أحمد حسين
جاء تعادل منتخب مالي المثير مع انغولا الدولة المستضيفة لكأس افريقيا في الافتتاح الاسبوع الماضي 4-4 بمثابة الدرس لكل متابعي كرة القدم، وهو امر يثير الدهشة والاعجاب كونه جاء في اخر 10 دقائق، وكانت انغولا متقدمة برباعية نظيفة ولكن كانونيه وزملاءه رفضوا التسليم بالنتيجة وسجلوا 4 اهداف في اخر الدقائق فحققوا تعادلا بمثابة الفوز.
هذا الحدث المثير اعاد للاذهان ما قام به منتخب افريقي اخر قبل حوالي 20 سنة في السعودية وتحديدا في مباراة ربع النهائي لكأس العالم للشباب عندما حول تأخره امام الاتحاد السوفييتي (سابقا) من رباعية نظيفة الى تعادل مثير وفاز لاحقا بركلات الترجيح 5-3 في مباراة اقيمت يوم 25 فبراير 1989 على ستاد مدينة الامير سعود بن جلوي بالراكة وواصل بعدها منتخب نيجيريا حضوره في البطولة حتى وصل للنهائي ونال الميدالية الفضية امام المنتخب البرتغالي.
المشكلة ان مثل هذا التحول الرهيب في النتائج من قبل الفرق الافريقية يقابل بسوء الظن وتأويل مثل هذا الجهد الكبير الى اعمال السحر والدنبوشي التي تشتهر بها الدول الافريقية ولكن هذا امر مستبعد في ظل حدوث مثل هذا التحول في مباريات كبيرة داخل دول بعيدة عن مثل هذه الطقوس والممارسات كالسعودية، اذ سبق ان تعادل النصر مع الهلال 4 - 4 في كأس الاتحاد عام 1996 بعد ان تقدم الهلال برباعية نظيفة حتى الدقيقة 60. الحماس وعدم اليأس امور يفترض ان يعيها كل اللاعبين والمدربين وقبل ذلك الجماهير، فالمباريات لا تنتهي الا مع صافرة الحكم.
وألقت الصحف الأنغولية باللوم على طبيعة اللعبة بقولها «كرة القدم غير عادلة»، ولكن أبناء انغولا لم يكونوا وحدهم ضحايا لمثل هذه الأحداث التي نقدم أبرز فصولها عبر تاريخ الكرة.
15 دقيقة مجنونة قادت الأزرق لموسكو
انها خمسة عشر دقيقة من ذهب حيث تسببت تلك الدقائق بتأهل منتخبنا الوطني الى نهائيات أولمبياد موسكو 1980 حيث احتضنت العاصمة العراقية بغداد خلال الفترة من (16 الى 31 مارس 1980) تصفيات دورة موسكو الأولمبية بمشاركة الازرق مع أربع منتخبات أخرى هي: الأردن - سورية - اليمن - العراق من دور واحد يتأهل الى نهائيات موسكو صاحب المركز الأول فقط. وبدأت أولى مباريات الأزرق أمام المنتخب السوري وقد صمد السوريون طوال المباراة ومنع (الأزرق) من تسجيل أي هدف حتى الدقيقة الأخيرة عندما خطف جاسم يعقوب هدف المباراة الوحيد..ولعب (الأزرق) مباراته الثانية في التصفيات مع المنتخب اليمني ونجح بالفوز على اليمن بنتيجة قوامها 5-1. وبعد ذلك أصبح التنافس محصورا بين فريقين فقط هما الكويت والعراق وهذا الشيء كان متوقعا منذ البداية. فجاء اليوم الحاسم والذي التقى فيه الفريقان بالجولة الثالثة في مباراة غريبة غلب عليها طابع الخوف من الخسارة وانتهت بالتعادل ليتأجل اعلان البطل. ولعب الازرق آخر مبارياته بالمجموعة مع المنتخب الأردني وحاول الأردنيون أن يجاروا الكويت ولكن (الأزرق) تمكن من تسجيل هدف واحد كان كفيلا بوصوله الى المباراة الفاصلة مع (العراق) بعد تساويهم بالنقاط برصيد (7 نقاط)، لتحديد بطل التصفيات الآسيوية لأولمبياد موسكو 80. وفي تلك المباراة الكل كان متأكدا من فوز المنتخب العراقي حيث انتهى الشوط الأول لصالحه بنتيجة 2 -0، واجرى مدرب الازرق البرازيلي كارلوس البرتو باريرا تغييرا بعد ذلك على صفوف الأزرق حيث خرج سعد الحوطي ودخل ناصر الغانم، وفجأة انقلبت المباراة واصبح لاعبو الأزرق الكويتي يمسكون بزمام الملعب ونجحوا في تسجيل هدفين سريعين الأول أتى عن طريق ركلة جزاء نفذها جاسم يعقوب بالدقيقة 24 من الشوط الأول، قبل أن يسجل البديل ناصر الغانم هدف التعادل بالدقيقة 34 من الشوط الثاني برأسية استقرت في شباك المرمى العراقي كهدف تاريخي وصفه الشهيد الشيخ فهد الاحمد بأنها كرة مسيرة، وسرعان ما اضاف الأزرق هدف التقدم والفوز بالدقيقة 37 عن طريق تسديدة من جاسم يعقوب لتنتهي المباراة المدهشة بفوز الكويت (3-2) وتتأهل الى أولمبياد موسكو 1980 وتصدر الازرق التصفيات كأول المجموعة الآسيوية بفضل الـ15 دقيقة المجنونة.
