القاهرة ـ سامي عبدالفتاح
تبدو منتخبات الجزائر وتونس وساحل العاج والكاميرون على مشارف التأهل الى نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا عام 2010 قبل انطلاق الجولة الخامسة اليوم وغدا من التصفيات المؤهلة الى العرس الكروي العالمي ونهائيات كأس امم افريقيا المقررة في انغولا مطلع العام المقبل.
وتقام اليوم 4 مباريات حيث تستضيف زامبيا مصر بينما تلتقي مالاوي مع ساحل العاج والكاميرون مع توغو والجابون مع المغرب فيما تستأنف باقي مباريات التصفيات الافريقية غدا. ويحل الفراعنة ضيوفا على زامبيا في مدينة شيليلابومبوي في مباراة صعبة لا بديل للمصريين فيها عن الفوز اذا ما أرادوا الحفاظ على آمالهم في بلوغ النهائيات للمرة الثالثة بعد عامي 1934 و1990 وكلاهما في ايطاليا.
ويحتاج منتخب ساحل العاج الى نقطة واحدة من مبارياته ضد مالاوي التي تحتل المركز الاخير في المجموعة الخامسة لبلوغ نهائيات كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها. ويقود خط هجوم المنتخب العاجي ثنائي تشلسي الانجليزي ديدييه دروغبا وسالومون كالو، في حين يغيب عنه مدافع مانشستر سيتي كولو توريه ومهاجم غلطة سراي التركي عبدالقادر كيتا. اما الكاميرون المتجددة منذ ان عين الفرنسي بول لوغوين مدربا لها فتستضيف توغو بقيادة نجم مانشستر سيتي ايمانويل اديبايور في مباراة قوية. ونجح لوغوين منذ ان استلم منصبه الصيف الماضي في الصعود بمنتخب الاسود غير المروضة من قاع الترتيب الى الصدارة بعد فوزه ذهابا وايابا على توغو مفاجأة المجموعة. وستخطو الكاميرون خطوة كبيرة نحو النهائيات في حال فوزها على توغو، ونجح المغرب في التغلب على الغابون في عقر دار الاخيرة.
مهمة انتحارية
وفي الثالثة عصر اليوم يخوض منتخب الفراعنة مواجهته المصيرية والمرتقبة امام زامبيا، وهو اللقاء الذي لا يقبل بأي حال من الاحوال القسمة على اثنين، نظرا لاحتياج الفراعنة الى نقاطه الثلاثة من اجل مواصلة المنافسة الحقيقية على حجز بطاقة التأهل بالمونديال، وكذلك شدة احتياج المنتخب الزامبي للفوز باللقاء لضمان المشاركة في بطولة كأس الأمم الافريقية التي ستقام بانغولا العام المقبل.
وقد ازدادت المهمة صعوبة على لاعبي المنتخب المصري وجهازهم الفني بقيادة المعلم حسن شحاتة بعد الحزن الذي خيم على الشارع المصري بسبب خروج منتخب مصر للشباب من منافسات دور الـ 16 لبطولة كأس العالم المقامة حاليا بأرض الكنانة، لذلك اصبح فوز الفراعنة في لقاء اليوم والتأهل للمونديال مطلبا شعبيا وحقا أصيلا لكل مصري خلال هذه الفترة، علما بأن اى نتيجة غير الفوز في مباراة زامبيا فستتسبب في ضياع هذا الحلم، وستزيد جراح جماهير كرة القدم المصرية التي مازالت تتمسك بأمل صعود منتخب بلادها الى المونديال والمشاركة في هذا الحدث العالمي، وقد وضع الجهاز الفني لمنتخب مصر بقيادة حسن شحاتة في أولويات خطته للمباراة بشكل عام ان يخوض اللقاء بطريقة هجومية مع التأمين والحذر الدفاعي والضغط على الفريق المنافس منذ الوهلة الأولى عند انقطاع الكرة من لاعبينا، وهذا الفكر تحديدا كان المحور الأساسي بتدريبات المنتخب طوال فترة معسكر 6 اكتوبر، وكذلك خلال التدريبات التي سبقت المباراة في لوساكا وشيبلو مبولاي.
كما اعد شحاتة ورفاقه بالجهاز الفني اكثر من فكر خططي لهذه المباراة، خاصة انها من المباريات المصيرية والفاصلة، ولكن لن يفصح شحاتة عن اي معالم لهذه الخطط، حيث ستظهر كل هذه الامور وبوضوح خلال احداث اللقاء.
وقد اطمأن الجهاز الفني على مستوى جميع اللاعبين بمعسكر 6 اكتوبر الى حد بعيد، في حين استكمل باقي الامور الفنية الاخرى خلال التدريبات التي أجراها الفريق في زامبيا، وكان شحاتة قد اجتمع باللاعبين قبل المران الختامي الذي أجراه الفريق بالأمس على الملعب الذي سيشهد اللقاء مؤكدا لهم ان كرة القدم لعبة بطبيعتها تعمر بالمفاجآت، لذلك عليكم أولا أداء ما هو مطلوب منكم لعبور هذه العقبة بسلام، كما يجب ان تضعوا في حساباتكم ايضا ان منتخب زامبيا ليس سهلا، بدليل نجاحه في التعادل امامنا (1-1) بأولى جولاتنا بهذه التصفيات على الرغم من ان اللقاء اقيم بالقاهرة ووسط حضور جماهيري مكثف، كما ان المنتخب الزامبي لديه ايضا مهمة كبيرة يسعى من أجل تحقيقها وهي الوصول لنهائيات كأس الأمم الأفريقية التي تقام في أنغولا في العام المقبل، لذلك شدد شحاتة على لاعبيه بضرورة التركيز في اللقاء وعدم التفكير في الفوز بنتيجة كبيرة، وانما عليهم فقط التركيز في تحقيق الفوز اولا، وترك امر الزيادة في عدد الاهداف الى ما بعد تحقيق الفوز والاطمئنان عليه، وفي نهاية محاضرته شدد شحاتة على ضرورة استغلال كل الفرص من أجل تسجيل عدد كبير من الاهداف، مؤكدا لهم ان التفريط في أي نقطة من نقاط اللقاء سيكون معناه الوحيد هو الخروج من المنافسة والتنازل عن بطاقة التأهل للمونديال العالمي لصالح الجزائر.
