مبارك الخالدي ـ عبدالعزيز جاسم
أصدرت اللجنة الاولمبية الدولية امس كما كان متوقعا قرارا بتعليق عضوية اللجنة الاولمبية الكويتية وفقا للائحة رقم 28/9 من اللائحة الاولمبية، مؤكدة انها لن تتمكن من النظر في إلغاء ذلك التعليق إلا في حال احترام الاتفاقات الموقعة معها ووضعها موضع التنفيذ وذلك لضمان استقلال الحركة الاولمبية في الكويت.
واوضح الكتاب انه رغم جهود اللجنة الاولمبية الدولية في حلحلة الموقف الذي تسببت فيه تدخلات الحكومة والجهات المعنية في شؤون الحركة الاولمبية في الكويت فان الاتفاقات الموقعة والالتزامات المترتبة عليها لم يتم احترامها وفق الموعد النهائي المحدد في 31 ديسمبر الماضي والذي تم تمديده عدة مرات.
وفي اول رد فعل، اكد رئيس مجلس الادارة والمدير العام للهيئة العامة للشباب والرياضة فيصل الجزاف ان الهيئة تسلمت نسخة من الرسالة الموجهة من اللجنة الاولمبية الدولية الى رئيس اللجنة الاولمبية الكويتية الشيخ احمد الفهد بشأن ايقاف النشاط الرياضي.
وقال لـ «كونا» ان الرسالة اوضحت ان الايقاف مؤقت وسيرفع بعد الانتهاء من تعديل القوانين الرياضية لتتوافق مع الميثاق الاولمبي، مشيرا الى ان الرسالة لم تتطرق الى موضوع حل الأندية العشرة الذي اعتبره امرا سياديا للكويت.
واضاف الجزاف أن الكويت ابرمت مع اللجنة الاولمبية الدولية اتفاقيات عدة للخروج من هذه الأزمة وان القانون الاخير الذي اقره مجلس الامة الاربعاء الماضي جاء تنفيذا لهذه الاتفاقيات.
وذكر انه بحسب المعلومات المتوافرة لديه فان وزير الشؤون الاجتماعية والعمل د. محمد العفاسي بعث برسالة اول من امس الى رئيس اللجنة الاولمبية الدولية جاك روغ ابلغه فيها أن مجلس الأمة اقر هذه التعديلات في المداولة الأولى مضيفا أنه «لا يعلم ما اذا كان روغ قد اطلع على الرسالة ام لا».
وقال انه دعا مجلس ادارة الهيئة للاجتماع الاثنين المقبل لمناقشة تداعيات هذا الايقاف والخطوات التي ستتخذها الهيئة لمعالجة الموضوع.
قرار متوقع
من جانبه، قال نائب رئيس مجلس ادارة الهيئة العامة للشباب والرياضة د.حمود فليطح انه كان يتوقع ذلك القرار المؤلم الذي سيوقف نشاطنا الرياضي على المستوى الاولمبي، قائلا «عيب على بعض الاشخاص الذين يصعدون الموضوع ويضعون الكويت في هذا الموقف المحرج، والمطلوب منهم الآن الالتفات لسمعة البلد لا التصعيد مرة اخرى».
واشار د.فيلطح الى ان قرار اللجنة الاولمبية الدولية غير ملزم للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) والذي دائما لا يأخذ بمثل هذه التعليقات ما يعني ان مباراة الكويت واستراليا 6 الجاري في تصفيات آسيا المؤهلة الى النهائيات 2011 في الدوحة ستقام في موعدها ولن يكون هناك اي ايقاف او تعليق كما يروج البعض لأن «فيفا» اتحاد منفصل عن اللجنة الاولمبية الدولية وغير ملزم بتطبيق قراراتها.
وبين ان اعضاء مجلس ادارة الهيئة العامة للشباب والرياضة سيعقدون اجتماعا الاثنين المقبل لوضع الحلول والرد على التعليق، مبينا انه من الصعب عقده هذه الايام لأن الجميع يعرف اننا في وقت اجازة والجميع واغلب الاعضاء خارج البلاد.
