- البناي: الاهتمام ينصب على المدرب الفني ولا نلقي بالاً لمدرب اللياقة
- حسن: لكل نادٍ سياسة مختلفة ولابد من الاستعانة بالطب الرياضي
- إبراهيم: أتحدى أن يوجد في أي نادٍ حالياً نادي «جيم»
- خلف: هذه ظاهرة خليجية والمسؤولية لدينا يتحملها الاتحاد
- دروغبا وإبراهيمو?يتش ورونالدو وروني وكارلوس «نماذج» للجسم المثالي
- عناد: المدرب الواعي يحرص على وجود متخصص في اللياقة
- مقصيـد والشيخ وعلي يجسدون حال أجساد لاعبينا المحليين
ابراهيم مطر
كثيرا ما نرى ونحن نطالع المباريات ان قوة الجسم لها دور كبير في تحقيق الفوز، وكثيرا ما رأينا اهدافا كانت قوة الجسم سببا فيها، وبنظرة سريعة الى نجوم العالم الذين ذاع صيتهم وضربت شهرتهم آفاق الارض نجد ان اغلبهم بل النسبة الغالبة منهم من ذوي البنيان القوي وكأنهم من لاعبي رفع الاثقال أو الالعاب التي تعتمد على القوة العضلية، ولعلنا نتذكر البرازيلي روبرتو كارلوس وحديثا نجد البرتغالي كريستيانو رونالدو وهؤلاء يخيل اليك وانت تطالعهم في نهاية المباراة كأنهم نزلوا ارض الملعب لتوهم.
وتحفل قائمة اللاعبين العالميين اصحاب القوة البدنية الهائلة والطول الفارع بأسماء نجوم في حجم الانجليزي بيتركراوتش ومواطنه واين روني والعاجي ديدييه دروغبا والسويدي زلاتان ابراهيموفيتش والتشيكي يان كولر والكاميروني صامويل ايتو والالماني ميكايل بالاك والايطالي لوكاطوني والهولندي رودفان نيستلروي.
وعندما ننظر الى ملاعبنا والى لاعبي انديتنا المحلية نجد ان نسبة كبيرة منهم من ضعاف البنيان، حتى اللاعبون البارزون الذين تعول عليهم انديتهم ويعول عليهم المنتخب الوطني اكثرهم من ذوي الاجسام الضعيفة باستثناء القليل، فمثلا لاعب الكويت وليد علي ولاعب القادسية صالح الشيخ ولاعب العربي علي مقصيد، فهل هذه ظاهرة غالبة في ملاعبنا وهل يمكن علاجها والتغلب عليها؟
في البداية قال طبيب المنتخب الوطني د.عبدالمجيد البناي ان القوة البدنية هي كلمة السر في تألق اللاعب وظهوره بشكل جيد، اضافة الى المهارة واللياقة، فكلما تميز اللاعب ببنيان قوي ولياقة بدنية عالية كان أداؤه عاليا طوال المباراة، لافتا الى ان الموهبة والمهارات والسرعة ربما تعوض ضعف البنيان ولكنها لاتعوض جانب اللياقة فلاعب مثل الارجنتيني ميسي عضلاته وبنيانه ليسا مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو ولكن موهبة ميسي وسرعته ولياقته تعوض ذلك. واشار البناي الى اننا نلاحظ كثرة الاصابات في الدوريات الخليجية والعربية على العكس في دوريات اوروبا مرجعا ذلك الى عوامل اهمها قوة البنيان فهناك مدربون متخصصون للياقة البدنية على مستوى عال على العكس من وضعنا نحن، فنحن لدينا مدرسو تربية رياضية يقومون بهذه المهام وهم ليسوا على دراية تامة بالاساليب والطرق الحديثة لامور اللياقة. وقال البناي ان بنية اللاعب الكويتي تحتاج الى دراسة لاصلاحها، فهؤلاء النجوم الذين نراهم في اوروبا كان الاهتمام بهم منذ الصغر، فهناك برامج غذائية مدروسة يسيرون عليها بانتظام وهناك برامج اخرى في تقوية البنيان ورفع اللياقة، فاللاعب اذا كبر ولم يتعود على هذه البرامج منذ الصغر فكيف نعوده على ذلك في الكبر؟
واضاف ان الرياضة اصبحت علما يدرس وتقام عليه ابحاث ودراسات متخصصة ولم تعد كما نتخيل نحن، مدربا فنيا ومدرب لياقة، فقط، ولكنها «احتراف» بكل ما للكلمة من معني، فلابد من لاعب محترف ومدرب فني محترف ومدرب لياقة محترف، واداري محترف وطبيب محترف واخصائي غذائي محترف، وعندنا في الكويت لابد من الاهتمام بالتخصص قلما نهتم بالنظر والتدقيق في السيرة الذاتية للمدرب الفني.
