أفادت مسودة بيان يعد لإصداره في قمة مجموعة الدول الصناعية الكبرى الثماني التي عقدت في ايطاليا أمس وحصلت عليه رويترز «انه على الرغم من ظهور دلائل على الاستقرار منها انتعاش أسواق الأسهم، إلا ان الوضع يظل غير واضح ومازالت مخاطر كبيرة تهدد الاقتصاد والاستقرار المالي».
وقالت المسودة «اتفقنا على الحاجة لتحضير استراتيجيات مناسبة للتخلي عن الإجراءات الاستثنائية فور التأكد من الانتعاش الاقتصادي». وأضاف «استراتيجيات الخروج ستختلف استنادا إلى الأوضاع الاقتصادية والماليات العامة».
ويقول الاقتصاديون إن تجدد مخاوف السوق بشأن آفاق الانتعاش في الأسابيع القليلة الماضية يعني ان من المنطقي الإبقاء على جهود ضمان انتعاش الاقتصاد في صدارة جدول الأعمال.
وقال المحلل في ناشيونال استراليا بنك في لندن جافين فريند «في الأسبوعين أو الثلاثة الماضية كان هناك حالة من رصد الحقائق ومن المنطقي تماما ان يعلن الزعماء ذلك».
وقبيل الاجتماع قال المسؤولون إن المستشارة الألمانية انجيلا ميركل ستضغط مجددا على زعماء آخرين لتأكيد التزامهم بسرعة استعادة صحة الماليات العامة فور انتهاء الأزمة.
لكن الولايات المتحدة وبريطانيا واليابان وفرنسا تريد إبقاء التركيز بدرجة اكبر على جهود تحقيق الانتعاش في الوقت الراهن. وعكست صياغات البيان موقف الولايات المتحدة في قمة وزراء المالية الشهر الماضي.
ومن المقرر أن تصدر مجموعة الثماني التي تضم الولايات المتحدة واليابان والمانيا وفرنسا وبريطانيا وايطاليا وكندا وروسيا البيان بعد محادثات استمرت عدة ساعات أمس.
ومن المقرر كذلك ان يجتمع اليوم زعماء مجموعة أخرى تضم أسواقا ناشئة منها الصين والهند والبرازيل وتعرف بمجموعة الخمس في الوقت نفسه مع زعماء مجموعة الثماني لإجراء المزيد من المحادثات وإصدار بيان آخر.
ويرقب البعض في أسواق المال الاجتماعات التي تعقد في لاكويلا عن كثب لأن الصين كانت قد طلبت مناقشة عملات احتياطي جديدة وتقول انه يتعين التحول بمرور الوقت عن نظام مالي عالمي يعتمد على الدولار الأميركي وحده.
وقالت المسودة «النمو المستقر طويل الأجل سيتطلب خروجا سلسا من الاختلالات الراهنة في موازين المعاملات الجارية».
ويشار الى أن الرئيس الصيني هو جين تاو انسحب من المحادثات في اللحظة الأخيرة بسبب اضطرابات في شمال غرب الصين قتل فيها 156 شخصا.
وأفادت مسودة بيان أطلعت «رويترز» عليها بأن البيانات التي يجري إعدادها لقمة زعماء مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى تؤكد الالتزام بسرعة استكمال جولة الدوحة لمحادثات التجارة العالمية.
وأفادت مسودة أخرى لقمة مجموعة الثماني زائد مجموعة الخمس التي تضم اكبر الأسواق الناشئة مثل الصين والهند والبرازيل بالتأكيد على الالتزام بالتوصل إلىنهاية طموح ومتوازنة لجولة الدوحة بحلول عام 2010 كما طالبت وزراء التجارة بالاجتماع قبيل قمة مجموعة العشرين التي ستعقد في بيتسبرج يومي 24 و25 سبتمبر المقبل.
التغير المناخي والأزمة
ومن جهة أخرى، كانت قد أكدت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل مسؤولية الدول الصناعية الكبرى في التصدي لظاهرة التغير المناخي والأزمة المالية العالمية. وقالت ميركل أمس خلال زيارتها لمنطقة أونا الإيطالية «إذا لم تتفق الدول الصناعية في العالم فإننا لن نتوصل مطلقا إلى اتفاق مع مجموعة العشرين».
وفي إشارة إلى شرعية مجموعة الثماني التي تواجه تشكيكا أمام مجموعة العشرين وصفت ميركل مجموعة الثماني بأنها «مرحلة جيدة».
وأكدت ميركل على ضرورة أن تكون مجموعة الثماني باقة حينما يتــعلق الأمر بحماية المناخ. وفي الوقت نفسه أشارت ميركل إلى نصيب الدول الاقتصادية الكبرى من المسؤولية في الأزمة المالية، وقالت: «إننا بصفتنا دول صناعية وتسببنا في الأزمة المالية العالمية عبر أسواق المال فإن العالم ينتظر بحق أن نقوم هنا بأولى مساهمتنا».
تقدم مهم
والجدير بالإشارة أن البيت الأبيض يتوقع حدوث «تقدم مهم» في الجهود الدولية الرامية لمكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري خلال قمة الثماني.
وأكد نائب مستشار الأمن القومي الأميركي للشؤون الاقتصادية الدولية مايك رومان أمس ان هناك بعض الأمور التي لاتزال بحاجة «للكثير من العمل والمفاوضات المكثفة» بهدف الوصول إلى موقف موحد خلال مؤتمر المناخ في كوبنهاغن المقرر عقده نهاية هذا العام وأعلن رومان أن القمة ستخرج بإعلانين بشأن قضية المناخ.
ووفقا لبيانات الحكومة الأميركية فإن القمة ستبحث موضوعات مختلفة منها الخلاف النووي مع إيران وكوريا الشمالية بالإضافة إلى الوضع الاقتصادي على مستوى العالم.
وتوافق قادة دول مجموعة الثماني امس على ان سعرا عادلا لبرميل النفط ينبغي أن يتراوح بين 70 و80 دولارا.
الصفحات الاقتصادية في ملف ( pdf )