القاهرة ـ سامي عبدالفتاح
أكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية السفير حسام زكي أن هناك رغبة مصرية وجزائرية مشتركة في تهدئة الأجواء قبل المباراة الحاسمة المرتقبة بين منتخبي البلدين في الجولة السادسة والاخيرة ضمن تصفيات كأس العالم 2010 والمقرر اقامتها السبت المقبل في ستاد القاهرة الدولي.
وقال زكي إن هذه الرغبة جرى ترجمتها إلى تعاون رسمي بين الجانبين للتأكد من أن ما يحدث في ساحة التنافس الرياضي أيا كانت حدته لن يؤثر على العلاقة الثنائية المتميزة التي تربط بين الشعبين والبلدين.
وأوضح المتحدث الرسمي أن التنافس الرياضي هو أمر قائم ومعمول به في كل الدول، غير أن انحراف البعض عن أدوات التنافس السوي يمكن أن يؤدي إلى عواقب سلبية وهو ما تسعى وزارة الخارجية المصرية بشكل حثيث لإجهاضه واحتوائه.
وتابع أن الإعلام الرياضي في مصر والجزائر يتحمل مسؤولية خاصة في هذا الإطار، وينبغي أن يلم بها بشكل جيد بما يخدم الروابط الوثيقة بين البلدين وليس بما يصب في اتجاه تأجيج خلافات بعيدة أصلا عن الرياضة والروح الرياضية.
وشدد زكي على ضرورة أن يسعى جميع العاملين في الحقل الرياضي وفي المجال الإعلامي، سواء في الجانب المصري أو الجزائري، إلى تغليب الهدوء والحكمة في تعاملاتهم بشأن الإعداد للمباراة وعدم اللجوء إلى استفزاز الجانب الآخر بأمور تمس الحس الوطني للجماهير، وهو أمر غير مقبول وغالبا ما تكون له عواقب سيئة ينبغي العمل على تفاديها.
يأتي هذا البيان من وزارة الخارجية في الوقت الذي يواصل فيه منتخب مصر تدريباته السرية بعيدا عن التواجد الاعلامي والجماهيري، وكأنه قد انفصل فجأة عن الواقع المصري أو كأنه دخل مغارة بإرادته إلا من بعض الرسميين وآخرهم كان جمال مبارك نجل رئيس الجمهورية والذي حضر مران اول من امس بستاد القاهرة ونقل الى اللاعبين تحيات الرئيس مبارك.
وصول «الخضر»
الى ذلك، تصل بعثة المنتخب الجزائري إلى القاهرة مساء اليوم قادمة من إيطاليا بعد انتهاء معسكر الاخضر الذي اقامه في إيطاليا استعدادا لمباراته المصيرية امام المنتخب المصري.
وسيكون في انتظار البعثة علاء عبدالعزيز مدير العلاقات العامة في الاتحاد المصري لكرة القدم ومصاحبتها إلى أحد الفنادق المجاورة لمطار القاهرة.
وكانت وسائل الإعلام الجزائرية قد كشفت عن بوادر أزمة جديدة بين اتحاد الكرة الجزائري ونظيره المصري، حيث طلب المسؤولون الجزائريون ان يكون التدريب على ملعب ستاد القاهرة في التاسعة والنصف مساء غد بتوقيت الكويت، رغم أن المباراة ستقام في الثامنة والنصف مساء السبت بتوقيت الكويت وهو ما أثار دهشة المسؤولين المصريين.
يذكر ان المنتخب الجزائري لن يتدرب سوى مرة واحدة في ستاد القاهرة، بينما يؤدي لاعبو الفريق الجزائري مرانا خفيفا مساء اليوم بحديقة فندق الاقامة بجوار مطار القاهرة.
في شأن آخر، وصل مندوبي الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» مساء امس للقاهرة، وذلك طبقا للبيان الذي أرسله الـ «فيفا» إلى اتحاد الكرة منذ حوالي أسبوعين، على الرغم انه كان من المقرر أن يصل مندوبو الاتحاد الدولي اليوم إلا أنهم قدموا موعد الوصول ليوم واحد في إطار سعيهم لمراقبة كل الأمور قبل قدوم بعثة الجزائر إلى القاهرة، حيث يعلم المسؤولون في الاتحاد الدولي جيدا مدى الحساسية الشديدة بين الفريقين ومدى شغف كلا الشعبين بهذه المباراة التي قد تتحول إلى خلاف بين دولتين، كما قالت صحيفة «غارديان» البريطانية منذ ثلاثة أيام في أحد مقالات الرأي لمراسلها في القاهرة.
