عبدالعزيز جاسم
ما الذي كان وراء تأهل منتخبنا الوطني الى نهائيات كأس آسيا بقطر 2011 هل كان بسبب اصرار اللاعبين وحماسهم وروحهم القتالية العالية ام بسبب العامل الفني والاداء الجيد، ام ان خطة المدرب الصربي غوران توفاريتش مهدت الطريق امام جيل جديد يعيد الى الاذهان جيل 98؟ ويبدو ان كل هذه العوامل تضافرت وساهمت في هذا التأهل الذي اعاد الفرحة الى قلوب عشاق الازرق.
ولكن مع هذا التأهل يجب الا ننسى دعوات اهل الكويت جميعا وبكاء الاطفال الذي دائما ما يكون حاضرا في حال الفوز او الخسارة، وقد ابى لاعبونا هذه المرة الا ان يكون بكاء فرحة بعد ان اذاقوهم في السابق بكاء الحسرة والخروج المتكرر من الدورات والمنافسات السابقة، فعندما ارادوا ان يكونوا على الموعد فعلوا ما ارادوا.
بطولة واستبسال
ولننظر كيف يكمل خالد خلف المباراة وفي رجله كسر، ويتعرض حسين فاضل للاصابة ويتحمل ويكمل، وكذلك يتحامل فهد عوض على نفسه لنقص اللياقة البدنية فأعطى كل ما لديه، ويظهر بدر المطوع في الصورة بعد تعرضه لشد عضلي ويرفض الخروج الا في الدقائق الاخيرة، ويلعب صالح الشيخ في ثلاثة مراكز خلال 30 دقيقة، ويلاحق وليد علي العماني اسماعيل العجمي اينما ذهب وينهي خطورته طوال الشوطين، وينجح مساعد ندا في افشال وقطع جميع الكرات العالية من امام اطول لاعبي عمان حسن ربيع وعماد الحوسني فاحتارا في ارتقائه وقطعه اغلب كراتهم، ويضع يعقوب الطاهر علامة «خطر ممنوع الاقتراب» طوال الشوطين فكان لاعبو عمان يخشون الاقتراب منه لان الهجمة كانت مكتوبا عليها عنوان «الكرة مقطوعة» ويركض طلال العامر بالكرة بلياقة بدنية عالية في الوقت بدل الضائع وكأنه نزل لتوه ولم يكفه انه افسد جميع عمليات التحضير العمانية، ويظهر المهاجم الشاب يوسف ناصر الذي لم يتخط العشرين بثقة عالية ويقوم بتهديد مرمى الحارس علي الحبسي اكثر من مرة، ولم يكتف عبدالله البريكي بقطع الكرات بل كان مصدر خطورة في الكرات العرضية والتمريرات البينية القصيرة والطويلة.
ولن نستغرب ان يرتكب العمانيون أخطاء على طلال نايف الذي أرهقهم بامتلاكه الكرة كثيرا، اما العتيقي فكان على الموعد كالعادة واغلق الجبهة اليسرى ببسالة، واخيرا وليس اخرا هل يعقل ان يتصدى حارس مرمى لكرة في الدقيقة الاخيرة وامامه 3 لاعبين وينقض على الكرة كأنه يقول «المرمى مسكر ما في مجال».
فكر جيد
ولم يكن اشد المتفائلين يتوقع ان يكون الازرق هو الأخطر بإضاعة الفرص لان الاستحواذ على الكرة في مثل هذه المباريات يعتبر صعبا فلعب الازرق بواقعية واعتمد على الهجمات المرتدة عن طريق الرباعي وليد والمطوع والبريكي ويوسف ناصر ومن خلفهم صالح الشيخ وكادت جهودهم تثمر هدفا على الأقل، لكن الفرص التي سنحت أطاح بها يوسف ناصر تارة في يد الحبسي واخرى خارج الملعب، بينما وقف لاعبو عمان يتفرجون عاجزون عن إيجاد الحلول فالكرات الطولية تجد رأس ندا او فاضل او قبضة الخالدي، والكرات البينية تجد سرعة الطاهر وعوض ووليد.
