في الوقت الذي يستعد فيه العداءان الجامايكي اوسان بولت والأميركي تايسون غاي للمنافسة المرتقبة بينهما في سباق 100 متر في بطولة العالم الـ 12 لألعاب القوى في برلين من 15 إلى 23 الجاري، يغيب نخبة من النجوم البارزين عن البطولة.
ويشهد المونديال غياب كل من الإثيوبي هايلي جبريسلاسي حامل الرقم القياسي العالمي لسباق الماراثون وبرايان كلاي حامل اللقب الأولمبي للمسابقة العشارية والصيني ليو شيانغ نجم سباقات الحواجز والألمانية إيرينا ميكيتينكو نجمة سباقات الماراثون بالإضافة لأسماء أخرى بارزة.
ويأتي الصراع بين بولت وغاي على لقب سباق 100 متر في بطولة العالم بعد عام واحد من خروج غاي صفر اليدين من الدور نصف النهائي، وسيكون السباق بينهما في برلين هو الأقوى هذا العام.
أما جبريسلاسي نجم الماراثون فكانت له أولويات أخرى، حيث قرر المشاركة في ماراثون برلين خلال سبتمبر حيث سبق له أن حقق رقما قياسيا عالميا جديدا في العامين الماضيين.
كما اختار البطل الأولمبي سامي وانجيرو المشاركة في ماراثون شيكاغو في 11 أكتوبر المقبل بدلا من بطولة العالم. وقال: «خطتي هي تحسين رقمي الشخصي وسيكون سباق ماراثون شيكاغو أفضل فرصة بالنسبة لي من أجل تحقيق ذلك».
ويغيب عن سباق 110 أمتار حواجز آخر بطلين للعالم حيث يواصل ليو شيانغ بطل العالم 2007 برنامجه العلاجي والتأهيلي بعد الإصابة التي تعرض لها في وتر أخيل والتي أجبرته على عدم المشاركة في السباق خلال أولمبياد بكين 2008، كما يغيب الفرنسي لادجي دوكور بطل العالم عام 2005 بسبب الإصابة أيضا.
وقال فينج شيويونغ نائب مدير المركز الإداري الصيني لألعاب القوى إن «التدريبات التأهيلية التي يجريها ليو (شيانغ) حاليا مهمة للغاية بالنسبة له ولا نريد أن تتوقف بمشاركة ليو في بطولة العالم ببرلين. ولذلك من الأفضل بالنسبة له أن يتابع البطولة عبر شاشات التلفزيون».
وتتضمن قائمة الغائبين عن البطولة أيضا الروسي أندري سيلنوف حامل اللقب الأولمبي لمسابقة الوثب العالي والأميركي برايان كلاي حامل اللقب الأولمبي في المسابقة العشارية والألماني بول شاردر نجم المسابقة العشارية أيضا.
وقال شاردر (22 عاما) إن حلمه في خوض المسابقة أمام مواطنيه في ستاد برلين الأولمبي تبدد.
صدمة لألمانيا
وكانت الصدمة الأكبر لألمانيا هي انسحاب العداءة ميكيتينكو حاملة اللقب العالمي لسباق الماراثون وأسرع سيدة في العالم هذا العام.
وقالت ميكيتينكو الفائزة بلقب ماراثون لندن مرتين، إنها لن تستطيع المشاركة في بطولة العالم بسبب وفاة والدها في نهاية يوليو الماضي.
كما تغيب عن البطولة النجمة الألمانية كارولينا بطلة العالم 3 مرات في المسابقة السباعية، والتي تشارك حاليا في الوثب الطويل.
وتغيب كلوفت بسبب الإصابة في الأربطة، كما تغيب السويدية سوزانا كالور عن سباق 100 متر حواجز بسبب الإصابة أيضا.
وتفتقد البطولة أيضا البريطانية كيلي سوثيرتون صاحبة الميدالية البرونزية للمسابقة السباعية في أولمبياد أثينا 2004، والفائزة بالبرونزية في بطولة العالم الاخيرة في مدينة أوساكا اليابانية، بسبب الإصابة في عقب القدم.
بينما لم يتماثل النيوزيلندي نيك ويليس للشفاء بعد العملية الجراحية التي أجراها في مفصل الفخذ، ولذلك سيغيب عن سباق 1500 متر الذي أحرز ميداليته الفضية في أولمبياد بكين. كما يغيب العداء المغربي الأصل البحريني الجنسية رشيد رمزي بسبب إدانته بتعاطي المنشطات في أولمبياد بكين والتي فاز فيها بذهبية سباق 1500 متر.
