«القديس باليرمو» موجود فبلد بالكامل أحبته عندما أحرز هدفا قبل صافرة النهاية منح به الأرجنتين فرصة مواصلة حلم التأهل إلى كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا بعد فوزها على بيرو في بوينس آيرس 1 ـ 2، قبل جولة واحدة فقط من انتهاء تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى البطولة.
وحتى وقت قصير مضى كان المهاجم المخضرم يحظى فقط بتقدير ما يعرف باسم «نصف البلاد زائد واحد»، وهو اللقب الذي يطلق على جماهير فريقه بوكا جونيورز العريق، لكنه في سن الخامسة والثلاثين فاز بموقع خاص في المنتخب الأرجنتيني الذي يديره فنيا الأسطورة دييغو مارادونا.
وهو لاعب سجل أكثر من مائتي هدف بقميص بوكا جونيورز آخرها قبل أسبوع بضربة رأس من مسافة 40 مترا، اختاره جمهور الكرة في اسبانيا، ناهيك عن الأرجنتين، كأفضل «لعبة رأسية»، فضلا عن أنه أيضا الذي سجل هدفي فوز فريق التانغو على ضيفه الغاني قبل أقل من أسبوعين في مباراة ودية.
وأصبح باليرمو هو البطل الأول في الطريق المليء بالأشواك الذي تقطعه الأرجنتين نحو جنوب أفريقيا، وتحول لقبه من «المجنون» إلى «القديس باليرمو».
وتحت أمطار غزيرة، فتح باليرمو ذراعيه للسماء ليشكر صرخة الحياة التي أعيدت لآلاف الأرواح التي عادت تحلم بكأس عالم تشارك فيه الأرجنتين. وبعد أن انتهت المباراة لم يتمكن اللاعب إلى جوار والديه ورفيقته وأبنائه من كبح دموعه، فعقب المباراة التي أقيمت على ملعب الغريم ريفر بليت، ستاد «مونومينتال» بالعاصمة، عانق باليرمو أهم الأشخاص إلى قلبه وترك العنان لمشاعره، حيث حاولت رفيقته تهدئته، بينما سعى والداه إلى إيقاف نزيف الدم الذي لايزال يسيل من أنفه إثر لعبة خشنة داخل منطقة جزاء بيرو. وعلى بعد أمتار، كان مارادونا يرقص، فرغم الأداء السيئ والإيقاع المتواضع، كانت الأرجنتين تحتفل بثلاث نقاط غالية أهداها لها باليرمو. وقال باليرمو وهو لايزال متأثرا «كان من الصعب للغاية التفكير في ان الهدف سيأتي في تلك اللحظة، إنه القدر، الذي في السماء يظهر عندما أكون أشد احتياجا إليه فيمنحني القوة، ذلك الهدف جاء بفضل من الله».
مارادونا ممتن لمعجزة «القديس باليرمو»
اعترف المدير الفني للمنتخب الأرجنتيني دييغو مارادونا أن الفوز العسير الذي حققه الفريق على ضيفه منتخب بيرو 1 - 2 كان عملا «للقديس (مارتين) باليرمو». واعتبر أسطورة كرة القدم العالمية أن أهدافه الشخصية كلاعب كانت «عادية»، بينما «باليرمو يصنع المعجزات، إنه يدخل ويلدغ، يجعلك تبتسم في أحلك المواقف». وقال مارادونا للصحافيين بعد المباراة «عندما بدأت موجة الرياح والأمطار، فضلا عن البرودة التي أصابنا بها هدف التعادل لبيرو، جاءت معجزة جديدة للقديس باليرمو الذي منحنا حياة أخرى والآن علينا الذهاب إلى أوروغواي من أجل حسم التأهل، وهو ما سنفعله بكل فخر».
مدرب بيرو: راض عن الأداء
قال مدرب بيرو ديل سولار: بقي لدي طعم المرارة، لكنني راض لأننا قدمنا مباراة جيدة، تحملنا ضغط الأرجنتين وخلقنا العديد من الفرص وكنا نستحق نتيجة أفضل. التعادل كان سيصبح نتيجة جيدة للغاية بالنسبة لنا. وأبرز ديل سولار «بعد هدف الأرجنتين الأول، انتزعنا منهم الكرة وخلقنا العديد من الفرص حتى هدف التعادل. بعد ذلك اعتمدوا هم على الكرات العرضية وأحرزوا الهدف الثاني».
بييلسا: الفضل في التأهل للاعبين
أكد الأرجنتيني مارسيلو بييلسا المدير الفني لمنتخب تشيلي أن الفضل في التأهل إلى كأس العالم يرجع للاعبي الفريق. وأشار بييلسا بعد المباراة إلى أن ما أعجبه في لاعبي فريقه كان «تمردهم» على تخلفهم بهدف في مطلع اللقاء، وقال «تأقلموا مع جميع المواقف خلال اللقاء ووصلوا إلى كأس العالم اعتمادا على أنفسهم».
رئيسة تشيلي تثني على بييلسا
أثنت الرئيسة التشيلية ميشيل باشليه على الدور الذي قام به بييلسا ولاعبي الفريق الذين قدموا «هدية كبرى» للتشيليين بالتأهل إلى كاس العالــم بعــد 12 عاما من الغياب. وقالت الرئيسة «إننا جميعا على يقين أن بييلسا قام بدور رائع وكذلك كانت استجابة الفريق وأدائه بإخراج أفضل ما لديه».
تاباريز: لم نسرق شيئاً من الإكوادور
دافع المدير الفني لمنتخب أوروغواي أوسكار تاباريز عن أداء فريقه خلال المباراة التي فاز فيها على مضيفه منتخب الإكوادور 1 - 2 وبعد أن فاز فريقه بضربة جزاء تسبب احتسابها في جدل كبير خلال الدقيقة الأخيرة من المباراة، قال تاباريز إن «هذه هي كرة القدم وعلينا أن نحياها كما هي»، مشيرا إلى أن «اليوم قاد المباراة حكم دولي يتمتع بخبرة كبيرة». كما أبرز مدرب أوروغواي أن منتخب بلاده تغلب «على منافس جيد للغاية»، رغم أن لاعبي الإكوادور «لم تسنح لهم أي فرص حقيقية» خلال المباراة.