ناصر العنزي
ان يصاب اللاعب داخل الملعب فهذا أمر طبيعي بل غير الطبيعي ان يكمل اللاعب مشواره دون ان يتعرض لإصابة واحدة في حياته، وان يصاب حكم الساحة أمر وارد جدا فهو مثل اللاعبين يبذل جهدا عضليا ولكن ان يتعرض الحكم المساعد للاصابة فذلك نادر لطبيعة عمله التي تحتم عليه التحرك في منطقة صغيرة لا تكلفه بذل الجهد الكبير، وقد سجل الحكم المساعد خليفة المنيع اول حالة لمثل هذه الاصابات في الموسم الحالي اثناء مباراة القادسية وكاظمة في القسم الاول بعدما تعرض لشد عضلي منعه من تكملة الشوط الثاني واستعان حكم المباراة بالحكم الرابع عباس الشمري لتكملة المباراة.
ويطلق على الحكم المساعد في السابق حامل الراية او رجل الخط وعادة ما يكون الضحية من قبل الجماهير الغاضبة لقرب مكانه من المدرجات ويعتمد عليه الحكم اعتمادا كليا في كشف حالات التسلل ويحتاج في ذلك الى عين «الصقر» لرصد المتسللين اما اذا كان نظر الحكم المساعد ضعيفا فإن كل المباريات ستخلو من حالات التسلل، ومن اهم واجباته ايضا الاشارة لضربات الجزاء وللركنيات واجتياز الكرة لخط المرمى ومشاركة الحكم الرئيس في قرارات الطرد والانذارات، ويقول احد الحكام المساعدين «نحن المظلومون في مجال الكرة فالشهرة تذهب لحكم الساحة رغم ان خطأه غالبا اكبر من خطئنا»، فيما يعارضه آخرون ويؤكدون ان حكم الساحة يتعرض لضغوطات متواصلة طوال المباراة فالتعامل مع الصافرة اصعب بكثير من التعامل مع راية ملونة لا تستخدمها كثيرا.
ويشعر الشعب الألماني بالضيق كلما جاء ذكر الحكم المساعد والذي كان سببا مباشرا في خسارة منتخبهم لنهائي كأس العالم في لندن 1966 بعدما احتسب الحكم بناء على اشارة مساعده هدفا غير صحيح للانجليزي جيف هيرست اثر كرة قوية ارتطمت في العارضة ثم هبطت على خط المرمى ولم تعبره.وفي ملاعبنا العربية فان الحكم الرئيس عادة ما يتجاهل اشارات الحكم المساعد لانه يجدها «نقيصة» في حقه وكي يثبت انه الاقوى في الملعب هذا ما يقوله بعض الحكام المساعدين الذين يطالبون بصلاحيات اخرى تخولهم اتخاذ قرار يخالف قرار حكم الساحة فلماذا هو فقط يلغي قرارنا؟ لماذا لا نلغي قراره أيضا؟ ويرد عليهم الحكام «لماذا لا تطالبون ايضا بصافرة وبطاقات ملونة» وتتذكر الجماهير الكويتية الحكم السابق جواد عاشور عندما كان «يوبخ» مساعده بانزال رايته باشارة من يده تدل على ان اللعبة لا يوجد بها تسلل واحيانا اخرى يطلق صافرته على حدوث تسلل دون اشارة من مساعده ثم يطالعه بعين غاضبة، ويقول احد حكام الساحة اشعر بعض الاحيان بأن مساعدي لا يتعاون معي كي يحرجني ولا تكتب الصحافة عني «نجم» المباراة، ويكمل: في احدى المباريات لم يشر الى لمسة يد واضحة من صوبه على حدود منطقة الجزاء وبين الشوطين سمعته يقول للمساعد الآخر انه شاهد اللعبة وخاف ان يرفع الراية تحسبا لردة فعل الجماهير.عادة ما يذهب القارئ مباشرة الى العنوان ومن اكثر المانشيتات شيوعا في الصحف في السنوات الماضية وعلى سبيل المثال «القادسية والعربي يتعادلان والحكم نجم المباراة» ولكن لم تكتب الصحافة في عنوانها مساعد الحكم نجم المباراة!