ليفربول 3-3 ميلان (2005)
أحد أهم المباريات النهائية في تاريخ دوري الأبطال، كان ميلان ـ الأفضل فنيا ـ متقدما بثلاثية نظيفة حتى الدقيقة 54 من المباراة بعدما افتتح باولو مالديني التسجيل في الدقيقة الأولى وأضاف هرنان كريسبو هدفين.ولكن ليفربول انتفض في أحد أقوى مبارياتهم الأوروبية في التاريخ بقيادة ستيفن جيرارد، الذي سجل هدفا وساعد زميليه شابي ألونسو وفلاديمير سميتشر على إحراز هدفين في فترة لم تتجاوز 16 دقيقة ليحقق التعادل بنتيجة 3-3.وأنقذ الحارس يرزي دوديك هدفا محققا من قدم أندريه شفتشينكو في الوقت الإضافي.واستطاع الفريق الإنجليزي تحت قيادة مديره الفني القدير رافايل بنيتيز الوصول باللقاء إلى ركلات الترجيح التي استغلها ليفربول ليحرز لقبا تاريخيا أفسد احتفالا كان يعد له باولو مالديني قائد ميلان التاريخي بالاعتزال مع التتويج بدوري الأبطال.
البرتغال 5-3 كوريا الشمالية (1966)
في ربع نهائي كأس العالم 1966، أقصت كوريا الشمالية المنتخب الإيطالي الرهيب بهدف، وتقدمت بثلاثية نظيفة على المنتخب البرتغالي الطموح حتى الدقيقة 27، حينما انتفض الأسطورة إيزيبيو وقدم مباراة عمره، مسجلا رباعية في 30 دقيقة، ويصل بالنتيجة إلى 4-3، وفي الدقيقة 79 اختتم جوزيه أوغستو صحوة فريقه مسجلا الهدف الخامس للبرتغال في اللقاء.رباعية إيزيبيو لم تحقق فقط التقدم للمنتخب البرتغالي، ولكنها ساعدته في الحصول على جائزة هداف البطولة برصيد تسعة أهداف.
بوخوم 5-6 بايرن ميونيخ (1976)
وفي واحدة من أكثر مباريات البوندسليغا جنونا، ظل بوخوم متقدما بثلاثية نظيفة حتى نهاية الشوط الأول، وزاد غلته من الأهداف إلى رباعية نظيفة مع الدقيقة 53 من عمر المباراة، ولكن مع الدقيقة 55 بدأ بايرن ميونيخ في الرد.وعلى مدار الـ20 دقيقة التالية تألق فيها ثنائي بايرن ميونيخ كارل هانز رومينيغه، وجيرد مولر وساهما في تقدم فريقهم بخمسة أهداف مقابل أربعة في الدقيقة 75.
وحاول بوخوم إنقاذ الموقف وبالفعل أحرز جوزيف كاتزور هدف التعادل لبوخوم في الدقيقة 80 من عمر المباراة، هي النتيجة التي ظلت حتى الدقيقة 89 من عمر المباراة وهو ما دفع البعض للاعتقاد أن المباراة ستنتهي بالتعادل، ولكن أولي هونيس كان له رأي آخر.
ومع الدقيقة قبل الأخيرة من عمر المباراة الأصلي تمكن اللاعب الألماني من خطف الفوز لفريقه بهدفه السادس في مرمى بوخوم.
