كشفت دراسة في اقتصادات الرياضة أجرتها إحدى الشركات الراعية لبطولة دوري أبطال أوروبا عن تحقيق الفرق المشاركة في البطولة والتي تأهلت إلى دور الـ 16 لأرباح مادية وصلت إلى 50 مليون يورو من البطولة، محطمة بذلك الأزمة المالية العالمية وحالة الكساد التي تسيطر على السوق العالمية.
وجاء التقرير الذي نشرته هيئة الإذاعة البريطانية صادما بالنسبة للكثيرين بسبب نسبة الأرباح العالية التي حصدتها الأندية رغم الحالة الاقتصادية السيئة لمعظم رجال الأعمال، في ظاهرة تعجب لها الكثيرون. وأوضحت الدراسة أن دخول رأس المال لهذه الأندية تمثل في الأموال التي يحصلون عليها كجوائز عن التأهل إلى كل مرحلة من مراحل المسابقة، بالإضافة إلى العوائد المادية للأندية نتيجة المشاركة في المباريات كمبيعات التذاكر، فضلا عن زيادة قيمة اللاعبين الموجودين بكل فريق نتيجة المشاركة في البطولة.
وفجرت الدراسة مفاجأة عندما أكدت أن الاتحاد الأوروبي حقق مكاسب وصلت إلى 6 مليارات يورو عن بطولة عام 2009 فقط لتتساوى مع العوائد التي حققتها كأس العالم الأخيرة في ألمانيا عام 2006.
وقال البروفيسور بجامعة كوفنتري البريطانية والمتخصص في اقتصادات الرياضة سايمون تشادويك والذي أجرى الدراسة: زيادة العوائد المادية لدوري الأبطال هذا الموسم تأتى لسبب واحد فقط وهو الكساد الاقتصادي عالميا.
وأوضح تشادويك أن الرعاة من الشركات الكبرى حاولوا الترويج لمنتجاتهم لكي يبيعوا أكثر للتغلب على الكساد، بالإضافة إلى أنهم حاولوا تركيز إعلاناتهم على الأماكن الأكثر جذبا لتقليل مخاطر عدم جدوى الإعلان، وبالتالي بحثوا عن الشيء الأكثر مشاهدة في أوروبا ولم يجدوا أفضل من دوري أبطال أوروبا والتي يتابعها الملايين في أوروبا والعالم بصفة عامة سواء من داخل الملعب أو من خلال شاشات التلفزيون، مما يعنى أن الأندية حصلت على زيادة في حصتها من الاتحاد الأوروبي لكرة القدم نتيجة اتفاقات الرعاية التي يوقعها الاتحاد للبطولة، فضلا عن زيادة في عقود الرعاية الخاصة بكل ناد على حدة مع المعلنين لديه.
وفندت الدراسة التقسيم الخاص بعوائد الأندية، حيث أكدت أن كل ناد حصل على 50 مليون يورو بواقع 14 مليون يورو كجوائز عن التأهل للأدوار المتتالية من البطولة، و12 مليون يورو من عقود الرعاية الخاصة بالاتحاد الأوروبي «ويفا»، و8 ملايين يورو من عقود الرعاية الخاصة لكل ناد ومبيعات التذاكر، و6 ملايين يورو لزيادة قيم اللاعبين في كل فريق.
وأوضح تشادويك ان قيمة كل لاعب شارك في دوري أبطال أوروبا زادت في سوق اللاعبين مما يعني مكاسب أنديتهم في حال بيعهم مستشهدا بفريق ليون الفرنسي الذي أعلن أن هدفه الأساسي من المشاركة في البطولة هو زيادة قيمة لاعبيه لإعادة بيعهم مرة أخرى بسعر أعلى.
وكشف تشادويك عن وجود حالة من التضخم في سوق اللاعبين خلال الفترة الحالية بسبب ارتفاع أسعار اللاعبين بشكل مبالغ فيه، مثل صفقة انتقال البرتغالي كرستيانو رونالدو إلى ريال مدريد الإسباني مقابل 96 مليون يورو، وكاكا الذي انتقل من ميلان للريال أيضا مقابل 65 مليون يورو، وصفقة السويدي زلاتان إبراهيموفيتش الذي انضم إلى برشلونة الإسباني في صفقة تبادلية مع الكاميروني صامويل إيتو، بالإضافة إلى 40 مليون يورو حصل عليها النادي الإيطالي ليصل إجمالي الصفقة إلى 80 مليون يورو.
وأوضحت الدراسة ان نادي بوردو الفرنسي كان أكثر الأندية استفادة من الجوائز المادية لـ «اليويفا» بحصوله على 11.5 مليون يورو، وجاء في المركز الثاني كل من تشيلسي الإنجليزي وفيورنتينا الإيطالي بتحقيقهما ربحا بلغ 11.1 مليون يورو، ومن بعدها جاءت أندية أرسنال، ومان يونايتد الإنجليزيان، وليون الفرنسي، وريال مدريد الإسباني وإشبيلية الإسباني ولكل منها 10.7 ملايين يورو.
وأرجعت الدراسة السبب وراء التفاوت بين أرباح الأندية من جوائز الـ «يويفا» إلى أن لائحة مكافآت الفوز الموضوعة من قبل الاتحاد الأوروبي والتي تنص على حصول كل فريق على 800 ألف يورو في حالة الفوز و400 ألف يورو في حالة التعادل ولا شيء في حالة الخسارة بمباريات البطولة، مما يعنى أن الفريق الذي سيتمكن من الفوز باللقب هذا الموسم سيحصل على 31.2 مليون يورو من الـ «يويفا» كجوائز عن تخطي جميع مراحل البطولة، علما ان مكاسب برشلونة من وراء الفوز بلقب دوري الأبطال الموسم الماضي وصلت إلى 110 ملايين يورو.
أما بالنسبة للفرق التي فشلت في التأهل إلى دور ثمن النهائي من دوري الأبطال، فأكدت الدراسة أن خسائرها المالية ستكون كبيرة حتى من انتقل منها للمشاركة في بطولة الدوري الأوروبي مثل لي?ربول الإنجليزي ويو?نتوس الإيطالي، خصوصا أن بطولة دوري أبطال أوروبا هي بطولة الصفوة في أوروبا وتقدم عوائد تجارية تفوق الدوري الأوروبي بكثير، مشيرة إلى أن أي فريق يحتاج للفوز بلقب بطولة الدوري الأوروبي والمعروفة باسم «يوروبا ليغ» للحصول على عوائد مادية مساوية لما تحصل عليه الفرق التي تأهلت إلى دور ثمن النهائي من دوري أبطال أوروبا.
وأكدت الدراسة أن إنجلترا وإسبانيا وإيطاليا كانت أكثر بلدان أوروبا استفادة من النمو المادي للبطولة، فمع وصول مانشستر يونايتد إلى نهائي النسخة الماضية ووصول الفرق الـ 4 ممثلة إنجلترا لثمن النهائي حصلت أندية إنجلترا على 129.5 مليون يورو جائزة تخطي كل مرحلة في البطولة لتتصدر دول أوروبا، ومع وجود 3 فرق إيطالية في دور الـ 16 نسخة العام الحالي تحصل إيطاليا على 104 ملايين يورو، فيما حصدت الأندية الإسبانية 96.6 مليون يورو.