التشكيل المتوقع
ومن المنتظر ان يخوض منتخب مصر لقاء اليوم بتشكيل مكون من: عصام الحضري في حراسة المرمى ومن امامه هاني سعيد «ليبرو» ووائل جمعة واحمد سعيد «اوكا»، شريف عبد الفضيل «مساكين» واحمد فتحي في الجانب (الأيمن) وسيد معوض في (اليسرى) وحسنى عبد ربه واحمد حسن ومحمد بركات في خط الوسط ومحمد ابوتريكة وعمرو زكي في الهجوم، وبهذا يتضح ان حسن شحاتة سيخوض المباراة بطريقة (3/5/2) تتحول الى (3/4/1/2) في حالة السيطرة على مجريات الامور داخل الملعب وبداية الهجوم المكثف.
في المقابل كان الفرنسي هيرفي رينارد المدير الفني لمنتخب زامبيا قد اختار 30 لاعبا للانتظام في معسكر مغلق قبل اسبوعين من موعد المباراة استعدادا لمواجهة اليوم، منهم 25 لاعبا محليا بالإضافة إلى 5 محترفين بجنوب أفريقيا وأنغولا ونيجيريا وتونس والسويد، بينما شهدت القائمة غياب الأخوان فيليكس وكريس كاتونجو أبرز نجوم الفريق، حيث يغيب الأول للايقاف بينما يرتبط الآخر بمباريات ناديه ارمينيا بيليفيلد بالدوري الألماني وقد يكون مفاجأة رينارد قبل المباراة مباشرة.
ومن جانبه اكد رينارد أنه قام بالتحضير جيدا لهذه المباراة المرتقبة واعدا بأن الفريق سيقدم أداء مختلفا امام بطل افريقيا.
شحاتة: لن أستقيل في حالة التعثر
أكد المدير الفني لمنتخب مصر حسن شحاتة أنه لن يتقدم باستقالته في حال تعثر المنتخب أمام نظيره الزامبي اليوم. وقال شحاتة في تصريحات لقناة «مودرن سبورت»: «لن أتقدم باستقالتي إذا تعثرنا أمام زامبيا، فأنا لست معتادا على الاستقالة طوال مشواري التدريبي سواء مع الأندية أو المنتخبات». وأضاف مدرب الفراعنة «إذا رأى اتحاد الكرة أنني لست كفئا لهذا المنصب فليقرروا إقالتي، ولكنني لن أستقيل».
زكي: مباراة اليوم حياة أو موت
أبدى مهاجم منتخب مصر عمرو زكي عزما كبيرا على قيادة بلاده للعبور الى كأس العالم، معلقا «غبت عن كأس القارات، ولن يفوتني المونديال»، وأوضح زكي ان مباراة اليوم تعتبر حياة او موت. وعاد بلدوزر الزمالك لقائمة منتخب مصر بعد غياب طويل بسبب إصابة كلفته الغياب عن كأس القارات، وتحدث زكي لشبكة «سكاي سبورتس» البريطانية، موضحا «الصعود الى كأس العالم حلم لا يخصني وحدي، بل تعيشه مصر كلها»، مضيفا: «يجب ان نهزم زامبيا والجزائر، يمكننا تحقيق ذلك في سبيل أحلامنا».
سعدان: مباراة رواندا الأصعب في مشوار الجزائر
يرى المدير الفني للمنتخب الجزائري رابح سعدان ان مباراة فريقه امام رواندا غدا قد تكون الأصعب في مشوار الخضر نحو التأهل للمونديال، خاصة ان الضيوف قد يفجرون مفاجأة لأنهم ليس لديهم ما يخسرونه، وقال سعدان في تصريحات لصحيفة «الخبر» الجزائرية انه يخشى تأثر لاعبيه بنتيجة لقاء مصر أمام زامبيا، مؤكدا انه أعدهم نفسيا للتعامل مع الأمر جيدا، وأضاف سعدان «مباراة رواندا مفخخة، فالمنافس ليس لديه ما يخسره، وسيدفع بكامل قوته لمباغتتنا».
وتابع «طلبت من اللاعبين احترام الخصم والتركيز طوال المباراة على تفادي الدخول مع المنافس في متاهات خارجة عن نطاق المواجهة الكروية». وعن تأثر الخضر بنتيجة مباراة زامبيا ومصر قال سعدان «يجب ألا ننسى اننا سنواجه رواندا بعد سماعنا بنتيجة زامبيا امام مصر، وأخشى ان تؤثر نتيجة المباراة على مردود اللاعبين فوق الميدان»، قبل ان يؤكد المدير الفني الجزائري انه أعد لاعبيه نفسيا لمواجهة الأمر، مشيرا الى انه يركز عمله على الجوانب النفسية التي يرى انها الأهم في الفترة الحالية.