عبدالعزيز جاسم
«في الليلة الظلماء يفتقد البدر»، هكذا قال الشاعر العربي القديم، وهذا ما حدث في مباراة المنتخب الوطني اول من امس مع منتخب اندونيسيا بالتصفيات المؤهلة الى كأس آسيا والتي فاز فيها الازرق 2 - 1 بقدمي «بدر» المطوع الذي ظهر في وقت عصيب من المباراة ليحرز هدفين يحيي بهما الامل بعد ان كنا قد افتقدناه إثر هدف اندونيسيا، ويجب الا تنسينا الفرحة التي عشناها بالامس السلبيات التي ظهرت في خطي وسط الازرق وهجومه في اغلب فترات المباراة رغم الاستحواذ، وكذلك بعض التبديلات التي كادت تقلب المباراة رأسا على عقب، لذلك كان يجب ان نقول شكرا يا بدر الكويت، شكرا يا بدر الجمهور على القتال والاداء والمستوى الذي جعلك تصول طولا وعرضا شمالا ويمينا فنا ومهارة لأنك فعلا بدر الكويت الاول بلا منازع.
بداية قوية
ورغم ان البداية كانت قوية للازرق من خلال الضغط على مرمى اندونيسيا حيث ضاعت العديد من الفرص، الا ان سوء الحظ الذي رافق احمد عجب كان وراء ضياع اغلبها، حيث وضح من بداية الشوط الاول ان عجب غير جاهز وليس في افضل حالاته، فهو لا يستطيع ترويض الكرة امام المرمى ولا يستطيع ان يضربها برأسه فلماذا كانت المكابرة باشراكه من المدرب الصربي غوران توڤاريتش ومساعده عبدالعزيز حمادة، ولتستمر المباراة كما بدأت لكن دون تنظيم في اللعب؟!
واذا كان هذا الشوط اظهر ان المطوع سيكون على عاتقه جميع فصول المباراة فانه جاء بخبر سار بولادة نجم جديد هو عبدالله البريكي الذي سيكون له كلمة في الايام المقبلة بعد الاداء العالي الذي ظهر به وكأنه لاعب يمتلك خبرة سنوات طويلة بسبب الهدوء الكبير الذي وضح عليه في نقل الكرات بسلاسة دون ارتباك على عكس معظم اللاعبين، واذا كان اداء الهجوم سيئا في الشوط الاول فإن الدفاع كان جيدا لتألقه في منع كرات مرتدة خطيرة على الحارس نواف الخالدي، الا ان كرة الهدف الذي دخل مرمى الازرق كانت الخطأ الوحيد بسبب سوء التمركز، بينما كان فهد الانصاري غائبا عن المباراة، وادى طلال العامر المطلوب.
دقيقة العتيقي بتسعين
واذا كان المطوع نجم المباراة بلا منازع، فإن جراح العتيقي نجم التسعين دقيقة لأنه انقذ مجهود وتعب منتخب كامل بكرة واحدة في الوقت بدل الضائع بخطأ ساذج وقع فيه الحارس نواف الخالدي كاد يحرم الازرق من الـ 3 نقاط الا ان رأسية العتيقي اعادت الابتسامة الى الجماهير.
وقد بدأ غوران الشوط الثاني بتبديل سليم 100% باشراك محمد جراغ بدلا من الانصاري الا ان جراغ لم يكن في مستواه رغم تمريراته الطولية لعجب، ولكن كان الخطأ الكبير لغوران هو اخراج البريكي الذي كان النجم الثاني بعد المطوع ومصدر ضغط كبير على الخصم وادخل حمد العنزي الذي لم يكن موفقا، حتى جاءت اللحظة الثمينة بعد ان انهكت كل قوى بدر ويأخذ الكرة من منتصف الملعب ويمررها الى وليد علي ليردها الى المطوع الذي وضعها في مرمى اندونيسيا بطريقة الكبار، ولكن هل يستمر الحال في الاياب في ظل غياب فاعلية خط الوسط؟
الأزرق وصل جاكرتا ويتدرب اليوم
جاكرتا ـ حسين المطيري موفد جمعية الصحافيين
يبدأ المنتخب الوطني مساء اليوم اول تدريب في جاكرتا استعدادا للقاء منتخب اندونيسيا الأربعاء المقبل في مباراة الإياب بالتصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس آسيا 2011 التي ستقام في قطر.
وكانت بعثة الأزرق قد وصلت الى جاكرتا عصر امس برئاسة رئيس اللجنة الانتقالية المكلفة بادرة شؤون الاتحاد الشيخ احمد اليوسف وقد انتقل الوفد الى مقر اقامته بفندق السلطان احد اكبر الفنادق بالعاصمة تحت حراسة امنية حيث كانت ترافق الوفد سيارتا شرطة.
وقد منح الجهاز الطبي اللاعب بدر المطوع راحة من التدريبات اليوم وغدا للاطمئنان على اصابته التي تعرض لها خلال مباراة اول من امس، وقد اوضح د.عبدالمجيد البناي ان المطوع يعاني من تمزق عضلي بسبب الاجهاد الذي تعرض له في المباراة السابقة.
واشار البناي الى ان المطوع تحامل على اصابته طوال المباراة وقد لمسنا ذلك عندما فحصنا الإصابة وهو لاعب مخلص وشجاع ولا نريد خسارته.
واوضح عبدالعزيز حمادة مساعد المدرب ان البرنامج التدريبي سيبدأ من اليوم وقد منح اللاعبين امس راحة من التدريبات لمنحهم قسطا من الراحة بعد المجهود الكبير الذي بذل في الملعب ورحلة السفر الطويلة. واضاف ان المباراة المقبلة ليست سهلة وسنسعى للإعداد لها بصورة جيدة خاصة اننا وجدنا بعض الأخطاء في المباراة السابقة وبإذن الله سنتلافاها.
من جانبه أعرب الشيخ احمد اليوسف عن شكره وتقديره للجماهير الكويتية الوفية التي آزرت اللاعبين في مباراة الذهاب رغم الظروف الصعبة التي كان يمر بها اللاعبون.