-
الطاهر: التلفظ على الحكام لا يوجد فيه ضرر وفي حالة التعدي بالضرب هناك عقوبات مغلظة
-
الهزاع: أين الاتحاد من تنظيم المحاضرات؟ والمعسكرات ضرورية لتطوير المستوى
-
السلامة: مستوى التحكيم لم يتطور منذ 20 عاماً ومستعدون لتحمل تكاليف الحكم الأجنبي
يحيى حميدان
انتشرت في ملاعبنا بدوري كرة السلة في الفترة الأخيرة ظاهرة لم نكن نعهدها من قبل، ولم نكن نراها إلا نادرا، ولكنها الآن كثرت وتفشت، فلا تكاد مباراة تمر حتى نلاحظها، إنها ظاهرة الاعتراضات والاحتجاجات على الحكام، وليت الأمر يقف عند هذا الحد ولكنه تعدى ذلك إلى التعدي والتطاول على الحكام سواء بالكلمات النابية أو التشابك بالأيدي، وأصبحت تلك الظاهرة مألوفة خاصة في الأسابيع الأخيرة من الدوري من دون ان تكون هناك وقفة جادة من الاتحاد للتصدي لهذه المهازل التي ترتكب في حق الحكام، وفي حقيقة الأمر تنتاب أي متابع لدوري السلة حيرة كبيرة من السكوت الغريب على هذه الظاهرة التي باتت تحدث مع كل جولة.
ومن ينظر إلى قائمة اللاعبين الذين تعرضوا للإيقاف بسبب تعديهم على الحكام فسيصاب بالذهول لانها قائمة طويلة ولا مجال لذكرها الآن لكثرة الأسماء، ولكن من المسؤول عن تكرار مثل هذه التصرفات؟ بالطبع اتحاد اللعبة هو المسؤول الأول بسبب العقوبات البسيطة بل المضحكة التي يوقعها بحق هؤلاء اللاعبين، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
وبسبب هذه العقوبات التي لا تناسب ما اقترفه اللاعبون باتوا يتمادون في تعديهم على الحكام الذين ضاعت هيبتهم بسبب كثرة الشتائم التي يتلقونها من كل حدب وصوب، فيما يكتفي الاتحاد بإيقاف اللاعب المخطئ مباراتين فقط، وهو ما يدفع ببقية اللاعبين الى السير على خطى زملائهم لعلمهم أن العقوبة لن تتعدى الإيقاف اكثر من مباراتين سواء ان شتم او تمادى في احتجاجه من خلال إصراره على ضرب الحكم.
»الأنباء» أرادت تسليط الضوء على هذه الظاهرة من خلال استطلاع آراء عدد من المسؤولين والمنتمين للعبة كرة السلة للوقوف أكثر على أسباب تفشي هذه الظاهرة وكيف نعالجها.
التسرع وعدم التروي
في البداية أكد نائب رئيس اتحاد السلة ورئيس اللجنة الفنية المسؤولة عن التحكيم خليل الطاهر أن السبب الأول وراء هذه الظاهرة هو التسرع سواء من اللاعب او الإداري بالاحتجاج على قرارات الحكام دون التروي ومحاولة ضبط النفس، خاصة اذا علمنا ان الكثير من القرارات التي يتم الاحتجاج عليها بصورة كبيرة لا يكون لها تأثير على نتيجة المباراة وهو ما يجعل حدة الاحتجاج تزداد مع كل قرار يحتسبه الحكم ما يخرج المباراة عن إطارها التنافسي ويتفرغ كل لاعب لمحاسبة الحكم على كل قرار يتخذه حتى ان كان صحيحا.
وأضاف الطاهر ان الاحتجاج حق للجميع ولكن يجب في المقابل عدم التجني على الحكام مع كل قرار يتخذونه واتهامهم بالتحيز لطرف ضد اخر، مشيرا الى ان كرة السلة مليئة بالاحتكاكات والالتحامات وفي حال اخطأ الحكم في اتخاذ قرار ما لا يعني هذا انه يتعمد التحيز للطرف الآخر، والأخطاء واردة وأفضل الحكام في العالم يخطئون ولا يتم التجني عليهم بهذه الطريقة الموجودة عندنا.
وبين ان هناك عقوبات تتخذها اللجنة الفنية في حق الحكم المخطئ اذا كان خطؤه قانونيا والعقوبات في اللائحة تكون على شكل إبعاد الحكم عن ادارة المباريات فترة معينة تتراوح بين الأسبوع والشهرين ولا نعلنها حتى لا نشهر بالحكام وحتى تكون الأمور سرية داخل اللجنة.
