عبدالعزيز جاسم
اراد احد الخلفاء العباسيين ان يأتمن احد الاشخاص على أموال الزكاة التي تجمع من الناس، لكنه اراد ان يعرف من سيكون الامين الصادق معه، وقبل ذلك طلب ان ينشر اعلان على الملأ ويتقدم من يرى نفسه مناسبا لهذا المنصب، وتقدم الكثير فطلب قبل الوصول اليه المرور بنفق مظلم لكي يصلوا اليه وعندما وقفوا امامه طلب منهم الرقص، فرفض البعض، فيما تحرك البعض بثقل، الا واحدا كان يتحرك بخفة، فقال الملك هذا الرجل المناسب في المكان المناسب، فقالوا له لماذا؟ فرد لأن النفق كان به مال كثير، ومن رفض الرقص خشي ان يخرج صوت النقود، ومن رقص بثقل كانت جيوبه ممتلئة.
ولم يخيب مدير الكرة في الكويت عادل عقلة ظن رئيس جهاز الكرة النائب مرزوق الغانم، ولا رئيس النادي عبدالعزيز المرزوق ونائبه خالد الغانم، فكان امينا على اسرار النادي وعشقه، حتى انه لم ينبس ببنت شفه لوسائل الاعلام، ويقول ان النادي ظلمه او لم يعطه حقه، بل كان يردد دائما ان مجلس الادارة اتخذ القرار المناسب دون تعليق، ولم يتخل يوما عن الكف عن مؤازرة اللاعبين، والوقوف الى جانبهم بعيدا عن الاعلام، حتى لا يقال انه يبحث عن الشهرة او يريد مكاسب، فأثبت خلال فترة إيقافه انه يعمل من اجل النادي فقط.
وقبل قرار الايقاف كان عقلة «حائط السد المنيع» امام ضربات الخصوم والنقاد، ولم يلق بتبعات اي خسارة على اللاعبين، وكان شجاعا دائما ويتحمل الخسارة بنفسه، ويقدم المبررات والاعذار للاعبين، كي يفجروا طاقاتهم في المباراة المقبلة من اجل التعويض.ويتعامل عقلة برقي مع اللاعبين وحتى المدربين الذين كان يعلم بان ايامهم معدودة، فكان يكيل لهم المديح حتى لا يتأثر اللاعبون في اي مباراة، ولا يفقدون الثقة بأنفسهم.
وهلت بشائر الخير اخيرا على لاعبي «العميد» بعد ان علموا بعودة عقلة الى داره، وعادت معه الانتصارات، وبدايتها امام السالمية في الدوري الممتاز، بعد سلسلة من النكسات، وكيف لا وهو كان صديق اللاعبين. لذلك نقول لمجلس ادارة نادي الكويت ان قرار عودة عقلة هو «قرار عادل» لرجل قدم الكثير للابيض لاعبا واداريا.