تعاقبت السنون على مسيرة نادي كاظمة منذ بداية الانطلاقة في عام 1965 وحتى يومنا هذا ولا يزال هذا الصرح الشامخ يعزز مكانته بين الاندية المحلية والعربية والخليجية والآسيوية، ومع مرور 45 عاما على تأسيسه ظل النادي وعبر اجيال توالت وعصور سلفت وهو يؤدي رسالته على اكمل وجه وكثيرون يذكرون كيف كانت الولادة عسيرة والمخاض صعبا، وقد لا تعرف الجماهير الرياضية سوى نادي كاظمة اليوم وبما يمثل من امل وطموح وما يزخر به من شباب رياضي ومنشآت رياضية حالية، لقد تفتحت العيون على اختيار النادي ضمن افضل 100 ناد على مستوى قارة آسيا، ولكن من يدري ان وراء هذا الابداع والنجاح والتألق جهود مضنية وعمل دؤوب وكم نزف المؤسسون من العرق والدم لينشئوا هذا النادي ففي كل لبنة من منشآته قصة تروى، ووراء كل منشأة من مرافقه الرياضية صراع وتحد وطموح، وحتى تتواصل اجيالنا ويطلعوا على قصة الكفاح والممزوج بالألم والأمل بادرت كوكبة من ابناء هذا الوطن لتؤسس هذا النادي فكانت الحيرة والمعاناة في اختيار الاسم والموقع وانتقاء المؤسسين (فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا) وتكونت اللجنة التأسيسة من المرحوم احمد الفوزان، يوسف الشاهين واحمد السعدون والمرحوم عبدالله الدخيل والمرحوم يعقوب البنوان والمرحوم علي الفضالة وعبدالرحمن الغنيم وسالم البكر وعلي الحمدان والمرحوم خالد الحوطي وكان ذلك في عام 1964.
وقد تم اختيار المرحوم احمد الفوزان رئيسا ويوسف الشاهين نائبا له واحمد السعدون امينا للسر العام والمرحوم عبدالله الدخيل مساعدا لأمين السر العام، وبعد 6 أشهر استقال الرئيس لظروف خاصة وتولى نائبه الرئاسة وفي 2 نوفمبر عام 1965 تشكل اول مجلس لادارة النادي برئاسة يوسف الشاهين.
وقد تم اشهاره وفقا لاحكام القانون رقم 24 لسنة 1962 تحت رقم 31 بتاريخ 31/8/1964 ونشر بالجريدة الرسمية «الكويت اليوم» في عددها رقم 495 الصادر بتاريخ 20/9/1964.
وقد رأت اللجنة التأسيسة اطلاق اسم «كاظمة» على هذا النادي نظرا لما يشكله من رمز ودلالات وشواهد تاريخية واثرية فقد كانت كاظمة معروفة منذ العصر الجاهلي وموقع مهم جدا معروف لدى العرب وسكنته قبائل «بكر ووائل» من كبريات القبائل العربية، كما وقعت فيه موقعه فاصلة بين المسلمين والفرس وهي موقعة «ذات السلاسل» حيث انتصر المسلمون بقيادة الصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنه على الفرس بقيادة «هرمز» في شهر المحرم في 12 هجرية الموافق 623 ميلادية، وقد اشارت بعثة الآثار الدنماركية عن وجود حضارات من العصر الحجري بالقرب من «كاظمة».
