Note: English translation is not 100% accurate
الاحتراف وحده لا يكفي والأندية أساس بناء الأزرق
الأحد
2007/1/28
المصدر : الانباء
عدد المشاهدات 1047
إيهاب شعبان
الخروج المبكر للأزرق من خليجي 18 ليس سببه قصر وضعف معسكر الاعداد بالقاهرة ولا عدم اختيار النجوم فرج لهيب وخلف السلامة وعبدالرحمن موسى، ولا اقالة الروماني ميهاي والا كان الأزرق قد تأهل قبلها بسهولة الى نهائيات آسيا، الا انه وقف عاجزا عن مجرد تحقيق فوز واحد على البحرين سواء بالكويت أو بالمنامة، ولو أقيم للأزرق معسكر في روما أو برشلونة أو في بلاد السامبا والتانغو ما حقق شيئا.
وأيضا ما ينادي به الكثيرون بضرورة تطبيق الاحتراف والتفرغ الرياضي ليس هو وحده الذي يضمن تفوق الأزرق وفوزه بكأس الخليج، فالاحتراف وسيلة مهمة للتطور الكروي، ولكنه ليس الحل السحري الوحيد ليستعيد الأزرق بريقه وقوته وعنفوانه الذي كان عليه في عهد الشهيد البطل الشيخ فهد الاحمد الذي قاد الكرة الكويتية للمجد بوصولها الى نهائيات كأس العالم وفوزها بكأس آسيا بخلاف احتكارها لبطولات الخليج.
المشكلة تكمن باختصار شديد في ان الجميع يتحاشى النظر الى حقيقة عيوبه و«عوراته» وهي بكل بساطة ان النظام الكروي «هش» فالبطولات ضعيفة ومتدنية المستوى وليس هذا فحسب بل والمسابقات غير منتظمة في مواعيدها والتأجيلات والتقديمات حسبما يرغب هذا أو ذاك، والاندية تستعين بمدربين مغمورين لا يعرف عنهم أحد شيئا وكأن أنديتنا فئران تجارب ومحطة ينتقل منها المدرب الأجنبي لمكان آخر وبراتب أعلى وأغلبهم دون المستوى، فكيف للاعبينا أن يكتسبوا الخبرات الجيدة والحنكة ليكونوا لاعبين مميزين من الطراز الدولي؟!
الفاهمون أمور الكرة يدركون تماما أن مقومات اللاعب الدولي لا تتوافر الا في عدد قليل من النجوم الذين نقول عنهم كبارا ولو جئنا بأعظم مدربي العالم ما فعل مع الأزرق الحالي أي انجاز يذكر، وقد كان الشيخ احمد الفهد صريحا وواضحا وفاهما عندما سئل في أول أيام خليجي 18 عن توقعاته للأزرق فأجاب: لو حصل على البطولة ستكون مفاجأة بحق مدوية.
ولذلك نقول ان خروج الأزرق لم يكن أبدا مفاجأة لأهل الكرة والنقاد الرياضيين، وانما كان متوقعا والصدمة سببها الاحساس بالغضب والثورة والاستياء من الأمر الواقع الذي صار عليه المنتخب الرائد في الخليج ليس أكثر!
وحتى تستعيد الكرة الكويتية عافيتها على المسؤولين بدء رحلة جديدة من التخطيط الجيد للمستقبل البعيد والقريب أساسها اهتمام أكبر وأكثر فاعلية لقطاع الناشئين والبراعم واستقدام مدربين لديهم الطموح والرغبة في النجاح، ودوري قوي منتظم، والمساواة بين الاندية في الحقوق والواجبات، وأن يؤدي مسؤولوها رسالتهم في التطوير باستقدام خبراء ولاعبين أجانب يرفعون المستوى لأنهم «المطبخ» الذي يقدم في النهاية «أزرق» لائقا بسمعة الكرة الكويتية.
وفي النهاية تبقى كلمة وهي ان صالح زكريا وفوزي ابراهيم لا يستحقان كل هذا الهجوم والانتقادات اللاذعة التي يتعرضان لها حاليا وتكفي شجاعتهما في قبول المهمة في وقت حرج هما يعلمان انها فاشلة فاشلة، ويستحقان الشكر لأنهما حركا مياها راكدة ودفعا بدماء جديدة في أوصال الأزرق ولولاهما ما حصل فهد الرشيدي وحسين الموسوي على فرصة للظهور الدولي، واللذان نرى أنهما مشروعا نجمين دوليين لو أحسنا صقل مواهبهما وحافظا على نفسيهما وأخلصا للكرة، ونقول ليست كل تجربة سوداء ومؤلمة، بل ان بها أيضا نقاطا مضيئة.
اقرأ أيضاً