ربما يكون المنتخب العاجي لكرة القدم من بين المنتخبات صاحبة الحظوة والسمعة الرائعة على الساحة الافريقية لما قدمه هذا الفريق من عروض متميزة على مدار أكثر من أربعة عقود من الزمن نجح من خلالها نجوم الكرة الاي?وارية في ترك بصمة رائعة في سجلات كرة القدم الافريقية، ولكن مشكلة كرة القدم العاجية بشكل عام والمنتخب العاجي بشكل خاص تتمثل في أن الانجازات لا ترتقي دائما إلى حجم التوقعات التي تصاحب مشاركته في البطولات ومن ثم لم يحرز المنتخب العاجي المعروف بلقب «الافيال» لقب كأس الامم الافريقية سوى مرة واحدة على مدار 17 مشاركة سابقة له في النهائيات، وتوج الافيال بلقب البطولة الافريقية عام 1992 بالسنغال بينما فاز بالمركز الثاني في بطولة 2006 بمصر، وتأهل منتخب ساحل العاج للمربع الذهبي في 8 من 17 بطولة شارك فيها من قبل، وبمقارنة المنتخب العاجي بغيره من المنتخبات الافريقية الحالية يتأكد للجميع أنه أكثرها استحواذا على النجوم بل إن عدم فوز الفريق بلقب كأس الامم الافريقية في نسختيها السابقتين عامي 2006 بمصر و2008 بغانا وعدم تجاوزه للدور الاول في كأس العالم 2006 بألمانيا كان صدمة كبيرة لعشاقه ومشجعيه، وبعد أن نال الفريق قدرا كبيرا من الاشادة وجرعة فائقة من الثقة بمشاركته القوية في كأس العالم 2006 لم يعد أمام دروغبا أبرز نجوم الفريق وقائد هجومه سوى الفوز باللقب الافريقي خلال البطولة لتسجيل أسماء لاعبي هذا الجيل بحروف من ذهب في سجلات الكرة الافريقية، وعندما يخوض المنتخب العاجي نهائيات «أنغولا 2010»، سيكون الفريق بين أكثر المنتخبات المرشحة للفوز باللقب إن لم يكن أكثرها على الاطلاق نظرا لان الجيل الحالي من اللاعبين يملك الامكانيات التي تساعده على ذلك سواء من ناحية المهارة أو القدرات البدنية أو الخبرة أو التماسك حيث لعب نجومه لفترات طويلة جنبا إلى جنب، ويضاعف من قوة الفريق الحالي أن معظم نجومه من اللاعبين المحترفين في أوروبا مثل دروغبا وسالومون كالو وكولو توريه ويايا توريه وديدييه زوكورا وبالتالي فإنهم يخوضون البطولة بعقلية المحترفين ويستطيعون تفهم فكر مديرهم الفني وحيد خليلودزيتش سريعا ليعوضوا ما فشلوا فيه بقيادة مدربيهم السابقين مثل الفرنسي هنري ميشيل والالماني أولي شتيلكه، ونجح الجيل الحالي بالفعل في تحقيق ما فشلت فيه باقي أجيال الكرة العاجية فقد وصل الفريق إلى نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا، ثم نجح الفريق في حجز مكانه بنهائيات كأس العالم للمرة الثانية على التوالي حيث سيكون أحد فرسان أفريقيا الستة في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا.
ويستهل المنتخب العاجي مسيرته في البطولة بملاقاة نظيره البوركيني يوم 11 يناير الحالي ثم يخوض الاختبار الاكثر صعوبة في الدور الاول أمام نظيره الغاني يوم 15 ويختتم مسيرته في الدور الاول يوم 19بملاقاة توغو، وينتظر أن يتصارع المنتخب العاجي مع نظيره الغاني على صدارة المجموعة ولكن المفاجآت تبدو واردة أيضا ولذلك فإن أفيال ساحل العاج ستتسلح بالحذر في مباراتي توغو وبوركينا فاسو، وإذا نجح الفريق في الوصول للمربع الذهبي فإنه سيتحلى بمزيد من الحذر بعدما نجح مرتين فقط في العبور للمباراة النهائية من بين ست مرات وصل فيها للمربع الذهبي.
دروغبا يتمسك بفرصته الجديدة
لم يبدأ المهاجم العاجي ديدييه دروغبا مسيرته الدولية إلا بعدما تجاوز الرابعة والعشرين من عمره وبالتحديد في أواخر عام 2002 لكنه نجح على مدار سبع سنوات فحسب في تحقيق ما لم يحقق كثيرون غيره ليفرض نفسه حاليا ضمن أفضل النجوم على مستوى القارة السمراء إن لم يكن أفضلهم على الاطلاق، وكان دروغبا الذي سجل 41 هدفا في 60 مباراة دولية خاضها مع منتخب بلاده من العناصر الاساسية في نجاح الفريق للوصول إلى نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا، ولعب دروغبا أيضا دورا كبيرا في تأهل الفريق لكأس العالم للمرة الثانية على التوالي حيث كان هداف الفريق في تصفيات كأس العالم 2010 برصيد ستة أهداف، كما أنه اللاعب الوحيد في تاريخ ساحل العاج الذي نال جائزة أفضل لاعب أفريقي وكان ذلك في عام 2006 وكان أيضا مرشحا بقوة للفوز بها عن عام 2007، ومع بلوغ اللاعب الحادية والثلاثين من عمره، ستكون بطولة كأس الامم الافريقية 2010 بأنغولا إحدى الفرص القليلة الباقية لدروغبا على المستوى الدولي ولذلك فإن الفوز باللقب هو الهدف الوحيد الذي يضعه دروغبا نصب عينيه، ويتمنى دروغبا أن ينقل نجاحه الشديد مع تشلسي في السنوات الاخيرة إلى مسيرته مع المنتخب في بطولتي كأس الامم الافريقية وكأس العالم هذا العام.