قرار ظالم ومتجن
من جانبه، اكد عضو مجلس ادارة نادي كاظمة جهاد الغربللي انه لو كان في موقع يسمح له باتخاذ القرار لرفع قضية في المحكمة الدولية الرياضية على اللجنة الاولمبية الدولية لتعليقها عضوية الكويت لأنه قرار ظالم وفيه الكثير من التجني، لان هناك دولا تخالف وبطريقة اكثر مما يحدث في الكويت لكنها لم توجه اليها اشارة او حتى كتابا لا من قريب او من بعيد، ما يعني ان هناك ضغطا مباشرا من داخل الكويت على الاولمبية لاتخاذ مثل هذا القرار، مؤكدا ان هذا القرار انتصار لمواقف بعض الاشخاص ليس الا لكنه محزن لكل الشارع الرياضي.
واشار الغربللي الى انه لايزال يصر على رأيه أن الاولمبية الدولية غير معنية بمراجعة القوانين الدولية بل بتنظيمها حسبما يتوافق مع مبادئها، لافتا الى ان قرار الاولمبية الدولية هو البداية وان هناك من يحاول تأليب الاتحادات الاخرى لايقاف الكويت في جميع الالعاب، ومن يعلم؟ ربما يأتي احد ويريد ايقاف اتحاد الشطرنج الذي لا يوجد لدينا بالاصل.
وبين اننا الآن امام خيارين، الاول ان نواجه الاولمبية ونرفع قضية لدى المحكمة الرياضية ونستعيد الحق المسلوب الثاني نخضع للتهديدات ونهدر حق الدولة في الدفاع عن نفسها، وهذا مستبعد على دولة بحجم الكويت.
مؤسسات هلامية
من جهته، قال امين سر نادي خيطان السابق ناصر العجمي انه سبق ان حذرنا ورددنا وقلنا ان الايقاف او التعليق سيأتي لا محالة، لكن كما يقول المثل «تؤذن في مالطا»، مشيرا الى ان حل هذه القضية لم يكن به اي جدية من قبل الحكومة وتتنقل القضية من وزير الى آخر منذ 2007 كأنهم يتعاملون مع مؤسسات هلامية ولم يدركوا انها منظمات لها قوانينها ونظمها وتدافع عنها دائما.
ولفت الى ان وزير الشؤون لم يدافع عن القرارات والاتفاقيات التي وقعها مع اللجنة الاولمبية والتي اقرها مجلس الوزراء لكي يجنب الكويت شبح التعليق والذي كان متوقعا اقراره بسبب التعسف في الحل الذي يجدونه من الحكومة في الكويت والتي لا تتعامل معهم بجدية.
وبين العجمي ان الازمة ستطول اكثر مما يتوقع البعض لانه لا توجد عقلانية في حل الامور وبشكلها الصحيح، مشيرا الى ان البعض يروج ان التعديل سيخالف الدستور وهذا غير صحيح لان الدولة توقع مواثيق ومعاهدات دولية تحمل نفس المضمون القانوني الذي يكفل الحق للجميع، مبينا ان الازمة حلها سهل واللجنة الاولمبية وباقي الاتحادات تريد استقلالية الرياضة وهذا مطلب الجميع ويجب عدم اللف والدوران على هذا القرار، مشيرا الى انه رغم الخبرة الكبيرة لاعضاء الهيئة العامة للشباب والرياضة الا انهم لا يفقهون في القوانين الدولية الاساسية وربما لم يقرأوها جيدا ما تسبب في هذا التعليق.
إجراءات سريعة
من جانبه، اكد نائب رئيس نادي الفحيحيل السابق خالد سريع ان ما حصل سبق ان حذرنا منه كثيرا ولابد من اتخاذ اجراءات على وجه السرعة اهمها العمل بالكتب الواردة من اللجنة الاولمبية الدولية الخاصة بتعديل القوانين الرياضية المحلية حتى تكون متوافقة مع الميثاق الاولمبي الدولي، وكذلك اعادة مجالس ادارات الاندية المنحلة، كما طالبت «الاولمبية الدولية» وبينت في كتابها الذي ارسلته الى وزير الشؤون الاجتماعية د.محمد العفاسي، مشيرا الى ان قرار الايقاف جاء من رئيس اللجنة الاولمبية الدولية جاك روغ.
واستنكر سريع في الوقت نفسه تصرفات كل من استهزأ بالكتب الواردة التي كانت تحمل في طياتها التهديد بايقاف النشاط.