كما ان تمريرات ابرز نجم في المباراة طلال العامر كان اغلبها مقطوعا على الرغم من انه ادى دورا كبيرا في قطع اغلب كرات العمانيين الذين كانوا يخشون زيادة عدد اللاعبين في هجماتهم خوفا من سرعة المطوع وذكائه مع البريكي ووليد علي في الهجمات المرتدة، لذلك وضح من خلال المجريات ان المدرب الفرنسي كلود لوروا فضل ان يعطي تعليماته الاخيرة له بين شوطي المباراة وفي المقابل احسن مدربنا غوران التعامل مع هذا الشوط بدرجة لن نبالغ ان قلنا 100% لان مرمى الخالدي لم يتعرض لأي هجمة خطرة وكذلك لأنه تمكن من تخطي الربع ساعة الاول بنجاح وامتص حماس جماهير ولاعبي عمان.
ضغط عماني
وفي الشوط الثاني انقلب الحال رأسا على عقب وكأن غوران قال للاعبين هذا شوطكم وانا سأتفرج، لان العمانيين تسلموا زمام الامور والمبادرة ولولا استبسال اللاعبين لكانت النتائج عكس ما تمناه الجميع، فبعد خروج وليد علي اصبحت الجهة اليسرى مشرعة ومطمع للهجمات العمانية المتكررة، كما ظل فهد عوض وحيدا في هذه الجهة التي كان من المفترض ان يسانده فيها صالح الشيخ الذي كان يركن الى اللعب في الوسط اكثر من اللعب كوسط ايسر ولم يفطن الى ذلك غوران الا في الدقائق الاخيرة لكن كان دخول طلال نايف بدلا من البريكي صائبا.
وفي ظل الضغط الهجومي العماني ومرور الوقت ظهر ضعف اللياقة البدنية للاعبينا وكان اغلبهم يطلب التغيير وهم معذورون بسبب المجهود الكبير الذي بذلوه باستثناء العامر الذي ادى المباراة بنفس الرتم، ولكن الغريب هو تراجع مستوى المطوع في هذا الشوط وبروز يوسف ناصر اكثر في التحرك وربما كان الشد العضلي للمطوع السبب في ذلك.
وما يؤخذ على الجهاز الفني انه انهى جميع تبديلاته مبكرا فكانت اصابة خلف كارثية لاعتماد اللاعبين على تحركاته ومراوغاته واحتفاظه بالكرة كما انه لديه مخزونا لياقيا لانه دخل في الدقائق الاخيرة التي اكملها بالتحامل على نفسه رغم الكسر.وفي المقابل ظهر الضغط كبيرا على لوروا ووضح الارتباك عليه فأجرى التبديل لمجرد التبديل فقط وليس لخدمة خططه لان بدلاءه لم ينجحوا في ايصال اي معلومات سارة اليه باستثناء مبارك الميمني في اول 5 دقائق شارك بها فقط ليقتنع العمانيون بان لاعبي الازرق قد اخذوا تطعيم حصانة من الخسارة اذا كانوا يلعبون بفرصتين وانهم قادرون على الخروج متعادلين والفوز ببطاقة التأهل.
محطات في طريق التصفيات
- > خسر الازرق اولى مبارياته في التصفيات وفي تاريخه له على ارضه امام عمان 1-0، وكان المدرب محمد ابراهيم وقتها على رأس الجهاز الفني.
- > رفض محمد ابراهيم اكمال المشوار مع الازرق لتفرغه لتدريب «الاصفر» ليعين بدلا منه مساعده الصربي غوران توفاريتش مدربا ويكون عبدالعزيز حماده مساعدا له.
- > في اول مباراة تحت قيادة غوران، تمكن الازرق من تحقيق الفوز على استراليا في عقر داره برأسية مساعد ندا.
- > لم يخسر غوران اي مباراة رسمية مع الازرق منذ توليه مهمة التدريب وساهم في رفع تصنيف منتخبنا الى الـ 88 عالميا بعد ان كان فوق المائة.
- > يعتبر الأزرق هو المنتخب رقم 15 من اصل 16 الذي اعلن تأهله الى النهائيات، وكان آخر المنتخبات المتأهلة هو الأردن.
- > تمكن لاعبونا من تسجيل 6 اهداف بالمجموعة قسمت مناصفة في مرميي استراليا واندونيسيا، ولم يتمكنوا من التسجيل في مرمى عمان.
- > استقبلت شباك الازرق 5 اهداف 2 من اندونيسيا و2 من استراليا وواحد من عمان.
- > تعتبر اصابة خالد خلف هي الاطول بين لاعبي الازرق حيث لم يتمكن من المشاركة في 3 مباريات امام اندونيسيا ذهابا وايابا وامام استراليا.
