عبدالعزيز جاسم
ما يصح الا الصحيح، هكذا يجب ان تكون عدالة كرة القدم بعد ان حقق الكويت أول القاب هذا الموسم له وآخرها وأغلاها وهو كأس سمو الامير الـ 47 بفوزه على زعيم البطولة بـ 16 مرة العربي 2-1 وبذلك يكون الابيض أنقذ موسمه بلقب بعد أن اضاع في السابق لقب الدوري الممتاز وكأس ولي العهد من يديه، وهو كان قاب قوسين أو ادنى من تحقيقهما، أما العربي فلا عزاء لجماهيره فكانت الخسارة حتمية نظرا للظروف التي يمر بها الفريق سواء ادارية أو فنية او حتى تراجع مستوى اغلب لاعبيه حتى انه لم يقدم ما يشفع لنقول له انك تستحق اللقب، فذهب الكأس الى من يستحق وهو الكويت الذي رفع رصيده الى 9 مرات ويجعل انصاره ينامون قريري العين وليترك لمنافسه الحسرة والالم وضرب الكف بالكف.
الأبيض «بداها صح»
يقول المثل ان «المكتوب يبين من عنوانه» وقد صح المثل هذه المرة لأنه منذ بداية المباراة اتضح للجميع ان الكويت دخل المباراة بتشكيلة متوازنة في الهجوم والدفاع كان لابد من الفوز بها حتى انه استحوذ على الكرة لحظة اطلاق الحكم لصافرته وأضاعوا العديد من الفرص وفي اول 20 دقيقة حصلوا على 4 ركنيات لم يتمكنوا من التسجيل منها، وعلى عكس مجريات المباراة جاءتهم ركلة الجزاء الصدمة بسبب قلة خبرة ناصر القحطاني الذي عرقل محمد جراغ وترجمها فراس الخطيب الى هدف ورغم تقدم العربي، الا ان انصار الكويت ومشجعيه لم يعترهم الشك لحظة في قدرة فريقهم فمن يحصد يجن الثمار، وفعلا لم يتأخر الرد وجاء بعد 4 دقائق من كرة ثابتة نفذها المتخصص حسين حاكم لتجد رأسية البحريني عبدالله المرزوقي ولأن التعادل لم يكن ما يستحقه أبناء كيفان جاءت العدالة من مجهود فردي رائع للسوري جهاد الحسين بعد هدف التعادل بدقيقتين وراوغ المدافعين ووضعها على طبق من ذهب الى القائد فرج لهيب الذي لم يجد صعوبة في ايداعها المرمى ورغم التراجع في الشوط الثاني للحفاظ على النتيجة التي تساوي الحصول على الكأس، فان تمركز اللاعبين السليم وعدم تشتيتهم للكرة والاستحواذ عليها لأطول الفترات كان سببا في خروجهم فائزين وقبل بداية المباراة شكك الجميع في قدرات الابيض بسبب الفراغ الكبير الذي سيخلفه غياب الكابتن الانغولي اندريه ماكينغا في الوسط وفهد عوض في الجهة اليسرى للايقاف، الا ان المدرب الفرنسي لوران بانيد لعبها «صح» وعرف من أين تؤكل الكتف وأشرك احمد الصبيح في مركز لم يلعب به من قبل وهو كظهير ايسر بعد ان كان في الجهة اليمنى وعوض غياب ماكينغا بالخبرة جراح العتيقي وأعطى كامل الحرية لنجمه الاول جهاد الحسين بان يفعل في العربي كيفما يشاء وعلى طريقته بينما كانت المفاجأة اشراك فرج لهيب بدلا من خالد عجب والذي كان اللاعب الاساسي في آخر 3 مباريات وكان التغير خيرا للابيض، لأنه اثبت ان العمل الجاد المتواصل لا يذهب سدى، بل في النهاية تحصل على ما تريد.
الأخضر «ضايع»
لا يمكن عد أو احصاء الاخطاء التي وقعت من قبل مدرب العربي الصربي زران ولا لاعبيه منذ بداية المباراة، حتى ان العدوى وصلت من خط الدفاع الضعيف الى الحارس المتألق شهاب كنكوني الذي يتحمل هدف التعادل في مرماه ولو سألت طفلاص
وليس احد الراشدين ما اكبر خطأ وقع فيه المدرب سيجيب دون تردد عدم اشراك البحريني محمد حبيل لذلك بما ان البداية لم تكن سليمة فإن الفشل سيكون نصيبك في النهاية فعندما تبدأ بتشكيلة مكونة من 5 مدافعين والظهيرين بها فهد الفرحان ومبارك البلوشي لا يجيدان الطلعات الهجومية فإنك تدعو الخصم الى الهجوم والتسجيل في مرماك وهذا ما اثبتته الدقائق الاولى والتي لم نشاهد بها حارس الكويت خالد الفضلي الا في الدقيقة 28 وهي لحظة ركلة الجزاء التي كانت من حنكة محمد جراغ وليس للمدرب أي دور بها فكيف يكون بالفريق لاعب مثل حبيل ولا تشركه ومواطنه اسماعيل عبداللطيف وهما اساسيان مع منتخبهما ومهيئان نفسيا وبدنيا لخوض النهائي وحاول المدرب الذي يبدو انه قليل الخبرة ولا يعرف كيف يتعامل مع النهائيات بعد خراب مالطة تصحيح الاوضاع بادخال علي مقصيد واخراج نواف شويع وعاد بعدها واخرج مبارك البلوشي وادخل خالد عبدالقدوس واخيرا فكر في حل اسماعيل عبداللطيف «بعد ما طارت الطيور بارزاقها» ولم يحدث أي تغير في طريقة اللعب او التكتيك عدا الاستحواذ على الكرة وهو امر طبيعي نظرا لتراجع الكويت حتى ان الفرصتين اللتين سنحتا في الشوط الثاني كانتا من مجهود فردي جبار للسوري فراس الخطيب الذي لا يلام على الخسارة مع محمد جراغ بينما كان المهاجم خالد خلف بعيدا عن المستوى وكأنه يبحث عن الطرد بعد ان دخل بطريقة غريبة على قدم جراح العتيقي الذي استبدل بسبب دخول خالد العنيف ولم تشفع خبرة عبدالقدوس لانقاذ العربي بل عابه البطء وقطع الكثير من الكرات منه ولا يجوز تحميل المسؤولية للمدرب وحده لأن الدفاع «ما يترقع» واخطاؤه بالجملة ما يؤثر على اداء الوسط خصوصا النيجيري ايمانويل الذي كان مدافعا اكثر منه لاعبا للوسط لسد اخطاء الدفاع الذي كان سببا مباشرا في الهدفين والخسارة واذا كان الاخضر يريد تعديل اوضاع الفريق الموسم المقبل فعليه ان يفكر في خط دفاع اكثر تميزا واقناعا لان الحراسة مع كنكوني في مأمن.
وبعد المباراة راحت جماهير العربي تندب حظها وكأنها نادمة على مؤازرة الفريق الذي لم يرسم البسمة هذا الموسم بأي لقب ولا حتى بأداء مشرف.
وفي النهاية يجب ان ينسى الجميع الموسم الحالي بكل اخطائه ومساوئه والتفكير في ان المستقبل يمحو اخطاء الماضي وبامكانهم ان يستعيدوا الامجاد بالعمل الصادق والجاد.