- معرفي: عودة النادي لممارسة دوره وتأهيل اللاعبين والإداريين لتقبل قرارات الحكام
- الراشد: غياب رجال الأمن وعدم كفايتهم في تغطية الأحداث الرياضية من أهم الأسباب
- بوسكندر: لابد من إعادة النظر في تنفيذ العقوبات والبُعد عن المجاملات وتثقيف اللاعبين
مبارك الخالدي
في سيناريو يكاد يتكرر كل موسم، ومع اقتراب البطولات من نهايتها تحتدم المنافسات، ويظهر الشد العصبي الذي يصل في بعض الاحيان الى التهور والتعدي على الخصم، فيحدث ما لا تحمد عقباه من هوشات وإصابات، ويصل الامر أحيانا الى عمل محاضر وشكاوى.. وقد شهدت العديد من ملاعبنا في الموسم الحالي العديد من المشاجرات او الاعتداء، ومن ذلك ما حدث اول من امس في مباراة الكويت وبرقان ضمن منافسات الدوري الممتاز لكرة اليد، وكذلك مباراة القادسية والكويت في الدور ربع النهائي من كأس اتحاد الطائرة، وهو ما يعد ظاهرة غير مألوفه في تاريخ الرياضة الكويتية المبني على الاحترام وتغليب الروح الرياضية.
«الأنباء» وقفت على هذه الظاهرة واستطلعت آراء اهل المجال والخبرة، حيث اجمع عدد من الرياضيين على ان المجاملات وعدم تنفيذ العقوبات الرادعة من قبل الأندية والاتحادات هو السبب المباشر وراء تفشي ظاهرة العنف في ملاعبنا الموسم الحالي.
واشار عدد من المسؤولين الرياضيين الى ان حوادث الاعتداء على الحكام او المشاجرات بين اللاعبين والاداريين هي نتاج ثقافة سيئة لابد من القضاء عليها، مشددين على اهمية عودة النادي الى ممارسة دورة الاجتماعي والتثقيفي واعداد وتأهيل اللاعبين والاداريين لتقبل قرارات الحكام والاحتجاج بالطرق التي رسمها القانون في كل لعبة.
وعبروا عن املهم في القضاء على هذه الظاهرة السيئة عبر تكاتف الجميع لاعبين واداريين والتعاون بين النادي والاتحاد.
في البداية، قال عضو مجلس ادارة النادي العربي عبدالرزاق معرفي: للأسف هناك العديد من المسببات وراء تفشي هذه الظاهرة مؤخرا، ولكن من اهمها بحسب وجهة نظري فشل الاداريين في القيام بواجباتهم ومسؤولياتهم الصحيحة على اكمل وجه، فالاعتداء اللفظي او الجسدي على الحكام او اللاعبين هو انعكاس لبيئة المعتدي، فالرياضة اخلاق قبل ان تكون فوزا وخسارة.
واضاف: ان من اهم واجبات النادي الاجتماعية ترسيخ مفاهيم الاخلاق والتعامل الايجابي والبعد عن التعصب للقبيلة او الجماعة او الاسرة، لذلك لابد على ادارة النادي ان تسند مهام الادارة الى شخصيات مشهود لها بحسن التعامل والاخلاق، لكننا مع الاسف نشاهد الكثير من الحوادث في ملاعبنا يساهم فيها الاداري عبر تشجيعه للاعب على الخطأ والوقوف الى جانبه بدلا من ايقافه عند حده عبر قرارات ادارية صارمة تقضي بإيقافه عن اللعب لفرض هيبة الاخلاق والاحترام.
وذكر معرفي ان من اسباب تنامي هذه الظاهرة عدم تطبيق العقوبات الرادعة سواء من النادي او الاتحاد فمن امن العقوبة اساء الادب، لكن ما نراه في بلادنا امر عجيب وغريب وهو وقف العقوبات مع المناسبات الاجتماعية او الاعياد وهو مخالف لكل اللوائح وكأن الاتحاد يكافئ اللاعب او الاداري المخطئ، وهذه ثقافة سيئة للغاية فعلى الجميع احترام الخصم والحكم أيا كان قراره، ومن يتضرر من اخطاء الحكام عليه الطعن بالطرق التي رسمها القانون بدلا من التشكيك في الذمم والنوايا.
تهاون في تطبيق العقوبات
بدوره، قال امين السر العام بنادي الكويت وليد الراشد: ان ظاهرة العنف الملاحظة في ملاعبنا في الآونة الأخيرة ليست من عادات الرياضيين الكويتيين، لافتا الى ان في جميع دول العالم قوانين رادعة تفرضها الاتحادات الرياضية بحيث تضمن السلامة والامن للحكم واللاعب والاداري على حد سواء، ولكن للأسف تفتقر اتحاداتنا الرياضية الى الصرامة في تطبيق القانون ليكون رادعا لكل من تسول له نفسه تخريب الهدف السامي للرياضة وهو الاخلاق.
واضاف الراشد: ان غياب رجال الامن وعدم كفايتهم في تغطية الاحداث الرياضية هو من اهم الاسباب لتفشي ظاهرة الاعتداء على الحكام او بين اللاعبين انفسهم، فوجود رجال الامن بأعداد كافية كفيل بالحد من هذه المشاكل.
المسؤولية مشتركة
من جانبه، قال امين السر العام بنادي كاظمة يوسف بوسكندر ان ظاهرة العنف ليست وليدة اليوم ولكنها قديمة وتفشت بشكل اكبر خلال فترة الايقاف الرياضي وارتفعت بشكل كبير في كل الالعاب الجماعية والفردية وليس كرة القدم فقط.
واضاف ان النادي والاتحاد يتحملان المسؤولية على حد سواء، فعلى النادي القيام بواجبه التثقيفي للاعب والاداري قبل ان يدخل الملعب والتأكيد على ان الحكام خط احمر، كما ان للنادي صلاحية ايقاع العقوبة على اللاعب او الاداري قبل ان يقوم الاتحاد بواجبه ودوره المفروض.
واشار بوسكندر الى انه للأسف هناك مجاملات كثيرة من قبل الاتحادات في عدم ايقاع وفرض العقوبات الصارمة، الامر الذي ادى الى استمراء العديد من الاداريين واللاعبين الاعتداء على زملائهم سواء الحكام او اللاعبين وعليه لابد من اعادة النظر في تنفيذ العقوبات كما على الأندية ممارسة دورها في تثقيف اللاعبين والاداريين.