- > مساعد ندا اللاعب المحترف الوحيد في صفوف الازرق حيث يلعب مع الشباب السعودي.
«المشروعات السياحية»: تكريم اللاعبين في أبراج الكويت
قدم نائب رئيس مجلس الإدارة العضو المنتدب بشركة المشروعات السياحية خالد الغانم التهنئة للشعب الكويتي ولاعب المنتخب الوطني لكرة القدم وأعضاء الجهازين الفني والإداري، على تأهل الكويت لكأس آسيا بعد غيابه عن نسخة 2007. وأكد الغانم حرص شركة المشروعات السياحية على مشاركة الكويتيين أفراحهم بتأهل المنتخب الوطني وأوضح ان الشركة دائما سباقة في تقديم الدعم لكل من يخدم الوطن، وذلك تحقيقا لأهدافها ورسالتها في خدمة المجتمع الكويتي والتواصل مع جهات ومؤسسات الدولة المختلفة وتقديم دعمها وتسخير جهودها لرسم البسمة على وجوه كل من يقيم على أرض هذا الوطن. ووجه الدعوة للاعبي المنتخب الوطني والجهازين الفني والإداري للاحتفاء بهم وبإنجازهم الكبير في حفل يليق بهم يقام في أبراج الكويت سيتم التنسيق على موعده مع اللجنة الانتقالية وسيتم ايضا من خلاله تكريم اللاعبين والمسؤولين عن كرة القدم، وإقامة مأدبة عشاء على شرفهم. وأضاف الغانم ان أهمية الحدث تنبع من القيمة التي يمثلها بالنسبة للشعب الكويتي نظرا للظروف الصعبة والأزمة الرياضية التي تحيط بالكرة الكويتية منذ فترة، كما أثنى على رجال المنتخب الوطني الذين كانوا عند حسن الظن بهم، ورسموا بالإصرار والعزيمة لوحة وطنية جديدة تتزامن مع أفراح الكويت بأعيادها الوطنية، آملا ان يكرر لاعبو المنتخب إنجاز عام 1980.
جهود التميمي لم تفلح في النقل
بذل الوكيل المساعد لشؤون التلفزيون فوزي التميمي جهودا كبيرة واتصالات مستمرة خلال اليومين الماضيين للتوصل إلى اتفاق مع قناة الجزيرة الرياضية لنقل مباراة الازرق وعمان في تصفيات كأس آسيا اول من امس الا ان هذه الجهود لم تنجح نظرا للمبلغ الكبير الذي طلبته قناة الجزيرة وهو 300 الف دولار.
9 مرات إلى النهائيات
يعتبر تأهل الأزرق إلى الدوحة هو التاسع في تاريخ الكويت حيث سبق له أن تأهل في 1972، 1976، 1980، 1984، 1988، 1996، 2000، 2004، ولم يتمكن من المشاركة في بطولتي 1992 و2007. وقد حصل منتخبنا على لقب البطولة مرة واحدة في 1980 بينما خسر النهائي في بطولة 1976 بعد هزيمته امام ايران 0-1 وكانت اول مشاركة لمنتخبنا في النهائيات موسم 1972 ولم يكن يقبل المشاركة في البطولة الا بعد ان رحل الكيان الصهيوني عن القارة بعد ان شارك في الدورات الأربع.
ماذا بعد التأهل؟
الآن وبعد التأهل الى النهائيات،يجب على الجهازين الفني والاداري للازرق وضع خطة كاملة وشاملة لاعداد المنتخب والحفاظ على اغلب العناصر الموجودة وتدعيمه بلاعبين جدد لايجاد نوع من المنافسة بينهم، كما ان عليهم الانتباه الى ان هناك ما لا يقل عن 5 لاعبين يستحقون الانضمام للمنتخب وربما يكونون اكثر مع نهاية الموسم، والاهم من ذلك يجب ان نعمل مثل باقي المنتخبات فنكثر من خوض المباريات الدولية الودية مع منتخبات قوية يمكننا ان نقيس قدراتنا بها.
الأزرق في المستوى الثالث في سحب قرعة كأس آسيا
عبدالله العنزي
تسحب قرعة كأس أمم آسيا 2011 في قطر، يوم 23 ابريل المقبل بعد ان اتفقت اللجنة المنظمة العليا للبطولة مع الاتحاد الآسيوي على هذا التاريخ خلال الاجتماع التحضيري الذي عقد الشهر الماضي في الدوحة.
