ناصر العنزي
هل رأيتم فريقا يذهب الى معسكر خارجي ثم يعود ويلعب مباراة تجريبية ثم يذهب مرة اخرى الى نفس المعسكر ثم يعود لخوض مباراتين في تصفيات كأس آسيا لكرة القدم 2011 يومي 14 و18 نوفمبر المقبلين؟ هذا هو منتخبنا الازرق الذي قضى «نصف عمره» وهو يستعد خارج ارضه وأربك معه استعدادات الاندية لخوض الموسم الجديد، وعطل بفضل القائمين على شؤونه في اللجنة الانتقالية انطلاقة الدوري الممتاز فنحن ربما الدولة الوحيد التي لم يبدأ دوريها بعد، وكل ذلك من اجل مواجهة عادية امام المنتخب الاندونيسي (ذهابا وايابا)، لا تتطلب كل هذا الاستعداد المكثف وكأننا نحن من سيلاقي المنتخب الجزائري في مباراة التأهل الى مونديال 2010 وليس المنتخب المصري!
ماذا استفاد الازرق من رحلته الاخيرة الى القاهرة غير المخاشنة من المنتخبين الليبي (أولمبي) والاردني، أليس كان من الافضل اعداد اللاعبين عبر منافسات الدوري الممتاز ثم الذهاب الى المعسكر المقرر في القاهرة خلال الفترة من 28 الجاري الى 5 نوفمبر المقبل، وما ازعجنا حقيقة هو تخبط لجنة التدريب والمنتخبات في تحديد الاولويات للنهوض بالمستوى الفني للعبة فنحن بالتأكيد مع الاعداد الجيد لمنتخبنا ولكن ليس بهذه الطريقة «رايح جاي» للقاهرة، الامر الذي يبعث الملل في نفوس اللاعبين، وما كان يحدث كل هذا لو اقتصر الاعداد على معسكر خارجي قصير واشغال اللاعبين في مباريات الدوري الممتاز، لانه مثلما يقال شعبيا «الشي اذا زاد عن حده ينقلب ضده».
وفي السياق نفسه لم يكن فوز استراليا على عمان من مصلحة منتخبنا في الصراع الدائر على بطاقتي التأهل لكأس آسيا 2011 في الدوحة وحيث تقاربت المنتخبات في نقاطها ولزاما علينا ان نجمع 4 نقاط من مباراتي اندونيسيا ذهابا وايابا على اقل تقدير كي نتفرغ جيدا لمباراتي عمان في مسقط واستراليا في الكويت، فلكل مباراة ظروفها وشأنها ومنتخبنا قادر بإذن الله على التأهل فيما لو تعامل المدرب الصربي غوران توڤاريتش جيدا في المباراتين المقبلتين مع اندونيسيا في الكويت وجاكرتا.
عاشت الجماهير المحبة للمتعة الكروية يوما عصيبا مع منتخب الارجنتين انتهى بتأهل «التانغو» الى مونديال جنوب افريقيا 2010 لسببين اولهما مارادونا وثانيهما ليونيل ميسي لشعبيتهما الجارفة ولكن مارادونا الذي لم يكن لينتقد عندما كان لاعبا اسطوريا، فاجأ الحضور بعد المباراة بهجوم عنيف على منتقديه ووصفهم بالنفاية ثم اكمله بكلمة بذيئة، ساقطة جدا لا تخرج من عاقل اطلاقا، لكنه جنون العظمة خصوصا اذا كان مريضه دييغو مارادونا.