وكان رمزي واحدا من عدة لاعبين ثبت تعاطيهم عقار «سيرا» المنشط خلال إعادة اختبارات المنشطات على العينات التي أخذت من اللاعبين في الأولمبياد.
انسحاب باول وفرايجر
على صعيد متصل، انسحب اسافا باول حامل الرقم القياسي السابق في سباق 100م والبطلة الاولمبية في المسافة ذاتها شيلي آن فرايجر من المنتخب الجامايكي، حسبما أعلن أمين عام الاتحاد الدولي الفرنسي بيار ويس.
وعوقب باول وفرايجر من قبل إداريي المنتخب الجامايكي لأنهما رفضا المشاركة في التدريبات الجماعية للمنتخب في نورمبرغ، وبقيا مع مدربهما الخاص ستيفن فرانسيس في معسكرهما التدريبي في مدينة لنيانو سابيادورو الايطالية.
أكثر من ألف اختبار منشطات
أعلن الاتحاد الدولي لألعاب القوى أنه سيتم اجراء أكثر من ألف اختبار للكشف عن المنشطات قبل وخلال بطولة العالم.
وأوضح الاتحاد أنه سيتم سحب أكثر من 600 عينة دم قبل انطلاق البطولة السبت المقبل، ثم 400 عينة دم وبول أخرى خلال البطولة. وسيجرى حفظ العينات تحسبا لإعادة تحليلها وستوضع في بيانات الدم الخاصة باللاعبين والتي أعلن الاتحاد الدولي عن بدء تطبيقها اعتبارا من بداية العام. وذكرت صحيفة «تاغشبيغل» الالمانية أن الاتحاد الدولي أكد أنه لم يحلل أي عينات خلال العام الحالي، حتى الآن، في القارة الأفريقية التي ينتمي لها أبرز نجوم سباقات العدو. وصرح كريس بوتلر، المتحدث باسم لجنة مكافحة المنشطات، للصحيفة بأنه كان من المستحيل إجراء تحاليل لعينات الدم في أفريقيا بسبب مشكلات الانتقال وافتقاد المعامل المعتمدة في القارة. بيد ان الصحيفة نقلت عن خبير المنشطات السويدي بينجت سالتين قوله إن هذا شيء «يثير الدهشة.. وغير مقبول». ويشارك حوالي 2100 لاعب ولاعبة، من أكثر من 200 دولة، في أكبر بطولة عالمية تقام خلال عام 2009. وقال رئيس الاتحاد الدولي لالعاب القوى السنغالي لامين دياك إن برنامج مكافحة المنشطات سيحمي اللاعبين الملتزمين «كي نلتقي في برلين ونحتفل بإنجازاتهم». وأضاف «أما بالنسبة للرياضيين الذين لايزالون يعتبرون أنهم بحاجة إلى الاحتيال للإفلات من عينات الدم والبول التي تجمع خلال البطولة، فإن عيناتهم ستحلل وتخزن من قبل الاتحاد الدولي تحسبا لإعادة تحليلها في المستقبل لدى ظهور طرق جديدة.
استبعاد أي عداء يخطئ في الانطلاق
عدل الاتحاد الدولي لالعاب القوى امس قانون الانطلاق الخاطئ، حيث سيتم استبعاد اي عداء يخطئ من المحاولة الاولى. وصوت 97 عضوا خلال اجتماع الهيئة العامة لمصلحة تعديل القانون، مقابل 55 صوتا ضد التعديل، فيما امتنع 6 اعضاء عن التصويت. وكان الاتحاد الدولي قد تبنى في 2003 تعديلا يقضي بالسماح للعداء الذي يحقق انطلاقا خاطئا في المشاركة مجددا في الانطلاق الثاني، لكن اي خطأ جديد سيكون ثمنه استبعاد صاحبه حتى وان لم يكن العداء الذي اخطأ في المرة الاولى. وسيبدأ تطبيق القانون الجديد اعتبارا من اول يناير 2010.
وعلق رئيس الاتحاد الدولي السنغالي لامين دياك على هذا التعديل قائلا «لن يكون في 2010 دورة العاب اولمبية او بطولة عالم، وبالتالي ستكون الفرصة متاحة للعدائين للتأقلم مع القانون الجديد».
وجاء تصريح دياك ليرد على الذين انتقدوا هذا التعديل لانهم يعتبرون ان العدائين المخضرمين سيجدون صعوبة بالغة في التأقلم مع هذا القانون المطبق في بطولة الجامعات الاميركية منذ 30 عاما.