خليلودزيتش يتحدى منتقديه
رغم وجود العديد من النجوم الذين يمكن للمنتخب العاجي لكرة القدم الاعتماد عليهم، يشكك البعض في إمكانيات المدرب البوسني وحيد خليلودزيتش (57 عاما) وقدرته على وضع استراتيجية للفريق يستطيع من خلالها تحقيق الانتصارات، ونجح خليلودزيتش في قيادة الفريق بنجاح إلى نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ولكن الاختبار الصعب الاول الذي ينتظره مع الفريق سيكون في أنغولا 2010، ويسعى خليلودزيتش إلى محو ذكرياته السيئة مع كأس العالم عندما خرج مع المنتخب اليوغسلافي من الدور الاول في نهائيات بطولة 1982 بأسبانيا، ولكنه يحتاج أولا إلى النجاح في التحدي الافريقي الذي يخوضه الفريق هذا الشهر لان أفيال ساحل العاج تعلق الكثير من الآمال على البطولة الافريقية بأنغولا والتي قد تكون الاخيرة على المستوى القاري لبعض عناصر الفريق وفي مقدمتها ديدييه دروغبا أبرز مهاجمي الافيال، وتولى خليلودزيتش مسؤولية تدريب المنتخب العاجي في مايو 2008 خلفا للمدرب الالماني أولي شتيلكه، ويرى بعض الخبراء العاجيين أن المنتخب العاجي لن يستطيع عبور الدور الاول في كأس العالم تحت قيادة هذا المدرب البوسني، ولذلك سيكون على هذا المدرب البوسني الرد على منتقديه من خلال بطولة كأس الامم الافريقية خاصة أنه سيخوض البطولة بصفوف مكتملة تماما وبلاعبين لا تنقصهم الخبرة أو الامكانيات البدنية والفنية والخططية.
«صقور توغو» تحلم بعبور الدور الأول
رغـــــــم بــــلـــــوغه نـــــهائيات كـأس العالم 2006 بألمانيا، مازال المنتخب التوغولي لكرة القدم بلا أي رصيد من الانجازات في بطولة كأس الأمم الافريقية على مدار تاريخها الطويل. ومنذ انطلاق انشطة البطولة في عام 1957 تأهل الفريق للنهائيات ست مرات سابقة وستكون مشاركته في بطولة كأس الامم الافريقية بأنغولا هذا الشهر هي السابعة له في النهائيات الافريقية، ولكن صقور توغو لم تستطع عبور الدور الاول في البطولة الافريقية على مدار مشاركاتها الست السابقة في البطولة وتحلم بكسر هذه القاعدة في بطولة «أنغولا 2010»، وعلى الرغم من الصحوة التي يعيشها الفريق في القرن الجديد بفضل وجود أكثر من لاعب بارز في صفوفه مثل إيمانويل أديبايور الذي تألق كثيرا ضمن صفوف أرسنال الانجليزي ثم رحل إلى مانشستر سيتي الانجليزي قبل بداية الموسم الحالي الا ان المنتخب كان يودع الدور الاول دائما، واقتصر رصيد المنتخب التوغولي في نهائيات كأس أفريقيا على 18 مباراة فاز في اثنتين وتعادل في ست وخسر عشر مباريات وسجل 13 هدفا فقط مقابل 32 دخلت مرماه ليظل ضمن الفرق ذات التاريخ المتواضع للغاية على الساحة الافريقية رغم تأهله سابقا لكأس العالم، ولكن مع تأهل الفريق لخمس من آخر سبع بطولات لكأس الامم الافريقية، أصبح هدف أديبايور ورفاقه حاليا هو كسر تلك القاعدة والعبور إلى دور الثمانية للمرة الاولى في تاريخ توغو، والحقيقة أن الفريق يمتلك المقومات التي تساعده بالفعل على تفجير المفاجآت حيث تضم صفوفه مجموعة من اللاعبين المتميزين يحترف معظمهم بالاندية الاوروبية كما اكتسب الفريق خبرة رائعة من المشاركة في البطولات الافريقية الاخيرة وكذلك في كأس العالم 2006 بألمانيا، وأصبح الفريق حاليا بين يدي المدير الفني الفرنسي هوبرت فيلود، ورغم الخبرة المتواضعة للغاية لهذا المدرب كان نجاحه في إعادة الفريق لنهائيات كأس الامم الافريقية بمثابة بداية طريق النجاح بالنسبة له مع صقور توغو.