جهد خارق
وقد بذل جيل الرواد جهدا خارقا في بناء منشآته وتشكيل فرقه ووراء كل منشأة قصة ويوجد على ارض النادي اكبر ستاد رياضي للاندية في الكويت ستاد «الصداقة والسلام» والذي يتسع لقرابة 30 ألف متفرج حيث استغرق بناؤه قرابة 4 سنوات منذ عام 1976 حتى 1980، ولكن لماذا سمي الستاد بهذا الاسم؟ وقد اتخذ مجلس ادارة نادي كاظمة قرارا في اجتماعه رقم 31/89 بتاريخ 16/11/1989 بتسميته بهذا المسمى تيمنا بالصداقة والسلام التي احتضنت مبادئها بطولة الصداقة والسلام للألعاب والتي جمعت شباب الامة الاسلامية من 44 دولة اسلامية ليتنافسوا على ارض الكويت خلال الفترة من 30/11 الى 12/11/1989 تنفيذا للرغبة السامية لصاحب السمو الأمير باعتباره رئيسا لمؤتمر القمة الخامس لمنظمة المؤتمر الاسلامي آنذاك وكان نص القرار ما يلي:
«قرر مجلس ادارة نادي كاظمة اطلاق اسم «الصداقة والسلام» على ستاده والنادي اذ يقوم بهذه البادرة ليعتبرها دليل وفاء وولاء لقائد مسيرتنا وراعي نهضتنا صاحب السمو الامير وسمو ولي العهد وعنوان تقدير واعتزاز لشعبنا الوفي وشهادة محبة واخاء لشباب امتنا الاسلامية عل دروب الصداقة والسلام». وقد اقيمت على هذا الستاد عدة بطولات اضافة الى النشاطات المحلية منها على سبيل المثال لا الحصر البطولة الآسيوية الخامسة لألعاب القوى من 5 الى 9/11/1983 وشاركت فيها 36 دولة بواقع 50 الى 60 لاعبا ولاعبة واداريا وفنيا فضلا عن وسائل الاعلام المحلية والعالمية والمدعوين من كل انحاء العالم والبطولة الخامسة للاندية ابطال الدوري العام لدول مجلس التعاون من 15 الى 26/3/1987 والدورة الثانية في كرة القدم للناقلات الجوية في دول مجلس التعاون من 13 الى 17/2/1988 وبطولة تصفية المجموعة الأولى للدول الآسيوية الثالثة للشباب في كرة القدم من 17 الى 31/8/1988 ومباريات تصفيات كأس العالم 1982 و1986 و1988 و1990 ودورة كأس الخليج العربي العاشرة لكرة القدم من 20/2 الى 9/3/1990.
منشآت النادي
ولا يتسع المجال للحديث عن الجهود التي بذلت لاستكمال منشآت النادي من حوض السباحة الاولمبي وصالة الألعاب وصالة الاسكواش وملاعب التنس والملاعب الاضافية وصالة التقوية والمباني الأخرى سواء الادارة او قاعة الاجتماعات والمؤتمرات والمطعم والمكتبة والضيافة والبلياردو والملاكمة وغيرها من المرافق الاساسية والحيوية للنادي.
وكانت مسيرة النادي الشبابية والرياضية شاقة وعسيرة ولكن بالدور الريادي لجيل المؤسسين وما أعدوه من كوادر قيادية وبتضافر جميع الجهود استطاع النادي ان يثبت موقعه على خارطة الألعاب الرياضية وان يجعل له مكانته الخاصة بين الاندية المحلية والخليجية والعربية والآسيوية ويؤرخ للموسم الرياضي1985/1986 نقلة نوعية فيما حققته فرق النادي من انتصارات وانتقال الفريق الاول لكرة القدم من الدرجة الثانية الى الدرجة الأولى وتوالت الانجازات الرياضية بعد ذلك في جميع الألعاب التي شارك فيها النادي.
وعندما تتوج هذه المسيرة باستضافة برشلونة الاسباني لاقامة مباراة استعراضية مع كاظمة وتحت الرعاية السامية لصاحب السمو الامير فان الأمر يتعدى حاجز الزمان والمكان ليصبح النادي مرآة عاكسة لأرقى فنون لعبة كرة القدم وما يجسده ذلك من معان ودلالات ستظل علامة فارقة في مسيرة النادي وهو يحتفل بمرورر 45 عاما على تأسيسه ويعلن على الملأ أن هذه رسالتي لأبناء الأسرة الكاظموية ودعوتي لهم لمواصلة مسيرتنا الناجحة متواصلين من جيل الى جيل ولتنهلوا من حكمة وخبرة وتجربة الرواد الاوائل لتنيروا طريق المستقبل وليظل عالم اليوم ابداعا متواصلا وليكون المستقبل تألقا ونجاحا دائمين حتى يتبوأ النادي المكانـــة اللائقـــة به والمرموقـــة بين الأنديـــة القاريـــة الدوليــة.
برشلونة يمثل رغبة «الكاتالونيين» في الحرية
يشكل برشلونة احد قطبي الكرة الاسبانية من خلال مسيرته الحافلة بالانجازات، فعلى مدار أكثر من قرن، عظم قدر نادي برشلونة في جميع الأنحاء وتطور إلى ما هو ابعد من ناد للرياضة حتى تحول شعار النادي «أكثر من مجرد ناد» إلى حقيقة.لقد تحول النادي الكاتالوني بالنسبة إلى الملايين حول العالم إلى رمز في شخصيتهم، ليس على المستوى الرياضي فقط، بل على مستوى المجتمع والسياسة والثقافة أيضا.