في سياق آخر، يعيش رابح سعدان ـ المدير الفني للمنتخب الجزائري ـ في حالة من القلق الشديد من حدوث أي إصابة للاعبيه، خاصة أنه لا يمر يوم إلا ويعلن عن إصابة أحد اللاعبين الجزائريين المحترفين في أوروبا وكان آخرهم حسان يبدا لاعب وسط بورتسموث الإنجليزي الذي أعلن ناديه على موقعه الرسمي أنه لم يتمكن من المشاركة في آخر مباراة للفريق في الدوري الإنجليزي بسبب إصابته، ولم يتم الكشف عن مدى خطورة هذه الإصابة ولا المدة المحددة لغياب اللاعب.
وكان الثلاثي مجيد بوقرة لاعب غلاسكو رينجرز الاسكوتلندي وكريم زياني لاعب ڤولفسبورغ الألماني وعنتر يحيي لاعب بوخوم الألماني قد غابوا عن مباراة فرقهم في الجولات الأخيرة في دوريات أوروبا المختلفة.
من جانبه، قال سعدان ردا على إصابة نجوم فريقه إنه يملك ذخيرة كبيرة من اللاعبين القادرين على تعويض غياب أي نجم في الفريق، ولكن التقارير الاخيرة عن الفريق الجزائري أكدت شفاء هؤلاء النجوم.
في غضون ذلك، نفى حازم الهواري، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة المصري الأنباء التي ترددت حول وجود خلافات مع محمد روراوة رئيس الاتحاد الجزائري عضو لجنة الانضباط بالفيفا بعد اتهام الأخير بتحريض الاتحاد الدولي لإرسال خطاب يحذر جمهور الفريقين من أحداث الشغب.
وأضاف أن الخطاب صدر للطرفين، وانه جاء نتيجة التصعيد الإعلامي على مستوى البلدين، وطالب بضرورة التعامل مع المباراة باعتبارها لقاء كرويا لمدة 90 دقيقة، و«لأننا في النهاية أشقاء».
ونفى الهواري أن يكون سمير زاهر رئيس الاتحاد المصري اتهم روراوة بالتحريض داخل الـ «فيفا» لاستصدار الخطاب، الذي يضع الجماهير المصرية تحت ضغط ويجبرها على عدم التصعيد خلال المباراة.
الجزائر توفد وزير الشباب
قررت الحكومة الجزائرية ايفاد وزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار الى العاصمة المصرية للاشراف برفقة المسؤولين المصريين على الاعداد للمباراة المصيرية بين مصر والجزائر. وقال بيان لوزارة الشباب والرياضة الجزائرية ان «الحكومة قررت ايفاد وزير الشباب والرياضة للقيام بزيارة عمل الى مصر تستمر 4 أيام يجري خلالها محادثات ويعقد اجتماعات مع عدد من المسؤولين المصريين بشأن كيفية التحكم في السير الجيد للقاء مصر والجزائر المقرر يوم السبت المقبل في ستاد القاهرة».
السودان تستضيف المباراة الفاصلة المحتملة
قال الاتحاد المصري لكرة القدم في موقعه على الانترنت امس إن الاتحاد الدولي للعبة (فيفا) ابلغه بأن السودان ستستضيف اللقاء الفاصل أمام الجزائر في تصفيات كأس العالم 2010 في حال الحاجة لاقامته. وأضاف الاتحاد المصري أن «فيفا» أجرى قرعة في زيوريخ على مكان اقامة المباراة الفاصلة بين تونس التي رشحها الاتحاد الجزائري والسودان التي رشحها الاتحاد المصري قبل أن تسفر نتيجة القرعة عن اقامتها في الدولة الواقعة جنوب مصر. وقال الفيفا عبر البريد الالكتروني لـ «رويترز» إنه سيعلن في وقت لاحق بموقعه على الانترنت اسم الدولة التي ستستضيف اللقاء الفاصل. وسيستضيف منتخب مصر منافسه الجزائري على ستاد القاهرة في لقاء يحتاج بطل افريقيا فيه للفوز بفارق ثلاثة أهداف للتأهل لكأس العالم للمرة الأولى منذ عام 1990. وفي المقابل يحتاج منتخب الجزائر للفوز أو التعادل أو الخسارة بفارق هدف واحد ليضمن الظهور في العرس العالمي للمرة الأولى منذ عام 1986.
أما إذا انتهت المباراة بفوز مصر بفارق هدفين فسيلجأ الفريقان إلى لقاء فاصل يقام في 18 الجاري.
التجديد لصقر لمدة عام بقرار جمهوري
أصدر الرئيس المصري محمد حسني مبارك قرارا جمهوريا بالتجديد للمهندس حسن صقر رئيس المجلس القومى للرياضة، ليستمر صقر في منصبه لمدة عام آخر، حيث كان مقررا ان تنتهي فترة رئاسة صقر للمجلس القومي للرياضة في يناير القادم.
وجاء قرار التجديد ليمنح الرياضة المصرية مزيدا من الاستقرار خاصة قبل المباراة المرتقبة بين منتخب مصر ونظيره الجزائري.