- زامن العصر الذهبي للإنجازات الرياضية عبر ترؤسه مجلس إدارة نادي الكويت لفترتين الأولى موسم 72 ـ 73 والثانية من 1974 وحتى 1981
- تلقى تعليمه في ثانوية المباركية والتحق بعدها بالفرع التجاري وتعلم إدارة الدفاتر والطباعة باللغتين العربية والإنجليزية ثم انخرط في عالم التجارة
مبارك الخالدي
فقدت الحركة الرياضية والاقتصادية امس احد اعمدتها الأساسية برحيل العم خضير المشعان الذي وافاه الأجل امس في فرنسا عن عمر يناهز الـ 82 عاما.
ويعتبر الفقيد المشعان من القيادات الرياضية التي زامنت العصر الذهبي للإنجازات الكويتية عبر ترؤسه مجلس إدارة نادي الكويت لفترتين الأولى موسم 72/73 والثانية من العام 1974 وحتى 1981.
وقد ساهم الراحل المشعان مع الرجال الأوائل بوضع اللبنات الأولى لتأسيس نادي الكويت ـ الأهلي سابقا ـ وكان رحمه الله عضوا في اول مجلس إدارة عام 1961.امتاز الفقيد بحسن تعامله مع كل من عرفه والذين بدورهم بادلوه الحب والتقدير وشهدوا بحرصه الشديد على متابعة اللاعبين لدراستهم، اذ لطالما ردد على مسامعهم ضرورة التسلح بالعلم الى جانب تنمية مهاراتهم الرياضية ما اكسبه صفة المربي الفاضل اضافة الى دوره المشهود بقيادة نادي الكويت ووصول فرقه الى منصات التتويج.وقد منحه مجلس إدارة نادي الكويت الرئاسة الفخرية تقديرا لتفانيه وبصماته الواضحة وعرفانا بدوره وتشجيعه للشباب وحرصه على سمعة الرياضة الكويتية وضرورة تفوقه لإيمانه بأن لذلك دورا في رفع اسم الكويت عاليا باعتبار الرياضة تستطيع ان تحقق ما تعجز عنه العديد من القطاعات الاخرى.
تلقى الراحل علومه في ثانوية المباركية والتحق بعدها في الفرع التجاري في المدرسة وتعلم ادارة الدفاتر (الحسابات) والطباعة باللغتين العربية والانجليزية ثم انخرط في عالم التجارة.
بدأ الفقيد المشعان التجارة مع والده وفي احد احاديثه الصحافية عام 1999 يقول كنا قد ورثناها ابا عن جد، وتابع: التجارة عموما معروفة اساسا بالثقة التامة وكانت قديما مبنية على شيئين اساسيين تجارة المواد الغذائية وتجارة الأقمشة لأنهما يمثلان حاجة البلد والمنطقة في ذلك الوقت، والتجارة قديما تهتم باستيراد الارز والسكر والشاي والاقمشة الصوفية والقطنية نسائية ورجالية، فيما كانت الكويت مصدرا رئيسيا للتجارة وكانت تصدر الى السعودية والعراق وايران وكذلك كان فيها تجارة موسمية وهي الذهاب عن طريق السفر الى الهند لجلب البضائع ومواد البناء والموسم الثاني يتمثل في استخراج اللؤلؤ، وكان التاجر الكويتي يتبادل العمليات التجارية مع زملائه التجار عبر الكلام، وكان الدلالون مختصين دون اي عقود مع وزارة التجارة لأنه لا يوجد وزارة في ذلك الوقت، وكان كل دلال له مجال خاص به دون اي ارتباط مع الحكومة، ونشط في ذلك الوقت تهريب الذهب من الكويت الى الهند.
ويضيف الفقيد في حديث سابق له: «بعد ذلك زادت تجارة الذهب فصاروا يرسلونا في السفن، وكانت لي حادثة طريفة في تجارة الذهب فعندما كنت صغيرا وطلبت من والدي أن أسافر وأتاجر في الهند بالذهب أرسلني مع ابن عمي. وكانت هذه أول رحلة تجارية اقوم بها وقبل صعودنا الى السفينة قمنا بإخفاء الذهب في أسرتنا في لحظة صعودنا الى السفينة قاموا بتفتيش كل سرير لأنهم عرفوا كيف يتم تهريب الذهب، وفي هذه الأثناء قمت بلف «الشراشف» على سريري القطني وقلت لهم انها شراشف فبصم مسؤول التفتيش سامحا بدخولي، أما ابن عمي ومن معه فقد رجعوا بما يملكونه من ذهب وهذه الحادثة لا أنساها».ويتحدث الراحل العم خضير المشعان عن اول عمل تجاري قام به فيقول: كنت أتاجر مثل تجارة الوالد في المواد الغذائية ومواد البناء والذهب، وكانت اسعار الذهب عالمية ترتفع وتهبط ولها دلالون مختصون، وكنا نستورد الخضار والفاكهة من العراق وايران، بعد اكتشاف النفط اختلف الامر فقلّت حركة السفن وبعد استخراج واكتشاف اللؤلؤ الصناعي الياباني بدأ الغوص على اللؤلؤ يقل، والبترول غير الأحوال وأصبحت التجارة اكثر توسعا.
