ناصر العنزي
«عايز تهده هاتلوا جدّو» وجدّو هذا هو النجم المصري محمد ناجي جدو الذي غادر بيته في البحيرة الى انغولا ولا احد يعرفه سوى مدربه حسن شحاتة ومساعده شوقي غريب، لكنه عاد الى مدينته الهادئة الجميلة محملا بالكنوز الافريقية وجواهرها، عاد وفي يده كأس اللاعب الهداف بخمسة اهداف فخرج أهل مدينته ينثرون الورود فوق رأسه، فلم يكن جدّو مهاجما تقليديا يدخل الملعب كموظف رسمي يوقع في كشف الحضور فاذا وصلته الكرة «كان بها» واذا لم تصله غادر الملعب بعد التوقيع على كشف الانصراف، فقد كان حالة نادرة جدا قلما توجد في الملاعب، فهل سمعتم بلاعب احتياط يدخله المدرب في بعض فترات الشوط الثاني يتوج هدافا للمسابقة؟ فماذا سيفعل اذن لو كان لاعبا اساسيا؟! واثبت جدّو كما يقال في الامثال الشعبية «ياما في الحبس مظاليم» فياما ايضا مظاليم في دكة الاحتياط، لو فكّ القيد عن ايديهم لفعلت اقدامهم العجب، وحالة جدو هذه يجب ان تعمم وتدرس في مناهج التربية للمرحلة الابتدائية كي نزرع في نفوس الاطفال الاصرار والتحدي وننزع من قلوبهم الخوف والفشل.
وحالات اللاعب البديل كثيرة ومتنوعة، فقد يكون افضل حالا من اللاعب الاساسي، ولكن المدرب «يدخره» لوقته «فالقرش الأبيض ينفع في اليوم الاسود»، ومن الطرائف التي تروى عن اللاعب الاحتياط ان فريقا من شرق آسيا اشترى النجم الارجنتيني مارادونا في عز نجوميته لكنه استمر في خسائره والسبب ان المدرب وضع مارادونا في الاحتياط، وسجلت ملاعب مدريد حالة وفاة لناشئ كرة في نادي اتلتيكو مدريد بعد سقوط سقف مقاعد البدلاء عليه ونقل اللاعب الصاعد الى المستشفى على وجه السرعة وهو يعاني من اصابة بالغة في الرأس.
وعادة ما يطلق المعلق المشهور خالد الحربان الالقاب المميزة على اللاعبين فجاسم يعقوب اسماه «المرعب» وفتحي كميل «الفارس الاسمر» وعبدالعزيز العنبري «المخلص»، وفي خليجي 8 في المنامة عام 1986 تألق النجم السابق مؤيد الحداد وكان سببا في فوز الازرق باللقب حينما يدخله المدرب صالح زكريا بديلا في الشوط الثاني وفاز يومها بجائزة «افضل لاعب» رغم انه كان لاعبا احتياطيا واطلق عليه الحربان «البديل الناجح».
ولا يضر اللاعب النجم ان يكون احتياطيا ولكن يضره ان يكون اساسيا ولا ينفع فريقه ويسعد جماهيره، فأعطني مهاجما يلعب 10 دقائق ويسجل ولا تعطني آخر يلعب الوقت كله ويسدد الكرة في القائمين.
وفي ملاعبنا حاليا تبرز اسماء عدة تكون لها كلمة مؤثرة عند دخولها في الشوط الثاني ومنهم حمد العنزي مهاجم القادسية، ويوسف ناصر مهاجم كاظمة، فالاول يقتنص الاهداف وركلات الجزاء ايضا والثاني قدمه «طايحة» على المرمى، فهما مع فريقيهما احتياطيان، واساسيان عند المدرب غوران توفاريتش في المنتخب، وهذه هي حال الكرة.