس سمو الامير غدا، وبين ما صرح به المدرب نفسه بأنه لم يقم بالتوقيع حتى الآن، كلها تؤكد انه ليس هناك اتفاق بين الطرفين على الاستمرار في تعاقدهما بصرف النظر عن الاسباب، فعلى اقل تقدير المدرب في النهاية محترف يبحث عن الافضل سواء ماديا او من الناحية العملية والادارية، وكذلك الحال بالنسبة لادارة الفريق التي يهمها ان تضع يديها على مدرب خبير يأخذ بيد نجوم الفريق الحاليين او الصاعدين، خصوصا ان الابيض يتمتع بقاعدة قوية جعلته يحصد نقاط التفوق العام لكرة القدم هذا الموسم، ولاول مرة في تاريخه على صعيد المراحل السنية او نتائج الفريق الاول، لذا قرب اعلان الطلاق بينهما لم يعد سرا.
مفاوضات قديمة وسرية
التفاوض مع ماتشالا لم يكن وليد اللحظة، وليس ردة فعل لشغر منصب الجهاز الفني على المدى القريب، لكنه بدأ منذ ان ثارت الخلافات بين ماتشالا والاتحاد البحريني اواخر العام الماضي، والشكوى المتعددة من مسؤولي الاتحاد من ان ماتشالا كثير السفر وترك المنتخب اكثر من مرة في لحظات حرجة، علاوة على انه اعتمد طوال فترة تواجده في البحرين على مجموعة واحدة من اللاعبين ولم يقدم خلالها عناصر جديدة تكون اضافة للكرة البحرينية للسنوات المقبلة، ما يعني ان الرجل ليس لديه ما يضيفه. وتأكيدا على ذلك، فإن الاتحاد البحريني لم يقم حتى الايام القليلة المقبلة على انتهاء عقد ماتشالا بالتجديد له، والانباء الواردة من البحرين تشير الى وجود اتجاه قوي بعدم الرغبة في التجديد له، سواء في احد اجنحة الاتحاد او جماهير المنتخب الاحمر، خصوصا ان ما تبقى للبحرين من استحقاق لهذا العام هو مباراة الملحق الآسيوي المؤهل لمونديال جنوب افريقيا 2010 في سبتمبر المقبل مع المنتخب السعودي خال من الاسرار او عناصر المفاجآت، فالمنتخبان يعرفان بعضهما تماما وهي مباراة لاعبين بالدرجة الاولى، وهم من يقررون مصيرهم قبل ان تكون مباراة مدربين. في المقابل، فإن ادارة «الابيض» بعد التجربة المريرة مع الصربي ايڤان نكوڤيتش وتراجع النتائج في القسمين الاول والثاني من الدوري الممتاز واقالته التي ترتب عليها التعاقد مع بانيد بشكل عاجل وجهود الادارة في عزل اللاعبين عن التداعيات النفسية التي صاحبت ذلك، كل تلك العوامل جعلت من قرار الجهاز الاداري قويا بالاتجاه نحو التعاقد مع مدرب يملك الخبرة في ظروف لاعبي الكويت والمنطقة للأخذ بيد الفريق لتحقيق نتائج هي حلم لادارة الفريق وجماهيره على مستوى بطولة الخليج او العرب او القارية الآسيوية والتي لاتزال تخلو منها خزائن النادي على الرغم من النجاحات اللافتة على المستوى المحلي. كل تلك الصفات لاشك تنطبق على الخبير ماتشالا الذي صرح في اكثر من مناسبة بأنه تواق للعودة الى الكويت مجددا بعد رحلة طويلة طاف خلالها اغلب دول الخليج واصبح ملما بظروف الكرة الخليجية والآسيوية والتي هي محل مشاركات العميد الموسم المقبل.
فهل يعود ماتشالا الى الكويت من بوابة الكويت؟