وأشار الطاهر الى ان مجلس إدارة الاتحاد لديه اطلاع كامل على ما يحدث في المباريات، وسبب إيقاف اللاعب الذي يتعدى على الحكم باللفظ 4 مباريات أو اقل انما يعود الى أن الكلمة ليست لها أثر حسب رأي لجنة المسابقات ولا يوجد بها ضرر، وفي حال تعدى اللاعب على الحكم بالضرب فإن هناك عقوبات مغلظة قد تصل الى حرمان اللاعب من المشاركة مع ناديه لسنة أو اكثر.
ولفت الى ان اللجنة الفنية تعاني من نقص حاد في عدد الحكام ونحن نعمل منذ فترة طويلة في كل الاتجاهات لاستقدام حكام جدد للاتحاد ولكن دون جدوى، ومع انطلاق الموسم الحالي نظمنا دورة تدريبية للحكام وتقدم اليها 38 شخصا غالبيتهم من النساء وسبب عزوف العنصر الرجالي يعود الى العديد من الأمور رغم تقديمنا كل الحوافز لهم.
وطالب الطاهر اللاعبين والإداريين بالتحلي بالروح الرياضية فيما تبقى من مباريات الموسم لان الحكم هو زميل وأخ لهم وجل اهتمامه إيصال المباراة الى بر الأمان ولا ينحاز لطرف ضد آخر.
عدم اهتمام الاتحاد
من جهته نفى الحكم الدولي سالم الهزاع وجود تحيز من الحكام لأندية على حساب أندية أخرى، مؤكدا أن أي حكم يتم تكليفه بإدارة إحدى المباريات يدرك تماما انه سيحاسب امام ربه اولا ثم من الاتحاد اذا تعمد خسارة أي فريق، مشيرا الى انه يجب ان تدرك الأندية أننا الجميع سواسية وفي حال اخطأ حكم في اتخاذ قرار ما فإنه بشكل اكيد لا يتعمد أن يكون قراره لطرف ضد آخر.
وذكر ان حكام السلة يعانون كثيرا بسبب عدم اهتمام الاتحاد بهم، اذ لا توجد هناك مساندة لهم في حال التعدي عليهم، إضافة الى عدم تنظيم محاضرات بصفة مستمرة لتطوير مستواهم ومعرفة الجديد في عالم التحكيم، الى جانب عدم توفير متطلباتهم التي اهمها اقامة معسكرات خارجية أسوة بحكام الألعاب الأخرى، وناشد الهزاع رئيس اتحاد السلة الشيخ حمد السالم ضرورة الجلوس مع الحكام للاستماع إلى مشاكلهم.
حكام أجانب
أما امين سر الجهراء ومدير لعبة السلة فيصل السلامة فقال إن مستوى التحكيم لدينا لم يطرأ عليه تغيير او تطوير منذ 20 عاما وهذا الأمر تتحمله اللجنة الفنية التي يقع على عاتقها العمل بصورة مستمرة لتطوير مستوى الحكام وتوفير جميع متطلباتهم لكي يرتقوا بمستواهم ويصبح في نفس مستوى الدوري الذي بدأ يرتفع وبصورة واضحة خاصة في هذا الموسم.
وبين السلامة ان إدارة الجهراء تقوم بالعديد من الامور التي تسهل مهمة أطقم حكام المباريات ودائما ما نعمل على تهدئة اللاعبين في حال أحسوا بالظلم، لافتا الى ان هناك عقوبات رادعة يتم اتخاذها في حق اي لاعب يتعدى على أي حكم وتصل هذه العقوبات الى الخصم من مستحقاته المالية.
واكد أنه يتمنى من الاتحاد أن يستقدم حكاما أجانب لإدارة مباريات الدوري خاصة في مباريات المربع الذهبي وإذا تعذر ذلك لضعف ميزانية الاتحاد فإننا كأندية مستعدون لتحمل تكاليف استقدامهم، مطالبا الاتحاد بتنظيم محاضرات للاعبين في قوانين التحكيم لإطلاعهم على أي تعديل جديد في قوانين اللعبة.
ضغوط كبيرة
بدوره أوضح مدير الفريق الاول بالقادسية هاني الملا ان بعض الحكام يتأثر ببعض الضغوط خاصة اذا كانت المباراة تجمع بين فريقين كبيرين ومتقاربي المستوى، وهنا يجب عليهم الابتعاد قدر الامكان عن هذه الضغوط، لافتا الى ان تكرار نفس الحكم لإدارة مباراة طرفها «سين» من الأندية بصفة مستمرة يجعل الحكم تحت ضغوط كبيرة ويقوم على اثر ذلك بمحاولة تعويض هذا النادي عن خطأ ارتكبه دون قصد في مباراة سابقة، ما يدخلنا في دوامة من المشاكل دون مراعاة أن النادي المتضرر دفع الأموال وبذل الجهد في سبيل تجهيز الفريق.
وطالب الملا اللجنة الفنية المسؤولة عن توزيع الحكام بضرورة اختيار الأطقم التحكيمية للمباريات حسب قوة المباراة وحساسيتها حتى لا يتم الزج بحكام جدد لا يمتلكون الخبرة الكافية في مباريات حساسة ومصيرية.
