حامد العمران
نعود اليوم من جديد في فقرة «أبناء وآباء»، وسنسلط الضوء على لاعب منتخب الشباب لكرة اليد ونادي النصر بدر الرندي الذي يعتبر من ابرز اللاعبين الصاعدين في الموسمين الأخيرين، حيث انه يشغل مركز الجناح الأيسر، وما يميزه بأنه ينفذ كل ما يطلبه منه المدرب دون أي اعتراض، حيث انه في بعض الأحيان تتم الاستعانة به للعب في مركز صانع الألعاب ويؤدي الدور المطلوب منه على اكمل وجه، بل وفي اغلب الأحيان يسرق الأضواء لتميزه في الكثير من المباريات.
ومن اهم النقاط التي يجب ذكرها في موضوعنا ان الرندي الابن تعلم أصول لعبة كرة اليد وفنياتها على يد والده نايف الرندي الذي كان أميز اللاعبين في جميع منتخبات المراحل السنية وكان يشغل مركز الجناح الأيمن على اعتبار انه يلعب بيده اليسرى.
وكان الرندي الأب قد التحق بنادي النصر عام 1978 وكانت نيته الاشتراك في لعبة كرة القدم، ولكن المدرب المصري محمد الريس خطفه بين العشرات من اللاعبين واخذه من يده من ملعب القدم إلى ملاعب اليد لتكون انطلاقة نجم من العيار الثقيل بلعبة كرة اليد ليتدرج الأب في فرق المراحل السنية وتم استدعاؤه للفريق الأول من قبل المدرب المصري علي عبدالهادي وعمره لم يتجاوز الـ 18 عاما.
ويعتبر النصر في ذلك الوقت من الفرق القوية والمنافسة على البطولات المحلية ويعج بالنجوم من العيار الثقيل أمثال اللاعبين الدوليين صالح ضايف وماجد سلطان والحلو فرهود والحارسين فرج مبارك وخميس عاشور إلى جانب بعض اللاعبين الشباب ومنهم باسم ضايف، وكان الاب نايف الرندي قد اختير لمنتخب الناشئين عام 1982 بقيادة المدرب عيد صالح، ثم تم اختياره لمنتخب الشباب عام 1985 وشارك في بطولة العالم في فنلندا، وبعدها تم اختياره للمنتخب الأول، وفي العام 1993 أصيب في الرباط الصليبي وكانت مشاركته متقطعة بسبب الإصابة ليقرر الاعتزال عام 1996 ويتجه بعدها إلى التدريب.
وكان نايف الرندي غالبا ما يصطحب أبناءه الثلاثة إلى النادي وهم عبدالعزيز وبدر وفهد، وكانوا في البداية متفرجين إلى أن طلبوا بانفسهم مزاولة اللعبة، إلا أن عبدالعزيز وفهد لم يستمرا والوحيد الذي اكمل المشوار بدر الذي صقل مهاراته من الناحية الفنية والده باعتبار انه الأب وله نظرة ثاقبة بابنه حول مركزة من الجناح الأيسر إلى مركز صانع الالعاب.
ورفض بدر في البداية الفكرة وفضل مركز الجناح ولكن إضرار الاب جعل الابن ينصاع للأمر ويلعب في المراحل السنية بمركز صانع الألعاب واحيانا في الجناح ليتم اختيار بدر لمنتخب الناشئين عام 1988 وبعدها لعب مع منتخب الشباب وبات الآن الرندي الابن احد نجوم الدوري، وقد جاءته بعض العروض في الموسم الماضي من بعض الأندية المحلية ولكن النصر فضل بقاءه مع فريقه.
وبمقارنه سريعة ما بين الابن والأب يتميز الاثنان بالهدوء في الملعب والسرعة في التحول ما بين الدفاع والهجوم لتنفيذ الهجوم المرتد، ولكن يتميز بدر عن والدة باتخاذ القرار الصعب بالدخول على المرمى من زاوية ضيقة إلى جانب إجادة الابن اللعب في أكثر من مركز.