في 28 نوفمبر 1899، انشأ السويسري هانز غامبر نادي برشلونة بمشاركة 8 أشخاض آخرين عاشقين للعبة كرة القدم التي لم تكن معروفة بالشكل الكبير في هذا الجزء من العالم في هذا الوقت.لم يكن غامبر يعرف حينها حجم هذه المبادرة التي اتخذها والى أي مدى ستتطور في المستقبل.
خلال أحلك الأوقات، كان برشلونة هو الراية التي تمثل إقليم كاتالونيا ورغبة الكاتالونيين في الحرية، وحتى هذه اللحظة يحافظ النادي العريق على هذه القيمة.ففي داخل اسبانيا، ينظر إلى برشلونة كناد انفتاحي وديموقراطي. أما حول العالم، فينظر اليه كناد يهتم بالرعاية خصوصا بالأطفال وذلك من خلال اتفاقية الرعاية الموقعة مع اليونيسيف.
قرن كامل، مر نادي برشلونة بلحظات من الفرح وأخرى من الألم، فترات من النجاح وأخرى من الفشل، لحظات من الانتصارات البطولية وأخرى من الهزائم المذلة. ولكن كل هذه اللحظات المختلفة المشاعر ساعدت في تكوين شخصية ناد يعتبر فريدا في العالم طبقا لطبيعته الخاصة.
في خلال أكثر من قرن من الزمان، مرت العديد من الفترات المختلفة على النادي على المستوى الاجتماعي والرياضي أيضا.في السنوات الأولى وبالتحديد ما بين 1899 و1922، منذ نشأة النادي إلى بناء ستاد «لي كورتس»، كان على برشلونة أن يميز نفسه عن بقية فرق كرة القدم الاسبانية جميعا للنقطة التي يتمكن من خلالها من تمثيل مدينة برشلونة ككل.
لم يمض وقت طويل حتى تمكن برشلونة من أن يصبح أفضل فريق كرة قدم في كاتالونيا، كما تمكن من تنمية شعور الشخصية الكاتالونية في داخله.
أما في فترة ما بين بناء ستاد «لي كورتسفي» عام 1922 حتى بناء ستاد «نوكامب» في عام 1957، مر النادي بفترات متباينة. فعضويته وصلت إلى الرقم 10 آلاف للمرة الأولى، بينما تمكنت كرة القدم من التطور إلى ظاهرة والتحول إلى الاحترافية.
ولكن بسبب المصاعب السياسة التي واكبت الحرب الأهلية في اسبانيا وما خلفته، شهد النادي ظروفا اضطرارية معاكسة منها اغتيال الرئيس جوسيب صنيول عام 1936 والأخير هو الذي نشر شعار «الرياضة والمواطنة».
وعلى الرغم من كل ذلك، تمكن النادي من المواصلة خلال فترة من التعافي الاجتماعي والرياضي والتي نتج عنها تشييد ستاد «نوكامب» تبعها وصول لاعب ذي تأثير كبير في تاريخ النادي وهو لاديسلو كوبالا.
أكثر من مجرد ناد
ولأول مرة في تاريخ النادي وكبرهان على شعار «أكثر من مجرد ناد» والذي صرح به الرئيس نارسيس دي كاريراس، تمكن مجلس الإدارة برئاسة اغوستي مونتال من الحصول على خدمات لاعب من شأنه أن يغير تاريخ النادي وهو الهولندي يوهان كرويف.
من مرور 75 عاما على إنشاء النادي حتى الحصول على كأس الاندية الأوروبية البطلة في عام 1992، شهد برشلونة تحول أندية كرة القدم إلى الديموقراطية، بداية الرئاسة الطويلة لجوسيب لويس نونيز، توسيع ستاد «نوكامب» لمناسبتي كأس العالم 1982 والفوز بكأس الكؤوس الأوروبية في بازل عام 1979، نجاح كبير ليس على المستوى الرياضي فقط بل الاجتماعي أيضا، حملات ومظاهرات كثيرة ومنظمة من مشجعي برشلونة في أوروبا من اجل وحدة برشلونة وأعلام كاتالونيا.
وعاد كرويف مرة اخرى لبرشلونة ولكن هذه المرة كمدرب وصنع ما اسماه العالم «بفريق الأحلام» في الفترة ما بين 1990 و1994 والذي تمكن من الفوز بالكأس الأوروبية في عام 1992 في ستاد «ويمبلي» بهدف مواطنه يورنالد كويمان الشهير.
