أحرز الارجنتيني ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الاسباني لقب جائزة الكرة الذهبية لعام 2009 التي تمنحها سنويا مجلة فرانس فوتبول الفرنسية المتخصصة في كرة القدم.
وذكر موقع المجلة على شبكة الانترنت بان ميسي حصل على 473 نقطة متقدما على البرتغالي كريستيانو رونالدو (مان يونايتد ثم ريال مدريد) الذي نال 233 نقطة. وجاء ثالثا زميل ميسي في برشلونة تشافي (170 نقطة)، ورابعا زميله الآخر اندريس انييستا (149) وخامسا زميله السابق الكاميروني صامويل ايتو (حاليا مع انترميلان).
ومضت أربع سنوات على توقع المدرب الارجنتيني دييغو مارادونا ان يكون مواطنه الصغير الحجم والكبير من حيث المستوى الفني، خليفته على المستطيل الأخضر.
بدأ ميسي (22 عاما) مسيرته مع نيولز أولد بويز في الارجنتين، لكن سرعان ما لفت انتباه برشلونة الذي نقله مع عائلته الى اسبانيا عارضا عليه نفقة العلاج الطبي لمداواته من نقص في هورمونات النمو لديه مقابل التوقيع على كشوفات النادي الكاتالوني.
ويقول والد ميسي خورخي لصحيفة «ليكيب» الفرنسية: «بدون هورمونات النمو هذه، لكان طول ليونيل 1.50 متر في أحسن الأحوال لدى بلوغه سن الرشد (طوله حاليا 1.69م)».
وتسلق ميسي سلم النجاح بسرعة البرق بداية من موسم 2004-2005 وقاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم للشباب، وأصبح بعدها عنصرا رئيسيا في تشكيلة برشلونة، رغم غيابه عن خوض نهائي دوري ابطال أوروبا المظفر عام 2006 أمام ارسنال الانجليزي بعد عودته من الاصابة. وعوض الولد الرهيب هذا الغياب في مايو الماضي عندما قاد برشلونة الى لقبه الاوروبي الثالث مسجلا هدفا وبرأسه في شباك حارس مان يونايتد الانجليزي العملاق الهولندي ادوين فان در سار على ملعب روما الأولمبي.
دوره مهم
قام ميسي بدور فاعل خلال مسيرة برشلونة الناجحة في المحافظة على لقب الدوري الاسباني وفي الفوز بكأس ملك أسبانيا، وعبدت مهاراته الرائعة وقدرته المخيفة في السيطرة على الكرة الطريق له لإحراز الكرة الذهبية بعمر الـ 22، ليخلف البرتغالي كريستيانو رونالدو صاحب المركز الثاني في الترتيب، وبعد يومين على مواجهة الغريمين برشلونة وريال مدريد (1-0)، حيث قدم ميسي اداء مدهشا على أرض الملعب، في حين اكتفى رونالدو العائد من الاصابة بإضاعة فرصة ثمينة امام مرمى الحارس فيكتور فالديز.
ورغم التنافس على لقب أفضل لاعب في العالم بين ميسي ورونالدو، إلا ان طباع اللاعبين تبدو مختلفة، ففي حين يتصدر رونالدو أغلفة المجلات التي تكون بمعظمها غير رياضية ولها علاقة بحياة الترف الصاخبة، يبقى ميسي شخصا متواضعا يترك قدميه تتحدثان نيابة عنه أمام دفاعات الخصم المرتعبة منه.
وبحسب والده أيضا، فان الناس «كانت تدفع الأموال لمشاهدته يلعب مع نيولز» في صغره، ليستمر في صعوده الصاروخي، اذ أصبح بعدها أصغر لاعب يسجل في الدوري الاسباني بعمر 17 سنة 10 أشهر وسبعة أيام عندما هز شباك ألباسيتي في 1 مايو 2005.
أدرك برشلونة سريعا انه يملك ثروة بين يديه، وهو النادي الذي ضم سابقا عمالقة مثل مارادونا، الهولندي يوهان كرويف والبرازيلي رونالدو، فقام بتمديد عقده مرتين حتى العام 2014 وحدد سعر التخلي عنه بـ 150 مليون يورو، لكن كثر يعتقدون ان النادي الكاتالوني لا يمكن أن يفترق عن هذه الماسة الكروية بأي سعر كان، خصوصا ان سلوكه حتى الآن بقي جيدا مقارنة مع البرازيلي رونالدينيو لاعب وسط الفريق السابق وبطل الليالي الحمراء.
إشادة واسعة
وكتبت صحيفة «ال موندو ديبورتيڤو» المتخصصة عن ميسي: «يملك قدم مارادونا اليسرى، ايقاع كرويف وتمريرة رونالدينيو القاتلة».
وكان لافتا ان ميسي حافظ على ايقاع لعب برشلونة رغم مغادرة رونالدينيو والمهاجم الكاميروني صامويل ايتو الى ميلان وانتر ميلان الايطاليين على التوالي، لكن لابد من القول انه يلقى دعما هائلا من ثنائي الوسط تشافي هرنانديز واندريس انييستا، كما وجد في السويدي زلاتان ابراهيموفيتش لاعبا رائعا وهدافا نادرا.
