ناصر العنزي
مثلما ينصح خبراء التغذية الصائمين بالافطار الخفيف حفظا للمعدة، فالكتابة ايضا في رمضان يفضل ان تكون سهلة الهضم حتى لا يصاب القارئ بالعسر الفكري، خصوصا ان الكاتب لم يعد وحده في الميدان بعد الطفرة غير المسبوقة في الصحف والانتشار الكاسح للمواقع والمنتديات الالكترونية، فبكبسة زر واحدة يمكنك ان تنتقل من خبر الى مقالة في اقل من دقيقة، وعلى المستوى الشخصي فكلما يهل علينا شهر الخير تدور بي الذاكرة الى احداث كثيرة ومتنوعة على الصعيد المهني في الصحافة الرياضية، اتذكرها سريعا بأفراحها واتراحها، واقول في نفسي كيف مرت هذه السنون سريعا؟ فمازلت اتذكر حتى الآن عندما كنت صحافيا مبتدئا في الزميلة «السياسة» عندما طلب مني الزميل فيصل القناعي في ابريل 1990 الذهاب الى مبنى اللجنة الاولمبية لتغطية مؤتمر صحافي عاجل للشهيد فهد الاحمد رحمه الله رئيس اللجنة الاولمبية ورئيس اتحاد كرة القدم، فقلت له: انا؟ فذهبت وانا غير مصدق ان اسمي المبتدئ سيكتب على تغطية خاصة للشيخ فهد الاحمد، ذلك الاسم الذي يرتعد منه الخصوم احتراما وتقديرا، وجلست بين رؤساء الاقسام والاسماء المعتقة في الصحافة بانتظاره، ومن شدة ارتباكي وخجلي لم اذهب للسلام عليه واكتفيت بالنظر اليه ورمقني هو بالتفاتة مصحوبة بابتسامة، فكان اجمل ما خرجت به من تغطيات واخبار ورؤى فنية في الصحافة، والآن اسأل نفسي: ماذا لو كان الشهيد فهد الاحمد حيا بيننا؟ هل سيكون حالنا الكروي مثلما هو عليه؟ وهل يجرؤ الاتحادان الدولي والآسيوي على ايقافنا؟ حقا ان القيادة لا تتوافر الا في الحكماء والفرسان.
> تدور بي الذاكرة في رمضان وتقفز الى ذهني ندية واثارة المباريات في الدوري والكأس بعد الافطار، خصوصا بين اللدودين القادسية والعربي، وكيف كنت احمل همي في جيبي الايمن وهم القارئ في الجيب الايسر، ماذا عساي اقدم له من تحليل فني خال من التقليدية وأصف له «مانشيت» يجبره على القراءة حتى النهاية؟ فاذا اردتم مانشيتات مميزة فأعطونا مباريات قيمة يرحمكم الله.