ولفت سريع الى ان الخاسر الاكبر من ايقاف النشاط الرياضي هم اولئك الشباب الذين يشاركون ويمثلون الكويت في المحافل الدولية.
طلال الفهد: أعدموني إذا لم يتم رفع الإيقاف عن النشاط الرياضي
اكد الشيخ طلال الفهد، عقب صدور القرار، انه وبقية المسؤولين سيبذلون قصارى جهودهم لرفع التعليق او الايقاف عن النشاط الرياضي والكروي بحق الكويت، واضعا نفسه تحت المحاسبة اذا كان هو المتسبب بما جرى من ايقاف للنشاط الرياضي وما سبق من امور تتعلق بالازمة.
وقال الفهد للصحافيين على هامش افتتاح مخيم جمعية المهندسين في الجليعة امس: انا مستعد للقبول باعدامي اذا لم يتم رفع الايقاف، وانه سيتبنى هذه القضية من خلال علاقات الكويت مع الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) لحلحلة الازمة وانتهائها مستقبلا.
واضاف انه لابد من التحرك نحو رفع الايقاف على مختلف الاصعدة والعمل بسرعة وتعاون بين الجميع لصالح الكويت في انهاء هذه الازمة، مؤكدا ضرورة الدعم والمساندة لوقف التعليق.
وطالب الفهد ببذل الجهد والعمل على ان يكون الحل سريعا وذلك بفضل التعاون والمشورة والتفاهم بين الجميع للوصول الى حل ينقذ الكويت ويطرد الايقاف نهائيا من الملاعب والبطولات لكي يتسنى للاعبينا والجميع ان يمارسوا هواياتهم في الالعاب المختلفة.
المتضررون من التعليق
-
 منتخب كرة اليد سيكون اول المتضررين وسيغيب عن البطولة الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم المزمع اقامتها في لبنان خلال فبراير المقبل، وللمرة الاولى منذ مطلع الثمانينيات كما سيحرم الفريق الاول كرة اليد بنادي القادسية من المشاركة في البطولة الخليجية التي ستقام في شهر مارس المقبل.
-
 منتخب شباب السلة، الذي كان ينوي المشاركة في البطولة الآسيوية للشباب.
-
 الكرة الطائرة حيث هناك البطولة الآسيوية وسيشارك فيها العربي بينما سيشارك القادسية في بطولتي الخليج والعربية.
-
 اتخاذ المبارزة سيحرم من استضافة بطولة العالم التي ستقام في الخامس عشر من يناير الجاري.
-
 التنس لديه مشاركات عدة اهمها بطولة العالم في ابريل المقبل، بالاضافة الى بطولة قطر العالمية، وبطولة دبي العالمية والبطولة العربية في مصر.
-
 اتحاد القوى سيستضيف البطولة الخليجية في شهر ابريل المقبل وسيشارك في بطولة العالم للصالات المقامة في قطر وفي البطولة الآسيوية التي ستقام في ايران.
-
 سيشمل الايقاف جميع الحكام الدوليين وسيحرمون من المشاركات الخارجية وفي مختلف الالعاب وهناك العديد من الدعوات التي تلقاها حكامنا لادارة بطولات خارجية.
غير المتضررين
-
 رغم التعليق من قبل اللجنة الأولمبية الدولية الا ان اتحاد الكرة لن يكون متضررا من القرار، وبذلك ستكون مباراة الأزرق مع استراليا 6 يناير الجاري في التصفيات الآسيوية في موعدها.
-
 مشاركات الأزرق الخارجية سواء في تصفيات آسيا أو كأس العالم وفي جميع المراحل باستثناء المشاركة في أولمبياد لندن 2012.
-
 لن يطول التعليق أندية الكويت والقادسية وكاظمة للمشاركة في كأس الاتحاد الآسيوي وكذلك في بطولة الأندية الخليجية.
-
 مشاركة الأزرق في «خليجي 20» المقررة في اليمن ستكون نافذة بحال لم يصدر شيء من محكمة التحكيم الرياضية بقضية «فيفا» واتحاد الكرة.
-
 جميع الحكام واللاعبين والمحترفين سيواصلون مهامهم ولن يطالهم أي قرار في حال اقتصرت مشاركاتهم على الاتحادات الكروية بعيدا عن الأولمبية.