وستوزع المنتخبات الــ 16 المتأهلة الى النهائيات وهي: الكويت والسعودية وقطر والامارات والبحرين والعراق وسورية والاردن واليابان وكوريا الجنوبية وكوريا الشمالية والصين وايران والهند وأوزبكستان واستراليا، على 4 مستويات.
يضم المستوى الاول منتخبات العراق بطل النسخة السابقة والسعودية الوصيف وكوريا الجنوبية الثالث وقطر البلد المستضيف، وستضع هذه المنتخبات على رؤوس المجموعات الـ 4، وحسب النظام الجديد المتبع في توزيع المنتخبات من الاتحاد الاسيوي فإن المنتخبات الباقية ستوزع على 3 مستويات حسب التصنيف الشهري للاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، بعد ان كانت القرعة تجري سابقا حسب نتائج كل منتخب في آخر 3 بطولات سابقة وآخر 3 مشاركات له في تصفيات كأس العالم، وهذا التصنيف يؤخذ قبل شهر من تاريخ القرعة أي ان التصنيف الحديث لشهر مارس الجاري يضع الازرق في التصنيف الثالث.
وسيكون التصنيف على الشكل التالي:
- المستوى الأول: العراق والسعودية وكوريا الجنوبية وقطر.
- المستوى الثاني: استراليا واليابان والبحرين وإيران
- المستوى الثالث: أوزبكستان والصين والكويت وسورية.
- المستوى الرابع: كوريا الشمالية والأردن والإمارات والهند.
التأهل إلى النهائيات ليس نهاية الطموح
لا يمكن ان نقول ان وصول الأزرق الى النهائيات هو نهاية
الطموح لأن المنتخب الذي يحرز لقب آسيا مرة وينافس على لقبها اكثر من مرة لا يمكن ان يكون وصوله الى النهائيات حلما، فالأزرق عندما كان يدخل اي بطولة آسيوية أو عربية من المؤكد انه كان يدخلها للحصول على اللقب، ولكننا نقول ان هذا التأهل فتح أبوابا جديدة للتألق اولها ان الازرق استعاد جزءا من بريقه الذي فقده في الآونة الأخيرة، وثانيا الثقة التي سيحصل عليها اللاعبون اكثر لأنه في الوقت الحالي على المنتخبات ان تخشى الأزرق وليس العكس سواء كانت في مستواه أو أقل منه، والى جانب ذلك سنرى تطورا كبيرا في ارتفاع مستوى المسابقات المحلية من دوري وكأس سمو الأمير وسمو ولي العهد في الموسم الحالي وبداية الموسم المقبل لأن جميع اللاعبين سيضعون نصب أعينهم اللعب في النهائيات وربما يظهر لنا نجوم جدد لأن فترة 8 أشهر ليست قليلة.
لوروا: أكبر خسارة في تاريخي كمدرب
ارجع الفرنسي كلود لوروا مدرب المنتخب العماني خسارة فرصة التأهل لنهائيات كأس آسيا الى الضغوطات النفسية التي عانى منها لاعبو المنتخب في المواجهة مع الازرق. وكان المنتخب العماني في حاجة الى الفوز على الازرق ليضمن التأهل الى النهائيات، لكنه اكتفى بالتعادل سلبا معه.
وقال لوروا «اهدار فرصة التأهل اكبر خسارة في تاريخي كمدرب، فطموح اللاعبين جميعهم وطموحي كان التأهل الى نهائيات كأس آسيا، لكن خسارة نقطتين في مباراتنا الاولى مع اندونيسيا ثم الضغوطات التي عانى منها اللاعبون ضد الكويت كانتا السبب في عدم تأهل الفريق الى العرس الآسيوي». وتابع «قدم المنتخب العماني مباراة جيدة خصوصا في الشوط الثاني وخلقنا الفرص لكن عدم التوفيق لازم الفريق». وردا على سؤال حول ما إذا كان ضعف الاستعداد سببا لعدم التأهل، قال «لا استطيع ان ارجع سبب عدم التأهل والفوز على الكويت الى ذلك، فالمنتخبات العالمية تستعد خلال يومين، وفريقي كان امامه اسبوع للاستعداد وهذه ليست حجة»، وقال «ان جميع الامور توافرت للمنتخب ولم يكن هناك اي تقصير في ذلك»، مضيفا انه كان يأمل الوصول الى النهائيات في الدوحة.