يملك نحو 190 مليون مشجع لكرة القدم في البرازيل أسبابا للاحتفال بعام 2009 كعام لتحقيق الأحلام، والتطلع بشيء من الثقة لتحقيق لقب كأس العالم المأمول في جنوب أفريقيا 2010 للمرة السادسة. وطيلة العام الحالي، أخرس المدير الفني الشاب كارلوس دونغا جميع المشككين واحتل قلوب وعقول الجماهير، بعدما رفع كأس القارات للمرة الثانية على التوالي، فضلا عن تصدره تصفيات أميركا الجنوبية المؤهلة إلى أول بطولة كأس عالم تنظم في القارة السمراء، بفريق جديد ومخلص وفعال.
وتحت إدارة القائد السابق للحملة الناجحة التي حصدت لقب كأس العالم للمرة الرابعة في الولايات المتحدة 1994 حقق راقصو السامبا 34 انتصارا، وخمس هزائم فحسب خلال 50 مباراة. وأنهى الفريق مباريات العام الحالي بإحراز 33 هدفا في الوقت الذي اهتزت فيه شباكه 11 مرة فقط، كما استطاع دونغا الاحتفال بتحقيق الفوز على عدد من خصوم البرازيل الألداء، فقد فاز فريقه على الأرجنتين في عقر دارها 3-1 خلال تصفيات كأس العالم، كما تغلب على إنجلترا 1-0 خلال لقاء ودي في قطر، وأطاح بمنتخب إيطاليا بطل العالم مرتين، أولاهما 2-0 وديا وثانيتهما 3-0 بعد عرض رائع في كأس القارات. وفضلا عن نجاحات المنتخب، تمكن البرازيليون من الاحتفال هذا العام بعودة عدد من نجوم اللعبة المهاجرين إلى أوروبا، مثل المخضرم رونالدو والعملاق أدريانو اللذين تألقا في الدوري المحلي خلال الموسم المنقضي مع كل من كورينثيانز (بطل الكأس) وفلامنغو (بطل الدوري) على الترتيب.
وبفضل هذه التعاقدات، عاشت بطولة الدوري البرازيلي خلال 2009 موسمها الأكثر إثارة وشغفا في تاريخها الحديث، حيث تحدد البطل في الجولة الأخيرة في السادس من الشهر الجاري، عندما تمكن فلامنغو أكثر أندية البلاد جماهيرية من كتابة النهاية لصيام عن اللقب دام 17 عاما، لتعم الفرحة أرجاء ولاية ريو دي جانيرو.
كما كانت بطولة الدوري البرازيلي هذا الموسم مسرحا لتألق اللاعبين الأجانب، وخاصة الصربي العجوز ديان بيتكوفيتش الذي يتقاسم مع أدريانو لقب نجم فلامنغو البطل خلال 2009، والأرجنتيني داريو كونكا العقل المفكر لحملة ملحمية ناجحة لفلومينينزي لتجنب الهبوط إلى الدرجة الثانية.
وربما يكون للشغف الكبير الذي أحاط بالبطولات المحلية مدلوله بعد إخفاق الأندية البرازيلية في البطولات القارية التي أقيمت خلال العام، بداية من كروزيرو الذي خسر على يد استوديانتيس دي لابلاتا الأرجنتيني لقب بطولة كأس ليبرتادوريس، كما سقط إنترناسيونال في اختبار بطولة ريكوبا سودأميركانا (كأس السوبر القارية) أمام ليغا دي كيتو بطل الإكوادور، الذي أنهى العام أيضا بحصد لقب كوبا سودأميركانا (كأس أندية أميركا الجنوبية) على حساب منافس برازيلي آخر هو فلومينينزي.
ورغم تعثر الأندية المحلية، لم يكن لدى جماهير الكرة في بلاد السامبا داع لإبداء الضيق من العام، حتى لو كان المنتخب البرازيلي لايزال يحتل المركز الثاني في تصنيف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) خلف إسبانيا، فربما كان ذلك هو الهدف الذي ينتظر عام 2010 كي يتحقق، عندما يسعى المنتخب البرازيلي بقيادة دونغا خارج الملعب والنجم الكبير كاكا داخله، إلى تحقيق سادس لقب عالمي على أرض أفريقية هذه المرة.