اختيار الحكام الأكفاء
الى ذلك رفض مدرب سلة الساحل سالم الداود فكرة ان يكون هناك تحيز من بعض الحكام ضد بعض الفرق، مبينا انه في حال اخطأ الحكم فقد تكون هذه الأخطاء تقديرية خاصة اذا علمنا ان الحكم مطلوب منه اتخاذ قراره في اجزاء من الثانية.
وأكد ان مستوى التحكيم جيد ولكن يوجد هناك خلل في إسناد المباريات لبعض الحكام، ولذلك يجب على اللجنة الفنية اختيار الحكام الاكفاء لادارة المباريات التي تكون متقاربة المستوى، اما المباريات التي تكون من جانب واحد فيجب ان تعطى الفرصة من خلالها الى الحكام الأقل خبرة.
واضاف ان أبرز سلبيات الحكام هي التردد في اتخاذ القرار واذا كانت المباراة بين فريقين احدهما قوي والاخر ضعيف فربما يكون هناك نوع من التغاضي عن أخطاء لاعبي الفريق الأضعف ما يجعل لاعبي الفرق الكبيرة خاصة لاعبي المنتخب عرضة للإصابات، ولا يقوم الحكام بحمايتهم من خلال اتخاذهم القرارات التي تردع تمادي بعض لاعبي فرق المؤخرة في ضربهم.
الاستعداد بدنياً ونفسياً
وقال مدرب السالمية وليد الهندي انه يتمنى من الحكم ان يهيئ نفسه بدنيا ونفسيا قبل ادارته اي مباراة سواء كانت ضعيفة او قوية، ويجب عليه كذلك دراسة نقاط قوة وضعف طرفي المباراة قبل النزول الى الملعب لإدارتها.
واضاف: بعض الحكام وللأسف الشديد يستهين بالمباريات التي يكون طرفها فرق من قاع الترتيب ولا يدير المباراة بجدية.. وفي احدى المباريات صعقنا عندما قام احد الحكام بمداعبة احد لاعبي الفرق الكبيرة بعد ارتكابه خطأ ضد لاعبنا عندما بادره بالسؤال «هل تود احتساب الخطأ عليك ام على زميلك؟».. وهذا الامر مرفوض ولم نكن نرغب في سماعه من حكم نكن له كل احترام وتقدير.
وشدد الهندي على اهمية جدية الحكم في ادارة المباريات حتى ان كانت ضعيفة والا يستخف بالمباراة حتى ان كان الفارق شاسعا بين الجانبين.
حكام أجانب للمربع الذهبي
ذكر نائب رئيس اتحاد السلة ورئيس اللجنة الفنية خليل الطاهر ان اللجنة الفنية تدرس حاليا استقدام حكام اجانب لادارة مباريات المربع الذهبي للدوري كما جرت العادة في المواسم الماضية.
وبين ان الاتحاد حاليا يبحث هذه الفكرة وسيقوم بمخاطبة الاتحاد الدولي حول قدرة اتحاد اللعبة في الاستفادة من الحكام الاجانب في ظل ايقاف اللعبة دوليا من الاتحاد الدولي.
إيقاف أويدن مباراتين
قررت لجنة المسابقات وشؤون اللاعبين أمس الاول ايقاف محترف كاظمة الاميركي جوزيف اويدن مباراتين بعد قيامه بشتم احد الحكام بكلمات نابية في مباراة فريقه مع الصليبخات التي اقيمت الاربعاء الماضي ضمن مباريات الجولة الـ 23 للدوري. يعتبر اويدن حلقة من حلقات مسلسل «شتم الحكام» هذا الموسم وما زالت الحلقات مستمرة اذا لم يتحرك الاتحاد.
«الفنية» تتدخل لتخفيف العقوبات
يتسبب بعض اعضاء اللجنة الفنية في ازدياد حوادث الاعتداء على حكام السلة من خلال وساطتهم الدائمة لتخفيف العقوبات على بعض لاعبي الاندية التي ينتمون اليها.
وقد أبدى بعض الحكام تذمرهم من تدخل اللجنة الفنية في تخفيف العقوبات على اللاعبين المخطئين وهو ما يجعل هيبة الحكم تضيع مع قيام الاتحاد بتدليل اللاعبين واتخاذهم عقوبات متفاوتة من 4 مباريات الى مباراتين الى مباراة واحدة في حق مجموعة من اللاعبين ارتكبوا نفس الخطأ وهو ما يثير الاستغراب والحيرة.
وبينت مصادر من داخل الاتحاد أن اللجنــة الفنية لم تقم بتوفير ملابس الحكام منذ ما يقــارب الـ 3 أعوام اضافة الى بعض الأمور الأخرى فكيف تطالب اللجنة الفنية اللاعبين المعتزلين بدخول السلك التحكيمي؟!