ما بين ويمبلي 1992 وباريس 2006، شهد برشلونة احدث تطويرات بين اكبر انجازين له في التاريخ الا وهما الفوز بدوري أبطال أوروبا.
عهد لابورتا
عقب انتهاء فترة رئاسة خوان غاسبرت التي امتدت 3 سنوات بين 2000 و2003، قدمت انتخابات يونيو 2003 رئيسا جديدا وهو خوان لابورتا والتي شهدت فترة رئاسته اتساعا اجتماعيا بوصول عدد الأعضاء إلي 150 ألف عضو، وانتصارات على ارض الملعب من خلال الفوز بلقبين للدوري المحلي ولقبين لدوري أبطال أوروبا 2006 و2009.
وبطولة اندية العالم للمرة الاولى في تاريخه، علما ان هذا اللقب هو الوحيد الذي كانت تفتقده خزائنه، وقد احرزه بعد فوزه على استوديانتيس الارجنتيني 2-1 في الوقت الاضافي في المباراة النهائية التي اقيمت السبت الماضي في ابوظبي.
وبذلك يكون برشلونة قد حقق إنجازا تاريخيا جديدا، حيث توج بثلاثية تاريخية في الموسم الماضي بإحراز الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا، كما توج في بداية الموسم الحالي بلقبي الكأس السوبر الإسبانية، والكأس السوبر الأوروبية، ثم أحرز اللقب السادس في أبوظبي.
وليس غريبا علي برشلونة أن يكون ناديا ذا فخامة كبيرة من حيث قائمة انتصاراته والتي يضاف إليها عوامل آخري كثيرة، فقليلة هي الأندية في العالم كله التي أحرزت العديد من الألقاب.
وإذا كانت تلك هي ابرز فترات برشلونة الأوروبية، يبقى «البارسا» هو الفريق الوحيد الذي شارك في جميع بطولات دوري أبطال أوروبا منذ عام 1955، بالإضافة إلي كونه ملك الأندية الأوروبية في بطولة كأس الكؤوس والتي يملك فيها رقما قياسيا بتحقيقها 4 مرات في التاريخ. بالإضافة إلي ذلك، فاز برشلونة بالنسخة القديمة لكأس الاتحاد الأوروبي 3 مرات أعوام 1958 و1960 و1966. وفي عام 1971، فاز برشلونة بهذه الكأس نهائيا بعد مباراة أقيمت بينه بصفته أول من فاز بهذه الكأس وبين ليدز يونايتد الانجليزي الفائز بأخر نسخة لها.
سيطرة برشلونة لم تكن في أوروبا فقط، بل كانت أيضا في اسبانيا وبالأخص في كأس الملك الاسباني والتي فاز بها 25 مرة، وهو رقم قياسي.كان ومازال الدوري الاسباني من الألقاب التي وجد برشلونة صعوبة كبيرة في الفوز بها، ولكن بفضل المستوى الرائع الذي قدمه الفريق في بضعة مواسم في التسعينيات والتي من خلالها تمكن في الفوز باللقب 6 مرات بالإضافة إلى مرتين في آخر عامين، وصل عدد ألقاب برشلونة في الدوري المحلي إلي 19 لقبا.
فاليوم أصبحت كرة القدم ظاهرة عالمية وجمهور «البارسا» يتزايد بشكل هائل حول العالم وعدد أعضاء النادي خارج كاتالونيا واسبانيا يتزايد يوميا ولذلك فإن برشلونة يريد أن يتجاوب مع كل هذه العاطفة تجاهه والأسلوب الأمثل لتحقيق ذلك هو جعل برشلونة أكثر من مجرد نادٍ حول العالم لا يقتصر على كرة القدم فحسب بل تجده كيانا عالميا في جميع المجالات.
ولهذا السبب قرر النادي المساهمة بنسبة 0.7% من الدخل اليومي له من أجل تأسيس برامج عالمية للتنسيق مع برامج الأمم المتحدة للتنمية وبرامج اليونيسيف للمساعدة الإنسانية، كما تعهد النادي الكاتالوني بدفع تبرع يبلغ قيمته مليون ونصف المليون يورو لليونيسيف لمدة 5 أعوام، ويرتدي اللاعبون فانيلات عليها شعار اليونيسيف، هذه الاتفاقية جعلت برشلونة مؤسسة فريدة من نوعها.