أكدت قناة الجزيرة الفضائية ان التشويش على بث قنواتها الرياضية لمباريات كأس العالم في كرة القدم في يونيو «صدر من موقع في الأردن»، مؤكدة انها ستطالب الحكومة الأردنية بـ «تفسير رسمي لتلك الواقعة الموثقة بالأدلة»، في اتهام نفاه الاردن.
وأفادت القناة القطرية في بيان بأن «التشويش صدر من موقع في الأردن»، مشيرة الى انها استندت في هذا الاتهام الى «تحقيق أجرته فرق دولية مختصة».
وكانت صحيفة الغارديان البريطانية أول من كشف هذه المعلومة وقالت الصحيفة ان «مصدر التشويش على بث قنوات الجزيرة الرياضية في كأس العالم مصدره الأردن الذي يبدو انه نتج عن غضب الأردنيين عن عدم موافقة الجزيرة الرياضية على بث مباريات المونديال ارضيا ليتاح لهم مشاهدة المباريات مجانا».
وفي عمان، نفى مصدر حكومي أردني و«بشكل قاطع» لوكالة فرانس برس «الادعاءات التي سربتها مصادر لم تكشف عن هويتها لصحيفة «الغارديان» البريطانية»، ومفادها ان الأردن كان وراء التشويش على بث قنوات الجزيرة الرياضية خلال مباريات كأس العالم.
وأوضح المدير العام لقنوات الجزيرة الرياضية ناصر الخليفي ان التحقيق في مصدر التشويش أجراه «خبراء دوليون وشركات مستقلة».
واستغرب الخليفي في تصريحات للجزيرة ان يصدر التشويش «من الوطن العربي ومن الأردن تحديدا».
وأكد ان القناة «ستلاحق قضائيا المتسببين في عملية التشويش والتي حرمت 167 مليون مشاهد من مشاهدة مباراة الافتتاح في كأس العالم».
وأكدت قناة الجزيرة على موقعها الالكتروني انها ستطالب الحكومة الأردنية «بتفسير رسمي لتلك الواقعة الموثقة بالأدلة».
وكانت قنوات الجزيرة الرياضية حصلت على الحقوق الحصرية لبث مباريات كأس العالم في دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا، لكن بثها تعرض للتشويش في بعض المباريات خصوصا مباراة الافتتاح بين جنوب افريقيا والمكسيك في 11 يونيو الماضي، ما أدى الى موجة غضب لدى محبي اللعبة في بعض الدول العربية الذين اعتبروا انهم دفعوا اشتراكاتهم للمحطة وانه يتعين عليها توفير التغطية المناسبة لهم.
وأصدرت الجزيرة الرياضية بيانا بعد المباراة الافتتاحية تحدثت فيه عن قرصنة تعرضت لها قنواتها، وجاء فيه ان «عملية القرصنة تجلت بالتشويش على ترددات قنوات الجزيرة الرياضية الخاصة بالمونديال وإشاراتها على القمرين الاصطناعيين نايل سات وعرب سات» طوال مجريات المباراة الافتتاحية.
واستنـدت الصـحـيـفة البريطانية الى معلومات سرية حصلت عليها لم تكشف مصدرها مؤكدة ان «هناك وثائق تدل على ان مصدر التشويش كان من منطقة السلط الأردنية قرب العاصمة عمان، وذلك اعتمادا على تحليلات فريق تقني يعتمد تكنولوجيا خاصة بتحديد الأماكن الجغرافية».
وتابعت «من غير المرجح ان يكون التشويش قد حصل من دون معرفة السلطات الأردنية»، مشيرة الى ان التشويش الذي حصل «متطور جدا».
ويتم التشويش عبر إرسال إشارات تعمل على تعطيل الإشارة الأصلية لمنع استقبالها على الأرض من القمر الصناعي، وهو من الأعمال غير القانونية بموجب المعاهدات الدولية.
وأوضح المصدر الأردني لـ «فرانس برس» ان «الأردن قد تحدث مع مسؤولين في القناة حول شراء حقوق البث قبل حوالي 4 أشهر من انطلاق المباريات، لكن القناة لم تبدأ المفاوضات الفعلية إلا قبل أيام من انطلاق المباريات».
واضاف انه «قبل حوالي 4 أيام من بدء مباريات كأس العالم تقدمت الجزيرة بعرض لبيع حقوق البث الأرضي للأردن لـ 20 مباراة تختارها هي ومعظمها من الدور الأول مقابل 8 ملايين دولار والسماح ببثها على شاشات كانت ستوضع في مناطق نائية وفقيرة مقابل 50 ألف دولار لكل شاشة عرض».
وأكد المصدر ان الأردن رفض العرض «لأنه اعتبره متأخرا جدا ولأن المباريات التي سمحت الجزيرة ببثها وعدد هذه المباريات لم يكن مناسبا». وأدخلت قناة الجزيرة التي انطلقت في العام 1996 تغييرات جذرية على المشهد الإعلامي العربي واشتهرت بمواقفها المباشرة، إلا انها تعرضت لانتقادات كثيرة من جانب عدد كبير من الأنظمة العربية.