الاتحاد السوفييتي 5- 5 يوغوسلافيا (1952)
في المباراة التي أقيمت ضمن منافسات دورة الألعاب الأولمبية، في دورها الثاني في هلسنكي، تقدم المنتخب اليوغوسلافي بخمسة أهداف مقابل هدف طوال الشوط الأول وحتى قبل نهاية اللقاء بـ 15 دقيقة.وبدا أن أقصى ما يمكن للسوفييت تحقيقه هو تسجيل هدف ثان ليصل بالنتيجة إلى 5-2، ولكن بعد سلسلة متتالية من الركنيات التي حولها جميعا السوفييت إلى أهداف، تمكنوا من انتزاع تعادل تاريخي مع نهاية المباراة.
مان يونايتد 5- 3 توتنهام (2001)
سطر المدرب الاسكوتلندي أليكس فيرغسون لحظة تاريخية جديدة في تاريخ مان يونايتد، بعد أن ظل الشياطين الحمر متأخرين بثلاثية نظيفة حتى نهاية الشوط الأول، واعتقد الجميع أن توتنهام فاز بالفعل بنقاط المباراة الثلاث، إلا أن المدرب الاسكوتلندي كان له رأي آخر.ففي الاستراحة لقي لاعبو مان يونايتد من السير فيرغسون ما كان كافيا ليجعلهم يظهرون بالفعل روحا «شيطانية» في الملعب، وبحلول الدقيقة 72 نجح الشياطين الثلاثة آندي كول ولوران بلان ورود فان نيستلروي في تحقيق التعادل للفريق.
وقبل أن ينقذ الحكم توتنهام بصافرة النهاية تمكن خوان سابيستيان فيرون وديفيد بيكام من إضافة هدفي التقدم لمان يونايتد.
انتصارات قاتلة
وعلى نفس الطريقة فاز ديبورتيفو لاكورونا باريس سان جرمان 4-3 في دوري الابطال عام 2001 حيث سجل ديبورتيفو لاكورونا استفاقة رائعة في مباراة تاريخية لعشاق الفريق أمام باريس سان جرمان بطل فرنسا في المجموعة الثانية من منافسات دوري أبطال أوروبا.وتأخر ديبورتيفو أمام سان جرمان بثلاثية نظيفة حتى الدقيقة العاشرة من عمر الشوط الثاني قبل أن يلعب والتر باندياني أحد أهم المباريات في تاريخه ويقود فريقه لتسجيل عودة قوية.وافتتح باندياني في الدقيقة 57 ثم تبعه دييجو تريستان بثلاث دقائق، وعاد باندياني للتسجيل معادلا النتيجة لفريقه في لدقيقة 76، ثم اختتم أهداف فريقه وعرضه المذهل برأسية أكملت رباعية فريقه.
كما كانت الكأس الأولى في تاريخ بلاكبول ناتجة عن صحوته الكبرى في نهائي كأس إنجلترا أمام بولتون، بفضل مهاجمه ستان مورتنسن.افتتح لوفتهاوس التسجيل لبولتون مبكرا في الدقيقة الثانية من عمر المباراة، إلا أن مورتينسن عادل النتيجة إلى 1-1 في الدقيقة 35. وأعاد ويلي موير فريقه للمقدمة في الدقيقة 39، واقترب إيريك بيل بفريقه من الكأس بهدف ثالث في الدقيقة 55، لكن مورتنسن استعاد صحوته مسجلا هدفين متتاليتين في الدقيقتين 68 و89 محققا التعادل لفريقه والهاتريك الشخصي له في المباراة، قبل أن يخطف بيل بيري هدف الفوز لبلاكبول في الوقت بدل الضائع.
ويحفل تاريخ كرة القدم بمعجزات قاتلة لعل ابرزها فوز مان يونايتد بدوري أبطال أوروبا 1999 بعدما نجح الانجليزي المخضرم شيرينغهام والنرويجي اولي سوليسكاير في تحويل هزيمة الشياطين امام بايرن ميونيخ الى فوز قاتل 2-1 في الوقت بدل الضائع، كما حول منتخب المانيا تأخره 1-3 الى تعادل في الوقت الاضافي الثاني 3-3 قبل ان يحتكم الفريقان الى ركلات الترجيح التي انصفت الألمان واهلتهم لنهائي مونديال اسبانيا 1982 على حساب ديوك فرنسا.