نجوم غانا السوداء يتطلعون للقب الخامس
بعد 28 عاما فشل فيها المنتخب الغاني المعروف بلقب النجوم السوداء في إحراز لقب كأس الامم الافريقية لكرة القدم، لم يعد أمام الفريق سوى إثبات وجوده مجددا على الساحة الافريقية من خلال بطولة «أنغولا2010»، ولا يختلف اثنان على أن المنتخب الغاني كان ولايزال «برازيل القارة السمراء» ليس لجمال الاداء فحسب وإنما لانه كان دائما ومازال حتى الآن ضمن المرشحين بقوة لاحراز لقب البطولة القارية التي شارك فيها 17 مرة سابقة وأحرز لقبها أربع مرات، وكان المنتخب الغاني أول الفرق التي تحرز لقب البطولة أربع مرات حيث توج باللقب أعوام 1963 و1965 و1978 و1982 أي أنه توج باللقب أربع مرات في غضون 20 عاما، ورغم ذلك غاب النجوم السوداء عن منصة التتويج على مدار 28 عاما متواصلة رغم استضافة غانا لنهائيات البطولة عام2000 بالتنظيم المشترك مع نيجيريا ولنهائيات البطولة الماضية عام 2008.
ومع اعتزال نجوم جيل التسعينيات بقيادة عبيدي بيليه وأنتوني يبواه دون إحراز أي لقب في بطولات كأس الامم الافريقية رغم أنه كان أكثر أجيال النجوم السوداء قدرة على تحقيق ذلك أصبحت مهمة الجيل الحالي للنجوم السوداء بقيادة مايكل إيسيان نجم خط وسط تشلسي الانجليزي في غاية الصعوبة حيث يحمل على كاهله مهمة استعادة الالقاب الافريقية، وتأهل المنتخب الغاني إلى نهائيات كأس العالم 2006 بألمانيا وقدم عروضا رائعة في البطولة جعلته الوحيد من بين الفرسان الخمسة للقارة الافريقية في كأس العالم 2006 الذي يتأهل للدور الثاني في البطولة، كما حجز الفريق مقعده في نهائيات كأس العالم 2010 بجنوب أفريقيا ولذلك تتوقف مهمة إيسيان ورفاقه في البطولة.
عودة قوية لخيول بوركينا فاسو
بعد غيابه عن الدورتين السابقتين لنهائيات بطولة كأس الامم الافريقية، يعود منتخب بوركينا فاسو إلى الظهور مجددا في النهائيات من خلال بطولة «أنغولا 2010»، وربما لا يحظى المنتخب البوركيني بتاريخ كبير على الساحة الافريقية ولم يسبق له الوصول للمربع الذهبي ببطولة كأس الامم الافريقية سوى مرة واحدة عندما استضاف نهائيات البطولة عام 1998، ولكنه نجح بالفعل في فرض اسمه بقوة على الساحة الافريقية منذ منتصف التسعينيات من القرن الماضي، وظل المنتخب البوركيني من المشاركين بصفة دائمة في البطولات الافريقية منذ عام 1996 وحتى 2004 لكنه فشل في بلوغ النهائيات في الدورتين السابقتين للبطولة عامي 2006 بمصر و2008 بغانا، كما اختلف الفريق كثيرا في السنوات القليلة الماضية عما كان عليه من مستوى في بطولة عام 1998 التي استضافتها بلاده وحقق فيها الفريق أفضل نتائجه على الاطلاق حيث وصل للمربع الذهبي للبطولة، ورغم ذلك يخوض المنتخب البوركيني كأس الامم الافريقية القادمة بروح جديدة ويأمل الفريق في ترك بصمته وبدء صفحة جديدة في سجل مشاركاته الافريقية رغم أنه يدرك تماما صعوبة مهمته في البطولة، ويستهل المنتخب البوركيني مسيرته في النهائيات بأصعب مواجهة ممكنة مع نظيره العاجي في لقاء ثأري يوم 11 الحالي بعد أن خسر من أفيال ساحل العاج مرتين في التصفيات.
إيسيان يحلم بإنجاز حقيقي
رغم نجاحه المبهر مع تشلسي الانجليزي على مدار السنوات الاخيرة وفوزه مع الفريق بأكثر من لقب، فشل لاعب خط الوسط الغاني مايكل إيسيان في الفوز مع منتخب بلاده بأي لقب حتى الآن، ويمثل إيسيان دائما اللاعب الذي تعلق عليه جماهير النجوم السوداء آمالها مع كل بطولة يخوضها الفريق خاصة أنه أصبح أبرز لاعب في صفوف المنتخب الغاني في السنوات القليلة الماضية والوحيد الذي يستطيع تعويض الفريق وجماهيره بعد اعتزال النجم الكبير السابق عبيدي بيليه، وترى جماهير الكرة الغانية في هذا اللاعب العقل المفكر والقلب النابض والروح الحقيقية في منتخب النجوم السوداء، وما يضاعف من أهمية إيسيان بالنسبة للمنتخب الغاني أنه نجح فيما فشل فيه آخرون.