مبارك الخالدي
من المقرر ان يستكمل مجلس الوزراء في جلسته التي ستعقد اليوم بحث التصورات التي سيقدمها وزير الشؤون الاجتماعية والعمل د.محمد العفاسي حول التعديلات المطلوبة على القوانين الرياضية لإقرارها بشكل نهائي واحالتها الى مجلس الامة وارسال تعهد رسمي بذلك الى اللجنة القانونية التابعة للجنة الاولمبية الدولية.
وكان المجلس قد وافق في جلسته الماضية من حيث المبدأ على طلب العفاسي بتعديل القوانين الرياضية المتعارضة لتتواءم مع مثيلاتها في الميثاق الاولمبي الدولي بعد ان استمع المجلس لنتائج الزيارة التي قام بها موفدا سمو رئيس الوزراء الوزير العفاسي ومدير عام الهيئة العامة للشباب والرياضة فيصل الجزاف الى سويسرا واجتماعهما مع رئيس اللجنة الاولمبية الدولية د.جاك روغ، وهو الاجتماع الذي أسفر عن تمديد المهلة حتى نهاية ديسمبر المقبل، شريطة ان تقدم الحكومة تعهدا رسميا بالعمل على اجراء التعديلات على ان يصل هذا التعهد بشكل رسمي الى الادارة القانونية التابعة للجنة الاولمبية الدولية قبل نهاية الشهر الجاري ضمانا لسريان مفعول فترة التمديد الجديدة.
اللجنة المشتركة
واذا ما جاز لنا تسمية اللجنة المشتركة والتي تم الاتفاق بين الجانبين الكويتي والدولي على تشكيلها بلجنة تقصي حقائق تقوم بالبحث والمقارنة بين ملفين قانوني 42/78 و5/2007 المحليين من جهة والميثاق الاولمبي الدولي من جهة اخرى، والكشف عما اذا كان هناك تعارض بين النصوص والبنود والفقرات في أي منهما من عدمه فإن عملها منوط بإرسال التعهد الكويتي بصفة رسمية أولا.
ومن المتوقع ان يتم الاعلان عن اعضاء هذه اللجنة فور الانتهاء من الخطوة الاولى ووصول التعهد الى مقر اللجنة الاولمبية الدولية كخطاب حسن نوايا وجدية من الجانب الكويتي، الامر الذي تراه اللجنة الاولمبية الدولية مهما لاستعادة الثقة في هذا الاتجاه، خصوصا ان الوزير اقر بأن الجانب الدولي لديه اعتقاد ان الوزراء السابقين لم يوفوا بالتزاماتهم.
ولعل ما اعطى اهمية لجلسة مجلس الوزراء اليوم هو التحفظ الذي أبدته لجنة الشباب والرياضة بمجلس الامة بعد اجتماعها مع الوزير ومدير الهيئة وما صاحب ذلك الاجتماع من ردود افعال كانت واضحة وجلية وهي اصرار اعضاء المجلس على معرفة ماهية التعديلات المطلوبة قبل الموافقة عليها، الامر الذي ألقى بظلال من الاختلاف بين الوزير من جهة واعضاء اللجنة من جهة اخرى، فالاول اشار الى ان اللجنة المشتركة والمتفق عليها مع اللجنة الاولمبية الدولية هي التي تقرر ان كانت هناك اختلافات مع الميثاق الاولمبي الدولي أم لا، وعليه لابد من انتظار نتائج ورشة عمل هذه اللجنة والتي قد تقر بعدم وجود تعارض وعندها لا حاجة لإجراء اي تعديلات، لكن وجهة النظر هذه لم تلق قبولا لدى اعضاء لجنة الشباب والرياضة، بل انها ذهبت الى مدى ابعد باستنكارها تقديم تعهد ملزم من الجانب الكويتي، الامر الذي قد يعتبر تنازلا امام اللجنة الاولمبية الدولية من حيث المبدأ وهو امر مرفوض بحسب رأي لجنة الشباب والرياضة.
الجزاف في إجازة
في ظل هذه الاجواء المشــحونة والحساسة خرج مدير عام الهيئة العامة للشباب والرياضة فيصل الجزاف بإجازة دورية اعتــبارا من صباح امس موكلا ادارة الهيئة لنائبه جاسم يعقوب في اشارة تعكس احد أمرين، اما وثوقــه بصلابـــة الموقـــف الحكـــومي واطــمئنانه بصــدور التعــهد الرسمي.
الامر الذي يمنح جميع الاطراف فرصة للعمل مجددا لحلحلة هذه الازمة، أو ان هناك من اشار عليه بأخذ قسط من الراحة لالتقاط انفاسه بعد مجهود كبير ومتواصل قام به منذ توليه مهامه فـي الـ 25 من نوفمبر 2008.