وتتضمن أبرز محطات ميسي مع برشلونة ثلاثيته في مرمى ريال مدريد (3-3) عام 2007 في ملعب «نوكامب»، والهدف الخرافي الذي راوغ فيه لاعبي نادي خيتافي على طريقة هدف مارادونا في مرمى انجلترا في كأس العالم 1986.
يبقى تألق ميسي مع منتخب الارجنتين التي تأهلت بشق النفس الى نهائيات كأس العالم المقبلة، ولا شك انه مستعد لاستعادة الكأس التي أحرزها مارادونا عندما كان لاعبا عام 1986 في مونديال المكسيك، خصوصا ان المدرب خوسيه بيكرمان أبقاه على مقاعد البدلاء في ربع نهائي المونديال الأخير أمام ألمانيا الفائزة بركلات الترجيح.
ميسي: أفتخر لكوني أول أرجنتيني يفوز بالجائزة
عبر الارجنتيني ليونيل ميسي عن شعوره بالفخر بعد أن أصبح أول لاعب أرجنتيني يحرز اللقب المرموق.
وقال ميسي في حديث مع «فرانس فوتبول» الفرنسية: «انه لفخر كبير ان أصبح الارجنتيني الأول الذي يحرز الجائزة، بصراحة كنت أعلم اني من بين المرشحين الجديين لاحرازها، لأن برشلونة عاش عاما ناجحا حصد فيه جميع الألقاب، لكن لم أتوقع ان يكون الفارق كبيرا لهذه الدرجة (240 نقطة)، تعلمون أن الكرة الذهبية تشكل أهمية كبرى بالنسبة لي، كل الذين فازوا فيها سابقا كانوا من اللاعبين الكبار، وحتى بعض الكبار لم يتمكنوا من احرازها».
وعلق رودريغو شقيق ميسي المتواجد في المنزل العائلي في ضواحي برشلونة على حالة أخيه، قائلا: «ليونيل هو عبقري لكنه ليس نجما».
وأهدى ميسي (22 عاما) الجائزة الى عائلته: «لقد تواجدوا دائما عندما كنت بحاجة اليهم، لقد اختلجتهم احيانا مشاعر أقوى من مشاعري، أفكر فيهم حاليا».
وجلس ميسي مع ضيوفه على ايقاع أطفال يلعبون داخل المنزل وكلب ينبح في الجوار، وأمامهم شاشة تلفزيونية كبيرة معلقة على الحائط تبث مباراة ريال مدريد وبرشلونة الأخيرة (1 ـ 0) التي لمع فيها النجم الصغير (1.69م).
وعن مشوار بلاده الصعب في تصفيات كأس العالم قبل التأهل بصعوبة، قال عبقري خط الوسط: «لم أشك للحظة باننا سنتأهل الى كأس العالم، رغم الصعوبات التي واجهتنا خلال التصفيات».
واعتبر ميسي ان الأعوام المقبلة ستكون أصعب بالنسبة اليه: «أتمنى ان يكون العام المقبل مشابها، وان أحرز الجائزة مرتين على التوالي، لن يكون الأمر سهلا».
الترتيب النهائي
الارجنتيني ليونيل ميسي (برشلونة الاسباني) 473 نقطة، والبرتغالي كريستيانو رونالدو (مان يونايتد الانجليزي وريال مدريد الاسباني) 233، والاسباني تشافي هرنانديز (برشلونة) 170، والاسباني اندريس انييستا (برشلونة) 149، والكاميروني صامويل ايتو (برشلونة الاسباني وانتر ميلان الايطالي) 75، والبرازيلي كاكا (ميلان الايطالي وريال مدريد الاسباني) 58، والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش (انتر ميلان الايطالي وبرشلونة) 50، والإنجليزي واين روني (مان يونايتد) 35، والعاجي ديدييه دروغبا (تشلسي الانجليزي) 33، والانجليزي ستيفن جيرارد (ليڤربول) 32.
سجل الفائزين في آخر 20 عاماً
1989 الهولندي ماركو فان باستن، 1990 الالماني لوثار ماتيوس، 1991 الفرنسي جان بيار بلاتيني، 1992 الهولندي ماركو فان باستن، 1993 الايطالي روبرتو باجيو، 1994 البلغاري خريستو ستويتشكوف، 1995 الليبيري جورج ويا (ميلان الايطالي)، 1996 الالماني ماتياس زامر (بوروسيا دورتموند الالماني)، 1997 البرازيلي رونالدو (انتر ميلان الايطالي)، 1998 الفرنسي زندين زيدان (يوڤنتوس الايطالي)، 1999 البرازيلي ريفالدو (برشلونة الاسباني)، 2000 البرتغالي لويس فيغو (ريال مدريد الاسباني)، 2001 الانجليزي مايكل اوين (ليڤربول الانجليزي)، 2002 البرازيلي رونالدو (انتر ميلان ثم ريال مدريد)، 2003 التشيكي بافل ندفيد (يوڤنتوس الايطالي)، 2004 الاوكراني اندري شفتشنكو (ميلان الايطالي)، 2005 البرازيلي رونالدينيو (برشلونة الاسباني)، 2006 الايطالي فابيو كانافارو (ريال مدريد الاسباني)، 2007 البرازيلي كاكا (ميلان الايطالي)، 2008 البرتغالي كريستيانو رونالدو (مان يونايتد الانجليزي)،