وعن رأيه في التجارة الحالية يذكر الفقيد الراحل: للأسف التجارة الآن غير منظمة والإنسان في الكويت يستطيع ان يعمل في كل انواع التجارة فهناك من هو مختص في مواد البناء ولكنه يعمل في مجالات اخرى، واختلطت الأمور وأصبح التاجر يستورد كل شيء، فالآن المصانع مفتوحة في الكويت وكل مصنع لديه أيد عاملة.
الضرائب والخصخصة
وكان للعم الراحل خضير المشعان موقف من فرض الضرائب والخصخصة في الكويت، فبالنسبة الى الشق الاول أيد فرضها «اذا كانت تصرف على خدمة البلد ويجب ان تكون بطريقة منظمة واذا راقبت الحكومة الأمر مراقبة جيدة وحمايتها من الشركات من كل تاجر مستعد لدفع الضريبة» اما رأيه بالنسبة للشق الثاني فاعتبر ان «الخصخصة واجبة والحكومة عندها تخمة من الشركات والخصخصة ستزيد من العمل التجاري والحركة التجارية والحكومة هي للحكم وليست للتجارة والتدخل في كل صغيرة وكبيرة».
رحم الله العم خضير المشعان وأسكنه فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان، «إنا لله وإنا إليه راجعون».
مسيرة حافلة بالعطاء
تمكن نادي الكويت في عهد الفقيد الراحل العم خضير المشعان من التعملق لمدة طويلة في سماء الرياضة الكويتية في فترة السبعينيات في شتى المجالات.وفي تلك الفترة كان نادي الكويت الأكثر امدادا ليس للمنتخب فقط بل لتاريخ الرياضة الكويتية بالأسماء اللامعة.
ففي الكرة الطائرة تربع الكويت على عرش اللعبة دون منازع طوال فترة أواسط السبعينيات بقيادة علي شعيب وأحمد العواد وعلي السجاري ومبروك المعتوق.وفي السلة كان الكويت أحد أقطاب اللعبة بقيادة عبدالسلام شعيب وغسان العصفور وفواز العون.
وفي السباحة قدم النادي ألمع الأسماء التي لم تزل خالدة في الأذهان والتاريخ بأرقامها القياسية، أما في كرة القدم فالأبيض في وقتها كان من أقوى الأندية في قارة آسيا بأسرها وكان العمود الفقري للأزرق بوجود أسماء لامعة جدا مثل: أحمد الطرابلسي وسعد الحوطي وعبدالعزيز العنبري وابراهيم دريهم ومحمد عبدالله.
موجة حزن تعمّ نادي الكويت
أجمع عدد من اعضاء الجمعية العمومية لنادي الكويت على
المناقب العديدة للمرحوم خضير المشعان ودوره في تأسيس النادي وعطائه اللامحدود، مشيرين الى انه عاش في حقبة زمنية جميلة مرت بها الرياضة الكويتية تسيدت عبرها رياضة المنطقة فكانت في مقدمة دول القارة.
وقال فاضل عبيد لقد كان ملتزما منذ ان كان لاعبا بفريق كرة السلة عندما كان يسمى نادي الكويت بالنادي الأهلي فكان اول اللاعبين حضورا واكثرهم حماسا، فظل لاعبا فترة الخمسينيات والستينيات قبل ان يتغير اسم النادي الى اسمه الحالي ليترأس اول مجلس ادارة للفترة من 1965 حتى 1972، وكذلك الفترة من 1974 حتى 1981، ثم مارس لعبة كرة الطائرة الى جانب السلة اذ ان السائد في الأيام السابقة امكانية اللعب في اكثر من فريق.
من جانبه، قال محمد القندي ان المشعان من خيرة الرجال، واتذكر انه كان لاعبا أساسيا ابان زيارة فريق شنغهاي الصيني الى البلاد في الستينيات وكان خلوقا وذا روح رياضية عالية ولم يحصل ان خدش حياء احد من زملائه ويعتبر من اصحاب الأيادي البيضاء على الرياضة في الكويت بشكل عام ونادي الكويت بشكل خاص وكان من محبي النادي ومن المتابعين لنتائج الفرق بصفة مستمرة.
المرزوق: من أصحاب الأيادي البيضاء
رثى رئيس نادي الكويت عبدالعزيز المرزوق الفقيد الراحل العم خضير المشعان قائلا: تلقينا ببالغ الحزن والأسى وفاة أحد رجال الكويت الأبرار، الذين شهدوا طفرة الحركة الرياضية، وكان من أصحاب الأيادي البيضاء في تأسيس نادي الكويت.وأضاف: لم يبخل الفقيد الغالي على اللاعبين بالنصح والإرشاد، وما تلك الثمرات التي نحصدها أخيرا إلا ثمرة ما زرعه هؤلاء الرجال، نسأل المولى عز وجل أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويسكنه فسيح جناته.