إصابات الملاعب
وفي الاطار ذاته قال مدير ادارة الطب الرياضي د.فيصل حسن ان هناك عوامل عدة تساعد على التقليل من الاصابات داخل الملعب منها القوة البدنية والتوافق العضلي والعصبي والتغذية السليمة والتدريب الجيد، مشيرا الى ان لاعب كرة القدم يحتاج لتقوية اسبوعية لعضلات البطن والفخذ والظهر، ولابد من وجود تخطيط سليم واستراتيجية لفرضها على الاندية والاتحادات، لان كل ناد وكل اتحاد له سياسة تختلف عن غيره، لافتا الى ضرورة الاستعانة بالطب الرياضي لان الرياضة اصبحت علما ولكننا للاسف نتعامل معها على انها هواية على عكس اندية اوروبا التي تجري فحوصات شاملة لكل لاعب للوقوف على اماكن القصور في جسمه لمعالجتها.
السرعة والقوة
من جانبه قال مدرب العربي السابق احمد خلف ان كرة القدم تعتمد على عاملين اساسيين هما القوة والسرعة واذا توافر هذان العنصران فسنجد لاعبا على مستوى جيد، ولكننا نعاني من ضعف بنيان اللاعبين خاصة في خطي الوسط والدفاع، وهي ظاهرة منتشرة في منطقة الخليج ككل وليس في الكويت فقط.
واوضح خلف ان اللاعبين المشاهير الذين نراهم في دوريات اوروبا لم ينشأوا اقوياء اصحاب اجسام قوية، ولكنهم تلقوا تدريبات ونشأوا على برامج خاصة ببناء الجسم وتعودوا عليها حتى اصبحت من عاداتهم، لذلك لابد من وجود برامج لتطوير ثقافة لاعبينا عن النواحي البدنية واللياقة. واشار الى ان المشكلة لدينا تكمن في ان كل مدربينا فنيون، ولا نرى مدربين في اللياقة البدنية ونضطر اثر ذلك الى التعاقد مع مدربين اجانب وربما يكونون على غير المستوى فلا يطوروا من مستوى اللاعبين وهذا الأمر يلقي على عاتق اتحاد الكرة الذي يهتم ويركز على تخريج مدربين فنيين فقط فيقيم لهم الدورات ولا يلقي بالا لمدربي اللياقة. وقال مدرب القادسية محمد ابراهيم: أنا كمدرب اعاني من مشكلة ضعف بنيان اللاعبين وتؤرقني كثيرا، لأن المدرب عندما يريد ان يطبق خطة أو فكرا داخل الملعب فإنه يحتاج الى لاعبين بمواصفات معينة خاصة في خط الوسط الذي يحتاج الى لاعبين تتوافر فيهم صفتان اساسيتان القوة البدنية والمهارة، ولكن هذه المشكلة لها جذور تمتد الى فترة التأسيس منذ البداية، فنحن عندما نلعب على المستوى الخليجي لا نشعر بها كثيرا ولكنها تكون واضحة وبجلاء عندما نخوض مباريات خارج نطاق الخليج.
واكد ابراهيم ان الاصل في هذه الظاهرة انه لا يوجد في الكويت نظام احتراف كامل كما نرى في دوريات اخرى، فاللاعب يحيا ويتعايش مع الكرة بصفة دائمة وليس كهاو، ومن الطريف الآن ان هناك دراسات وتفكيرا لايجاد مدرب لكل خط في الفريق فهناك مدرب لخط الهجوم وآخر للدفاع وثالث لخط الوسط، ونحن هنا محلك سر. واوضح انه لابد من توفير ثلاث حصص على الاقل خلال الاسبوع يتدرب اللاعبون خلالها على حمل الاثقال ويمارسون تدريبات القوة التي تقوي عضلاتهم، لافتا الى انه يتحدى ان يوجد في اي ناد حاليا نادي «جيم» يتدرب فيه اللاعبون، كما في اندية اخرى ليست بعيدة عنا ولكن في دول خليجية قريبة منا.
المهارة عامل مساعد
اما مدرب الصليبخات ثامر عناد فقال ان المدرب الواعي لابد ان يحرص على وجود مدرب متخصص وعلى مستوى عال للياقة البدنية لأن النواحي الفنية التي نسعى لتحقيقها لن تجنيها الا اذا كان اللاعب قوي البنيان صاحب لياقة بدنية عالية، ومما يؤسف له اننا هنا في الكويت نهتم بالتعاقد مع مدرب فني ومدرب لحراس المرمى ونغض الطرف عن مستوى مدرب اللياقة البدنية هل هو كفء ام لا. ولفت عناد الى ان الكرة الحديثة تعتمد على القوة واللياقة والمهارة تعتبر عاملا مساعدا، ففي اوروبا يمكن ان تغطي المهارة على نقص اللياقة او تعوضها ولكن عندنا لا، كما ان لاعبينا يعتبرون هواة لانه لا يوجد لدينا نظام احترافي كامل كما في الدوريات الاخرى القوية.